• ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مسمارٌ ناقصٌ.. خسارةٌ كُبرى

مسمارٌ ناقصٌ.. خسارةٌ كُبرى

ركبَ فلّاحٌ مهملٌ متقاعسٌ فرسَهُ باتِّجاه المدينة لبعض شأنه، وقبلَ أن يركب ظهرَ فرسهِ التفتَ فرأى أنّ إحدى نعال الفرس ينقُصها مسمارش، فقال متهاوناً في الأمر، مُقلِّلاً من قيمته: لا بأس، مسمار زائد أو ناقص لا يؤثِّر في سرعة الفرس.

وبينما هو في بعض الطّريق، إذ سقطَ نعلُ الفرس، فلم يأبه ولم يكترث كثيراً، بل قال: لا بأس، فإنّه يمكن المشي بالنِّعال الثّلاثِ الباقية!

ولأنّ الفرس اعتادَ على السّير بأربع نِعال، فإنّه راحَ يعرجُ في سيره، وثقلت حركته، وشيئاً فشيئاً تعطّلت، وفيما الفلّاح منشغلٌ في فرسِه وحثِّه على السير بثلاثِ نِعال، خرجَ عليه إثنان من قُطّاع الطّرق، فلم يتمكّن أن يفرّ أو يهرب منهم لبطء حركة سير الفرس، فأخذا ماله، وصادرا فرسَه، فرجعَ إلى قريته ماشياً يجرّ أذيال الخيبة والخسران، وهو يُردِّد مع نفسه: ما كنتُ أظنُّ أنّ فقد مسمارٍ واحدٍ من نعلِ الفرسِ سيكون سبباً لخسارة الفرس، وسلب أموالي، ومكابدتي السّير على الأقدام!!

 

الدّروس المُستخلَصة:

1-  الإهمال الصغير سبب لخسارةٍ كبيرة، وألمٍ كبير.

2-  عدم إصلاح الخلل في بدايته سيوسع رقعته، وفتقه، وقد يتعذّر لاحقاً إصلاح ما  كان ممكناً وسهلاً سابقاً، أو في مرحلة ابتدائيّة، فالمضاعفات تأتي من الإهمالات الصغيرة.

3-  (مسمارٌ واحد) ليس شيئاً قليلاً، فقد يتمّ به إعمار عربة مخلخلة، أو صندوق مهلهل، أوَليسَ نقول: (المسمار الأخير في نعش فلان)، تعبيراً عن القشّة التي قصمت ظهر البعير، أي بسببه هلك، وبه انتهى، فلا تحقرنّ صغيراً.

4-  كلمة (لا بأس) أو (إنّه أمر عاديّ) أو (هو شيء طبيعيّ) أو (لا عليك)، كلمات باعثة على الكسل والخمول والتّقاعس والتّخاذل، والقبول بالوضع السيِّئ، وتبرير الإهمال الذي لا تجدُ له معنى في قاموس أصحاب الهمم ورجال الأعمال.

ارسال التعليق

Top