• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

طلابنا ومشاكل النسيان عند المذاكرة

سناء الجمل

طلابنا ومشاكل النسيان عند المذاكرة
يعاني الكثير من الآباء والأُمّهات من كثرة نسيان الطفل لدروسه. وتحديداً التعليمات التي يطلبها منه أبواه أو المدرسون، وغالباً ما نرى أطفالاً في منتهى النشاط أثناء اللعب، ولكنهم في غاية الكسل عند استرجاع ما تمت مذاكرته، فما هي أسباب نسيان الطفل لها؟ وكيف يمكن مواجهة النسيان الذي يصيب معظم الأطفال حالياً؟ وما هي أفضل طرق المذاكرة؟ ترجع الدكتورة إيناس عبدالمنعم، مدرسة علم النفس بكلية الآداب بجامعة عين شمس، أسباب نسيان الطفل المذاكرة إلى وجود أخطاء في عملية المذاكرة نفسها، ومن أهم أسباب النسيان عنده: 1- إذا تمت المذاكرة في جو غير مناسب وغير مهيأ مثل: وجود مشتت للتركيز كالتليفزيون، أو ضجيج، ما يؤثر على تركيزه ويجعله لا يستوعب شيئاً مما ذاكره. 2- المذاكرة مع شخص آخر يختلف في أسلوب استيعابه، فهذا يجعله غير قادر على الفهم. 3- البدء باختيار مادة صعبة أو طويلة، ما يحدث له نوعاً من الإحباط يؤثر على استمراره. 4- الاعتماد على طريقة الحفظ، وليس الفهم، وبهذا لا يمكنه الربط بين كل معلومة والأخرى، بينما الفهم يجعله يسترجع المعلومة بسهولة عندما يحتاجها. 5- إذا كان جائعاً أو مجهداً بدنياً. 6- أسلوب العقاب والضرب أثناء التعلم سواء من الأسرة أو المدرسة، يجعله يكره المذاكرة، ما يسبب له الرعب وفقدان التركيز. 7- إصابته بأي مرض عضوي مثل: نزلات البرد، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام المغص والصداع وغيرها من الأعراض التي تعوق التركيز. 8- الخلافات العائلية، فالأجواء الأسرية غير المستقرة بين الأبوين تجعله في حالة تشتت وتوتر وترقب مستمر لحدوث شيء مؤلم، مما يؤثر على حالته النفسية، ويتسبب في نسيانه أي شيء يتعلمه.   - كيف يمكن علاج النسيان يمكنك التغلب على مشكلة النسيان عند الأطفال، وتحسين أدائهم الدراسي باتِّباع التالي: 1- هيئي الجو المناسب للمذاكرة بعيداً عن الضجيج مع توفير إضاءة مناسبة لا ترهق عيني الطفل. 2- اختاري الوقت المناسب للمذاكرة، وهو الوقت الذي يكون الطفل فيه مرتاحاً وغير مجهد أو جائع. 3- نظمي الوقت بحيث يكون هناك وقت للراحة بعد المجيء من المدرسة، ووقت لتناول الطعام، وبعدها ابدئي المذاكرة له بشكل جاد: حتى يتعلم التنظيم والالتزام، ويعرف أنّ المذاكرة شيء ضروري وهام. 4- لا تخيفيه من الرسوب، واعتمدي على أسلوب التحفيز لتشجيعه على النجاح، ما يساعده على التذكر بسهولة، ويولد لديه الدافع ليكون أفضل. 5- اهتمي بمراجعة المعلومات التي ذاكرها مرة أخرى في سطور سريعة، وأعملي مراجعة أسبوعية لما درسه طوال الأسبوع: حتى تثبت المعلومة في رأسه، ولا ينساها: لأنّ المراجعة من أساسيات التعلم: حتى لا تتداخل المعلومات مع بعضها البعض. 6- ولتحسين القدرة على التذكر لدى الطفل يجب ربط المعلومة بشيء يحبه أو يراه بشكل متكرر. كربط الكلمة بصورة أو تصرف معين أو ربط الدرس بموقف ما أو رحلة جميلة. 7- أقيمي حواراً معه. وتعرفي على أحواله اليومية، وبهذا يشعر باهتمامك أنت ووالده الذي يفترض أن يجعله صديقاً له، فقدرة الطفل على التعبير تساعده على تنشيط ذهنه، وتزيد من ثقته بنفسه، كما تنمي قدرته اللغوية، وتعطيه الجرأة على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين؛ مما يزيد أيضاً من تركيزه وقدرته على التذكر.   - كيف تذاكر؟ لتكون فعالة يجب أن تمر بالمراحل الثلاث التالية:   - أوّلاً: القراءة الإجمالية للدرس: بحيث تبدأ مذاكرتك بقراءة الدرس قراءة عامة، فلابدّ من أن تقرئيه له قراءة إجمالية وسريعة؛ للإلمام بمحتوياته وموضوعه.   - ثانياً: الحفظ والمذاكرة: القاعدة الذهبية لتحقيق أعلى الدرجات وأفضل النتائج في أي مادة هي الحفظ، ولكن بعد تحليل الموضوع وفهمه؛ لأنّ الحفظ بدون فهم يعرض الطفل لنسيان المعلومة وضياعها بسرعة من ذهنه، إلا إنّه مهما كانت قدرة طفلك على الفهم فلابدّ أن يحفظ المعلومات التي سوف تأتيه في الامتحان، وكثير من الطلبة الأذكياء يرجع فشلهم إلى اعتمادهم على الفهم فقط دون الحفظ، بعكس بعض الطلبة متوسطي الذكاء الذين استطاعوا التفوق في الامتحانات معتمدين على قدرتهم الفائقة على الحفظ، وقليل من الفهم، حتى في أدق المواد مثل الرياضيات، فالحفظ هنا دوره يكون تثبيت المعلومات والتأكيد عليها.   - ثالثاً: التسميع ومراجعة المذاكرة: يعتقد كثير من الطلبة أن قراءة الدرس وفهمه ومحاولة حفظه تكفي، لكنه عندما يحاول إجابة أحد الأسئلة في المتحانات فإنّه يقف حائراً، ويقول: إني أعرفها وأفهمها، لكنه لا يستطيع الإجابة، ويرجع ذلك إلى إهماله عملية التسميع والمراجعة وعدم إدراكه لأهميتها القصوى، وتتمثل أهمية التسميع فيما يلي: 1- يكشف للطالب مواضع الضعف والأخطاء التي يقع فيها، فهو مرآة لذاكرته. 2- هو الوسيلة القوية لتثبيت المعلومات، وزيادة القدرة على تذكرها لفترة أطول. 3- تعتبر المراجعة علاجاً ناجحاً للسرحان؛ فالطالب الذي يذاكر بدون تسميع ينسى بعد يوم واحد كمية تساوي ما ينساه الطالب الذي يقوم بالتسميع بعد 36 يوماً. تثبيت المعلومات، وسهولة استرجاعها مرة أخرى عندما يسأل فيها، كما أن مراجعة الدروس السابقة بانتظام تساعده على فهم ما يستجد منها فهماً كاملاً، وفي وقت أقل من سابقتها.   - كيف يراجع دروسه؟ 1- علّميه ألا يراجعها دفعة واحدة، وإنما يقسمها إلى مراحل متتابعة. 2- تصفحي معه العناوين الكبيرة أوّلاً ثمّ العناوين الفرعية، مع محاولة تذكر النقاط الهامة. 3- حاولي إرشاده لكتابة النقاط الرئيسة في الدرس والقوانين والمعادلات والقواعد وما شابهها. 4- دعيه يجيب عن بعض الأسئلة الشاملة، ويفضل أن تكون من أسئلة الامتحانات السابقة. 5- يمكن أن تكون المراجعة في صورة جماعية من خلال طرح أسئلة والإجابة عنها مع بعض الزملاء، ما يزيد من حماسه وقدرته على التذكر والاسترجاع.

ارسال التعليق

Top