• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مساعدة الطفل في تحقيق نجاحه الدراسي

مساعدة الطفل في تحقيق نجاحه الدراسي

ربّما يشعر الجميع من الأهل والأصدقاء والجيران بذكاء طفلك، وقدرته على استيعاب الأشياء من حوله، ولكن الشيء الذي يدفع إلى الحيرة من جانب الأب والأُم أن ذلك الطفل الذكي بشهادة الجميع غير قادر على استيعاب دروسه مع قدرته على استيعاب أشياء كثيرة، وربما تكون في بعض الأحيان أصعب من الدروس وربما تكون هناك أسباب كثيرة لإخفاق الطفل في المدرسة. في هذا الموضوع يشرح لنا د. صفاء العيسى الأسباب المرضية والملل والأسباب العائلية والمدرسية ومن المهم الوقوف مع الطفل ومساعدته في أوقات الشدة ومنحه الثقة في المستقبل.

في البدء يشير د. صفاء العيسى بأنّ المدرسة تؤثر تأثيراً كبيراً على عقلية الطفل وسلوكه وتربيته وأخلاقه بالإضافة إلى علمه حاضراً ومستقبلاً.

وكلّ والد يحب لطفه أن يكون أحسن منه في الدراسة وفي جيل كجيل الآباء في الوقت الحاضر فهم يتذكرون بلا شك شدة المعاناة التي مروا بها من أجل أن يصلوا إلى تحصيل علمي يفخرون به.

 

العباقرة والشهادات:

·      هل يعني النجاح في المدرسة أو الجامعة النجاح في الحياة؟

يرد. صفاء العيسى على سؤالنا قائلاً: إنّ النجاح في المدرسة أو الحصول على شهادة من الجامعة لا يعني النجاح بذاته فهذا موضوع نسبي والتاريخ يذكر لنا كيف أن عباقرة العرب والمسلمين تعلموا العلم والمعرفة بأنفسهم وكيف جاهدوا في سبيل الله من أجل بلوغ المرتبة العلمية التي توخوها، وعالم مثل أينشتاين الذي اخترع نظريات كثيرة في علم الفيزياء، قلبت تفكير العلماء في هذا المجال، وهذا الشخص طرد من المدرسة لأنّه وصف بأنّه غبي.

إذن على الطفل النجاح في الدراسة، حيث مازال ذلك هو المقياس لتقييم الطالب ولكن تبقى هناك أمور لا يستطيع المعلم أن يقيمها وقد تكون مدفونة في عقل الطفل غير واضحة له.

·      وما أسباب الإخفاق في الدراسة؟

تقسم أسباب الإخفاق إلى ثلاثة أسباب وهي أحوال تتعلق بالطفل، وأخرى بالمدرسة، والثالثة بالمحيط أو العائلة التي يعيش فيها.

·      فلو بدأنا بالطفل نفسه ما الأسباب التي أدت لإخفاقه في الدراسة؟

هناك عدة أسباب وهي كالتالي:

1-    أسباب مرضية: حيث نجد أنّ الأمراض المزمنة مثل الربو والسكر والصرع تجعل غياب الطفل عن المدرسة أسباباً لتأخيره، ولكن هناك أمراض غير واضحة للمدرس أو للأهل حتى يستشيروا الطبيب بصورة مستعجلة، وهذه الأمراض تحتاج إلى وقت حتى تصل للطبيب وتعالج مثل الطرش غير الكامل أو ضعف البصر أو أمراض الجهاز العصبي أو الصداع المزمن (الشقيقة).

2-    هناك أطفال مصابون منذ الولادة بخلل في مركز الدماغ المسؤول عن القراءة والكتابة وهؤلاء الأطفال عادة أذكياء ولكن لديهم صعوبة في القراءة والكتابة بينما هم بارعون في أمور أخرى، لذا ليس غريباً أن تجد السياسي أو الاقتصادي أو المفكر الناجح الذي لم يتعلم القراءة والكتابة والعالم يزخر بهؤلاء، المشكلة هنا أن قسماً من المدرسين يرفضون الاعتراف بهذه الحالة ويقيسون القراءة والكتابة كمقياس للنجاح في التعليم.

3-    انزعاج الطالب من المدرسة أو المدرس أو قدومه إلى مدرسة جديدة عليه هذه أمور مهمة في تأخير الطالب في دراسته.

انّ الملل هو واحد من أهم الأسباب التي تجعل الطفل يفقد اهتمامه في الدروس وعلى المدرس الذكي أن يشغل الطفل دوماً في شيء مفيد.

أعرف طفلة كانت دائماً ضعيفة في دروسها وتحصل على درجات ضعيفة، ولمّا عرفت أنّها تكره دروس الرياضيات والقراءة وتحب الرسم والأعمال اليدوية الفنية شرحت ذلك لمدرستها واتفقنا على أن نقلل من تدريسها لمواد الرياضيات والقراءة لفترة زمنية ونكثر من تدريسها الأعمال المنزلية أو الرسم وكانت النتيجة أنها أبدعت في هذا المجال مما جعلها تفرح واكتسبت ثقة بالنفس عالية مما شجعها بعد ذلك على دراسة الرياضيات والقراءة ونجحت فيهما بسهولة.

إذن من المهم أن لا يطغى على الطالب الشعور بالملل من الدروس، ومواد التدريس يجب ألا تكون صعبة بحيث لا يهتم الطالب لها ولا يفهمها وأن تكون سهلة بحيث يجدُ فيها تحدٍّ علمي وعقلي.

4-    قد يكون الطفل متضايقاً من أشخاص في المدرسة يعيبونه ويضربونه وهذه عادة تحدث للطفل الخجول أو الذي لديه مشاكل جسمية، هذا الطفل يبدأ بكرهه للمدرسة وخوفه من الذهاب إليها وعادة لا يفصح بمشكلته إلى أهله ويبقى الأمر مكتوماً ويجب أن تحل القضية بسرعة وحزم من قِبَل الأهل، وذلك لمناقشة الأمر مع مدير المدرسة حتى لا يتمادى هؤلاء المعاكسين في أذية طفلك.

·      وما الأسباب المتعلقة بالمُدرّسة؟

هي كما ذكرنا قسم منها أن تكون مُدرِّسة جديدة للطفل أو معلم جديد والأهم هو أن توجد علاقة حميمة بين المدرس وتلميذه إنّ المدرس نفسه يحتاج لتشجيع وإطراء كأي إنسان منا ولا يجب أن نضع كلّ اللوم عليه في تأخر الطفل في دراسته إذ من الأهمية أن تكون هناك علاقة جيدة بين الآباء والمدرس ويجب حضور الأهل الاجتماعات المدرسية لمناقشة مشاكل طفلهم وتحصيله العلمي.

ربما يكون الزحام في المدرسة سبباً مهماً لانزعاج الطفل من مدرسته ولكن الأهم من ذلك هو عدم وجود مواد مدرسية ممتعة مسلية ومثيرة لاهتمام الطفل.

·      وماذا عن أسباب عائلة الطفل؟

هناك أطفال كثيرون لا يشكون من شيء سوى أن عائلتهم في عراك مستمر وأنّ الطفل هذا لا يفهم شيئاً من دراسته لأن باله مشغول دوماً بالعراك الموجود في البيت.

مما لاشكّ فيه أنّه في كلّ بيت هناك مشاكل عائلية ولكن من المهم على الأهل أن لا يعرضوا مشاكلهم على أطفالهم.

ثمّ إنّ هناك من الآباء لا يسأل ولا يهتم في دراسة طفله ويجب عليهم دوماً أن يظهروا لأطفالهم اهتمامهم بهم ويحاولوا أن يخرجوا معهم إلى المتاحف والمكاتب وأن يظهروا لهم بأنّ التعليم ليس فقط في المدرسة بل في كل مكان، وأنّ هذه العملية (التعليم) يجب أن تكون موضوعية ومسلية للطفل.

 

نصيحة أخيرة:

وينصح د. العيسى الوالدين بالوقوف مع الطفل وإن أخفق في الدراسة ويقول حاول أن تعرف السبب وتحله وحدك أو بمساعدة المدرسة وطفلك أيضاً، فالطفل يبقى طفلاً ويحتاج إلى شخص كبير يسمع له ويقف بجانبه في أوقات الشدة (أليس ذلك هو شأن الكبار أيضاً) وتأكد بأن تشجيعك لطفلك سيجعل منه شخصاً ينظر إلى المستقبل بثقة وطموح.►

 

المصدر: مجلة المجتمع/ العدد 1246 للكاتب "د. صفاء العيسى"

ارسال التعليق

Top