• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مقابلة العمل كحدث إجتماعي

مقابلة العمل كحدث إجتماعي
◄هناك شواهدُ يمكن أن تكون لها أهميتها أثناء مقابلة العمل. فالجنة هي في النهاية إدارة تقليدية، لذلك يمكن تزويد اللجنة بمعلومات عن المرشحين مثل: -        مهاراتهم الإجتماعية. -        حوافزهم: هل هم حقيقة يريدون الوظيفة؟ ·       تذكر أن: ما تؤكده خبرتي الطويلة أن مقابلة العمل حدث إجتماعي، فلقد رأيت أن مآل الوظيفة للشخص الذي لديه مهارات إجتماعية. إنّ مثل هذا الشخص يدرك بالغريزة أن للمقابلة بُعداً إجتماعياً، فاللجنة هي المضيفة وأنت الضيف، إن دورهم يجعلك تشعر بالارتياح لكي تستطيع أن تظهر كل ما لديك من مهاراتك وخبرات، ونفس الشيء ينطبق على دورك معهم، أنت تريد منهم أن يقبلوك كمرشح للوظيفة. تأكد أن سلوكك يؤثر في آراء الآخرين عنك، عليك إذن أن تبتسم وعندئذ سوف تبتسم لك اللجنة.   -        كيف تظهر مهارات إجتماعية جيدة أثناء المقابلة؟ توجد عدة أشياء هي الأكثر أهمية، عليك أن تفعلها: ·       إبتسم، فإذا كنت أثناء المقابلة متوتراً حاداً؛ فسوف ينعكس ذلك على أعضاء اللجنة؛ فيصبحون هم أيضاً متوترين، وهناك بحث أكد أنّ الشخص المبتسم يكون نصيبه أوفر للحصول على الوظيفة. ·       حاول أن تركز في الأسئلة والإجابات وأنت تحاور اللجنة، لكن قم بذلك بثبات وجاذبية من خلال نظرات العين. ·       كن هادئاً ومسترخياً في جلستك. ·       إجلس مستقيماً في غير حدة، وإجعل يديك مسترخية برشاقة وقدميك ثابتة على الأرض وأكتافك مسترخية لأسفل. ·       لا تجعل قدميك أو ذراعيك متشابكتين ولا تجلس على حافة الكرسي أو في وضع جانبي منه. هذه الأمثلة من الخبرة الشخصية على قلة ثقة المرشحين أنفسهم أو زيادتها: ·       المرشح الذي يقضي المقابلة كلها مكتوماً في مؤخرة الكرسي راخياً ذراعيه وكأنه يواجه اللجنة بنصف وجه. ·       المرشح الذي ينحني فوق المنضدة أغلب الوقت، ويُظهر نفسه في صورة ساذجة. ·       المرشح العصبي جدّاً لدرجة أنّه ينظر في كل مكان بالغرفة إلا إلى اللجنة؛ فهو لا يلتفت إليها طوال مدة المقابلة التي تصل إلى 4 دقيقة. يمكن إعتبار أنّ المعدل المثالي للتحدث هو 50 دقيقة. وهذا معناه أنّ المشاركة في الحديث أثناء مقابلة العمل هي الشيء المثالي، وبالمثل أنت تجمع معلومات عن المؤسسة، كما يجمعون هم أيضاً معلومات عنك. يجب أن تجعل إجاباتك قصيرة دون مبالغة أو إظهار عواطف، والحد الأقصى لأي إجابة يجب ألا يزيد عن ثلاث دقائق. وربما أقل من ذلك فيكون أفضل، وإذا كنت لا تدرك أن ذلك كافٍ لإنجاز المطلوب خلال المقابلة. فمن الممكن أن يقول الإنسان الكثير جدّاً خلال 30 ثانية فقط، إنّ الإستطراد في الإجابة تجعل اللجنة تظن أنك مغرم بصوتك. أيضاً لو كانت إجاباتك قصيرة أكثر من اللازم؛ فقد يترسخ إعتقاد بأنك تفتقر إلى الثقة، ولو كنت في شك من أن إجابتك قد تكون قصيرة؛ عليك أن تجعلها متوافقة مع القدر الصحيح من التفاصيل. ولتجعل من رد فعل اللجنة مؤشراً لك في ذلك، فإذا كنت مستمراً لمدة أطول فيسعدهم اقتناص فرصة أكبر لوقف تدفقك ولو كانت إجابتك قصيرة؛ فسوف يشجعونك لتقول المزيد. "حاول أن تتكلّم بلغة واضحة دون لغو أو ثرثرة، خاصة إذا كان أحد أعضاء اللجنة ليس من نفس المنطقة. فاللغو والثرثرة تغضبه؛ كما يجعل اللجنة تشعر بغرورك وبهامشيتك. وقد يفسرون طريقة حديثك بأنك تسخر منهم أو أنك تافه أو متكبر".   -        أهمية خلق التماثل: لأنّ المقابلة حدث إجتماعي؛ فإن مهمتك خلق التماثل مع أعضاء اللجنة. وربما تكون هذه مهمتهم أيضاً. وعندما يتدفق الحوار، فإن ذلك يعني أنك الشخص المرشح للفوز بالوظيفة. ولو أنك أردت أن تعرف التماثل، عليك أن تنظر إلى إثنين من الناس بينهما إرتباط قوي وسوف تجد أن أحدهما: مرآة ينعكس على الآخر، فاستجابتهما متشابهة، وهما يستخدمان نفس الإيماءات وحركات جسميهما أيضاً متماثلة حتى خلال الشراب وتناول الطعام.. إنّ الهدف المنشود المطلوب منك هو خلق توازنات خلال إجراء المقابلة.   -        روح المنافسة: يُعد التماثل وما يحدث فيه من تحاور بمثابة مباراة تنافسية، ورغم أننا في الغالب لانفعل ذلك متعمّدين، لكن ذلك يحدث أثناء المقابلة، لذلك فإنّ الأمر، يتطلب مهارة التصرف ورد الفعل اللاواعي مع التحكم فيه، هذا كله رغم التوتر والقلق الذي تعانيه. وإذا لم تحافظ على روح المنافسة والمبادرة؛ فسوف تتناقص فرصتك للحصول على الوظيفة. إنك عندئذ لن تكون مريحاً للجنة المقابلة. ولا شكّ أنّ الحوار المتماثل يثبت إحترامك للشخص الآخر. فكيف يمكنك تحقيق ذلك؟ إن ذلك لا يعتمد على ما تقوله – رغم أهميته – لكن الأهم هو ما تفعله. "إجعل صوتك واضحاً مسموعاً، إنّ كثيراً من المرشحين يخفضون أصواتهم إلى أقل من الهمس، والبعض الآخر يجعل صوته مدوياً، والتحدث بصوت واضح مفهوم هو من أحد العناصر المهمة عند إجراء المقابلة.   -        نصائح مختلفة لخلق حوار متماثل: عليك بداية أن تتفهم الطريقة التي تجلس بها اللجنة وتعرف اللغة التي تسود حديثهم. فمثلاً: لو بدا عضو اللجنة يجلس متباعداً أو مسترخياً؛ عليك أن تفعل نفس الشيء وأنت تجيب عليه، ونفس الأمر إذا كان عضو اللجنة يتحدث بسرعة وحماس. فحاول أن تفعل نفس الشيء، كذلك لو كان يتحدث ببطئ وتأنٍ. الإيماءة: بعض أعضاء اللجنة يحركون أذرعهم بطريقة تمثيلية بعضهم يكون أكثر رزانة، لكن تذكر أن أسلوب المنافسة ليس في أن تكون نسخة كربونية؛ فذلك أمر يبدو سخيفاً، لكن بعض الحذر قد يكون مفيداً، فلو كنت مثلاً تميل إلى الجدة والخشونة في جلستك؛ فإنك عنئذ تخاطر من أجل المباراة التنافسية إذا كنت تواجه عضواً يكثر من إيماءاته.►   المصدر: كتاب (مُقابلات العمل.. برنامج للتطوير الذاتي)

ارسال التعليق

Top