• ٢٣ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٤ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

روسيا تحذر الغرب من التدخل في سوريا بعد تهديدات اوباما

روسيا تحذر الغرب من التدخل في سوريا بعد تهديدات اوباما
حذرت روسيا الغرب يوم الثلاثاء من القيام بعمل منفرد في سوريا بعد يوم من تهديد الرئيس الأمريكي باراك اوباما "بعواقب وخيمة" إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو حتى حركها بشكل ينطوي على تهديد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا بعد لقاء دبلوماسي صيني كبير إن موسكو وبكين متفقتان على الحاجة إلى "الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بانتهاكها."
وتذكر التصريحات بالانقسامات التي تعرقل الجهود الرامية لانهاء الصراع المستمر منذ 17 شهرا في سوريا.
وتقول الأمم المتحدة ان اكثر من 18 ألف شخص قتلوا في الصراع الذي يؤثر على الدول المجاورة لسوريا.
وفي لبنان قتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص في اعمال عنف طائفية لها صلة بالصراع السوري وتجري تركيا المناوئة للأسد تحقيقا حول احتمال وجود صلات لسوريا بتفجير سيارة ملغومة على اراضيها اسفر عن مقتل تسعة اشخاص يوم الاثنين.
وتعارض روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرا من إراقة الدماء واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف أعمال العنف.
وقال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل بعد لقائه مع لافروف في موسكو ان تهديدات اوباما ضد سوريا موجهة للاستهلاك الاعلامي.
وأضاف ان الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولايات المتحدة بحجة ان صدام حسين يخفي اسلحة دمار شامل.
وقال في مؤتمر صحفي "التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان... انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا.
وفي واحدة من أحدث مناطق المعارك دخلت قوات سورية مدعومة بالدبابات ضاحية المعضمية في دمشق يوم الثلاثاء في اليوم الثاني من الهجوم الذي يستهدف استعادة السيطرة على المنطقة.
وقال ناشطون ان قوات الأسد قتلت ما لا يقل عن 70 شخصا في المعضمية منذ يوم الاثنين. وأضافوا ان منهم نحو 24 رجلا تم اعدامهم و16 شخصا قتلوا في هجوم نفذته طائرات هليكوبتر على جنازة الضحايا الذين سقطوا في اعمال العنف يوم الاثنين.
وقالت ناشطة من الضاحية اسمها حياة "خرج المشيعون حاملين 19 جثة وعادوا بخمسة وثلاثين."
وقال ساكن اخر تحدث لرويترز عبر الهاتف انه احصى جثث نحو 24 رجلا جرى اعدامهم. وقال "لم يقتلوا جراء القصف بل كانت اياديهم مقيدة واحرقوا وقتلوا بالسكاكين." وقال ناشطون ان الجثث عثر عليها في الطوابق السفلى والمتاجر والمنازل التي نهبها افراد الجيش.
وتفرض الدولة حظرا على وسائل الاعلام مما يجعل من المستحيل التحقق من التقارير بشأن العنف الذي جاء بعد يوم دام يوم الاثنين حيث قتل 200 شخص في انحاء البلاد وفقا لتقديرات جماعة المرصد السوري لحقوق الانسان المعارضة.
وقالت جماعة معارضة يوم الثلاثاء ان القوات الجوية السورية أعادت نشر 30 طائرة قاذفة مقاتلة من طراز سوخوي لتصبح أقرب الى المدن التي يخوض فيها الجيش معارك لسحق مقاتلي المعارضة في شمال وشرق البلاد.
وقال مسؤول رفيع في المجلس الاعلى لقيادة الثورة السورية ان الطائرات السوخوي اس يو-22 التي تعود الى عهد الاتحاد السوفيتي والتي يمكنها اسقاط قنابل زنة 400 كيلوجرام تحركت من قاعدتي الضمير والسيم الجويتين الواقعتين الى الشمال والى الشرق من دمشق يوم الاثنين الى قواعد في مدينة حماة والطبقة ودير الزور.
وقال محمد مروح لرويترز من عمان ان هذا النوع من طائرات السوخوي مجهز لمهام القصف أكثر منه للقتال الجوي. واضاف انها الان على مسافة في نطاق المدى المؤثر لاصابة مدن حلب وحمص ودير الزور ومناطق في محافظة ادلب.
ولم تبد الولايات المتحدة وحلفاؤها رغبة تذكر في التدخل العسكري في سوريا على عكس الحملة التي شنها العام الماضي حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
لكن أوباما استخدم أشد لهجة على الإطلاق يوم الاثنين في تحذير الأسد من استخدام أسلحة غير تقليدية.
وقال أوباما "لقد أوضحنا بجلاء لنظام الأسد وأيضا لأطراف آخرين على الأرض أن تجاوز الخط الأحمر من وجهة نظرنا هو ان نبدأ نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية يجري نقلها أو استخدامها. سيغير ذلك حساباتي."
وأقرت سوريا الشهر الماضي للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية او بيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية. وأثار هذا التهديد تحذيرات قوية من واشنطن وحلفائها لكن ليس من الواضح كيف يمكن للقوات المسلحة السورية أن تستخدم هذه الأسلحة في حرب المدن.
وقال أوباما ربما في اشارة إلى حزب الله الشيعي اللبناني وهو حليف للأسد تدعمه إيران أو إلى متشددين اسلاميين "لا يمكن أن نقبل سقوط اسلحة كيماوية او بيولوجية في ايدي من يجب ألا تكون في ايديهم" مضيفا انه غير متأكد من ان تلك المخزونات آمنة.
ويقول موقع جلوبال سيكيورتي الذي يجمع تقارير مخابرات منشورة وبيانات اخرى انه توجد اربعة مواقع يشتبه في انها تضم أسلحة كيماوية في سوريا تنتج غاز الاعصاب في اكس والسارين والتابون. وأضاف ان هذه المواقع شمالي دمشق وقرب حمص وفي حماة وقرب ميناء اللاذقية على البحر المتوسط وذلك دون ذكر مصدر.
ويدور جدال في إسرائيل التي لا تزال رسميا في حالة حرب مع سويا بشأن ما اذا كان يتعين عليها مهاجمة مواقع الاسلحة غير التقليدية التي ترى انها اكبر خطر يمكن ان ينجم عن الصراع في سوريا.
ويعزف أوباما عن دخول الولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط ويرفض تسليح مقاتلي المعارضة السورية ومن أسباب ذلك الخوف من أن بعض من يحاربون الأسد هم من الإسلاميين المتشددين الذين يناصبون العداء ايضا للغرب.
وسيطر مقاتلو المعارضة على قطاعات من الاراضي في شمال سوريا قرب تركيا التي تستضيف حاليا 70 ألف لاجئ سوري والتي أشارت الى ان الامم المتحدة قد تحتاج الى انشاء "منطقة آمنة" في سوريا اذا تجاوز العدد 100 الف لاجيء.
لكن إقامة منطقة آمنة سيتطلب فرض منطقة حظر جوي وهي فكرة قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأسبوع الماضي إنها ليست "قضية ملحة" بالنسبة لواشنطن.
ومع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بسبب انقسامات بين القوى العالمية والخصومات الإقليمية تواجه سوريا احتمال أن تشهد صراعا طويل الامد بين السنة والعلويين.
وأثر هذا البعد الطائفي على لبنان المجاور حيث قتل خمسة اشخاص وأُصيب أكثر من 60 بجروح في مدينة طرابلس بشمال البلاد وهي بلدة تسكنها أغلبية سنية إلى جانب أقلية علوية تساند الأسد بشدة.
وقال سكان ان مسلحين في حي باب التبانة الذي تسكنه أغلبية سنية ومنافسيهم في حي جبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية تبادلوا اطلاق النار والقاء القنابل في قتال متقطع طوال الليل وحتى الصباح رغم وجود القوات اللبنانية.
وقال الجيش إن الجرحى بينهم عشرة جنود.

ارسال التعليق

Top