• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

سيمات مرحلة الشباب

د. طارق عبدالرؤوف

سيمات مرحلة الشباب
◄تعد مرحلة الشباب من أهم مراحل الحياة فخلالها يكتسب الفرد مهاراته الإنسانية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية اللازمة لتدبير شؤون حياته وتنظيم علاقاته مع الآخرين ومن أهم السمات التي يتميز بها الشباب هي كالتالي:

-         الاستعداد للتغيير.

-         الطموح والتطلع للمستقبل.

-         التذبذب والتردد.

-         القدرة على اكتساب المعلومات.

ومن أهم خصائص هذه المرحلة هي كالتالي:

1- مرحلة إيضاح وفيها يتكامل مع الفرد في جميع النواحي البدنية والنفسية والجنسية والاجتماعية.

2- مرحلة انتقال حيث تتكامل مظاهر النضج السابق بشكل متسارع تنقل الشباب إلى عالم المراشدين.

3- مرحلة فقد وتقييم وتمحيص نتيجة التغيرات التي تتلاحق على الشباب ومحاولته التوافق معها.

4- مرحلة الصراع نتيجة التمحيص السابق والنزعة الاستقلالية لدى الشباب، والتي قد تحدث بين قيم الشباب ودوافع مجمعة وهو ما يعبر عنه بمصطلح صراع الأجيال.

5- مرحلة طاقة وقوة يتمنع الشباب فيه بتكامل جسماني وطاقة حيوية كبيرين مما يجعل فئة الشباب عمود المجتمع الفقري ومستقبلة المنتظر فهم مصدر قوة لمجتمعهم.

وفي الوقت الذي نتطرق فيه إلى توضيح مفهوم الشباب علينا أن نوضح ما يتميز به الشباب باعتبارهم الشريحة الأكثر أهمية في المجتمع كالتالي:

1- الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة والجراءة والاستقلالية وإزدياد مشاعر القلق والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط.

2- يتميز الشباب بالفضول وحب الاستطلاع فهم محبو السؤال والاستفسار بهدف الإدراك لما يدور من حولهم من قضايا ومواقف على جميع المسؤوليات للإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً.

3- اتجاهاتهم نحو تأكيد الذات.

4- العنفوان الداخلي للشباب فلهذا نراهم لا يقبلون بالضغط والقهر مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليهم سواء كانت سلطة أم أسرة.

5- يتميز بالدنياميكية والحيوية والمرونة المتسمة بالاندفاع والانطلاق والتحرر والتضحية.

6- قدرتهم على الاستجابة للمتغيرات من حولهم وسرعة في الاستيعاب.

7- يتميزون بقبول الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه.

وبناءً على ذلك فإنّ هذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبتهم في تغيير الواقع الذي وجدوا فيه، وإن لم يشاركوا في متعة وإنّهم يتميزون بالقدرات ما لم يتميز بها أي شريحة أخرى في المجتمع فهم أساس التغيير وقوة الدفع بعجلة التنمية لمجتمعاتهم إذا تم التوجه إلى الاهتمام الفعلي بتحقيق حاجاتهم وتنمية قدراتهم ومواجهة المشكلات التي تعترضهم.

 

صعوبة تحديد مرحلة الشباب:

لعلّ صعوبة تحديد مرحلة الشباب هذه تعود إلى جملة من الأسباب أهمها:

1- عدم الاتفاق في وضع المقاييس والمعايير التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد مرحلة الشباب حيث يرى بعضهم أنّ النمو الجنسي والفسيولوجي هو المحك الأوّل في هذا التضيف على حين يرى البعض أنّ النمو النفسي هو أهم المحكات في الوقت الذي يركز فيه البعض الأخر على أهمية تغيير الأنساق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وما يترتب عليه من تغيير في الأدوار الاجتماعية حيث يتوقف على هذه التغييرات تحديد الفئة العمرية التي تسمى بمرحلة الشباب.

2- صعوبة تحديد بداية سن الشباب لأسباب تتعلق بتفاوت بداية سن البلوغ بين شاب وأخرى ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في تحديد بداية مرحلة الشباب لأنّه لا توجد سن محددة يتم فيها البلوغ الجنسي بالنسبة للفتى أو الفتاة.

3- صعوبة تحديد نهاية مرحلة الشباب لأسباب تتعلق بذات الشباب ونفسيته وتحمله للمسؤوليات هناك من العوامل ما يؤدي إلى فروق في نهاية مرحلة الشباب، وأهم هذه العوامل قيام الفرد بمسؤولياته حتى يدخل مرحلة الرشد.

4- وحدة حياة الإنسان واستمرارها أي اتصال مراحل النمو مع بعضها البعض فالشباب لا يراهق بين ليلة وضحاها ولا يصبح شاباً بضغطة زر وإنما تستغرق فترة تطول وتقصر نتيجة لعامل موضوعية وذاتية تعتبر حياة الإنسان وحدة متصلة لا يمكن تجزئتها إلى قطاعات ومراحل منفصلة عن بعضها ولا ينتقل الطفل من طور نمو إلى أخر انتقالاً مباشراً فهو لا يرا هق بين عشية وضحاها.

ويتضح مما سبق بأنّه يمكن القول بأنّ مرحلة الشباب هي امتداد طبيعي لمرحلة الطفولة، وقد تطول أو تقصر باختلاف العوامل الاجتماعية والبيولوجية والنفسية المحيطة بالفرد وتختلف من ثقافة لأخرى ومن بلد لأخر، وبالتالي كانت هناك صعوبة في الاتفاق على تحديد سن محدد للشباب إلّا أنّه توجد مؤشرات عامة تدل على الشباب تتعلق بالظروف الاجتماعية والبيولوجية والسيكولوجية.

إنّ الشباب هو المرحلة الممتدة من نهاية الطفولة المتأخرة (أي بداية مرحلة الفتوة) إلى سن النضج والرجولة حيث تظهر في هذه المرحلة التغيرات الجسمية والفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية حيث تتغير ملامح الصوت وتظهر الأنوثة عند الفتاة، والبلوغ عند الذكور وتيقظ الحاجة الجنسية إضافة إلى التغييرات الجسمية والإفرازات الهرمونية والقدرة على تحمل المسؤوليات والنزعة إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات في اتخاذ القرارات والرغبة بالابتعاد عن القرارات الملزمة من قبل الأهل والأقارب.►

 

المصدر: كتاب الشباب واستثمار وقت الفراغ

ارسال التعليق

Top