• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

من مشكلات الشباب

إعداد: علاء سعيد الأسدي

من مشكلات الشباب

◄إنّ كلّ مرحلة من مراحل الحياة لها خصوصياتها الخاصّة بها من التكوين العقلي والجسدي، والأمراض الجسمية، والمشكلات النفسية، والممارسات السلوكية.

فلكلّ من مرحلة الطفولة، ومرحلة الفتوة، ومرحلة المراهقة، وكذا الكهولة، والشيخوخة خصوصياتها، وأنّ الفرد يحمل معه في كلّ مرحلة بعضاً من آثار المرحلة السابقة التي كثيراً ما تكونُ طريقاً للمرحلة اللاحقة. ولعلّ المشكلات التي تنشأ في مرحلة المراهقة والشباب هي من أخطر المشكلات، وأكثرها أهمية.

ومن المفيد أن نذكر أبرز تلك المشكلات على أُسرهم ومجتمعاتهم، ومنها:

 

 الشباب ومشكلة ترك الدراسة:

إنّ التربية والتعليم والتأهيل العلمي والعملي هي قضايا أساسية في حياة الإنسان، ففاقد التربية الصالحة التي تُعِدّه فرداً صالحاً في بناء المجتمع وإنساناً مستقيماً في سلوكه الأخلاقي ووضعه النفسي، يتحوّل إلى مشكلة وخطر على نفسه ومجتمعه. كما أنّ الفرد الذي لا يملك القسط الكافي من التعليم والمعرفة التي يحتاجها في الحياة، هو جاهل يضرّ بنفسه ومجتمعه، ولا يمكنه أن يساهم في بناء حياته ومجتمعه بالشكل المطلوب من الإنسان في هذا العصر. فالأبوان الجاهلان لا يعرفان كيف يربيان أبناءهما، والزوجة الجاهلة لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها، والفلاح الجاهل لا يعرف كيف يستخدم طُرق الزراعة الناجحة، وصاحب الثروة الجاهل لا يعرف كيف يُوظِّف ثروته.

وهكذا ينسحب أثر الجهل إلى كلّ حقل من حقول الحياة. وليس هذا فحسب، بل إنّ الجهل مصدر الشرور والتخلُّف، وسبب رئيس من أسباب الجريمة في المجتمع.

والمجتمع الجاهل أو المُثقل بالجهل لا يمكنه أن يمارس عمليات التنمية والتطوُّر، والخلاص من التخلُّف. والشاب الأُمّي، أو الذي لم يستوفِ القدر الكافي من المعرفة والثقافة، وكذلك الذي لا يملك التأهيل العملي، كالحرفة أو المهنة، لا يمكنه أن يؤدي دوره في المجتمع، أو يخدم نفسه أو أُسرته بالشكل المطلوب. وتفيد الدراسات والإحصاءات أنّ الأُمّية والجهل، وقلة الوعي والثقافة، هي أسباب رئيسة لمشكلات الشباب والمراهقين.

وتأتي مشكلة ترك الدراسة في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو الجامعية كإحدى المشكلات الكبرى التي لازالت تُعرِّض مستقبل الشباب للخطر، فهي تدفعهم إلى البطالة والتسكُّع، واقتراف الجرائم والممارسات السلوكية المنحرفة، ما لم يكن هناك إصلاح، أو توجيه أُسري أو رعاية اجتماعية.

ولترك الدراسة أسبابها النفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية وربما الصحّية أحياناً، كما إنّ للتشرد الناتج عن الاضطهاد السياسي، وعدم الاستقرار الأمني دورَهُ الكبير في ترك الدراسة من قبل بعض الطلبة، وهو سوء تعامل الإدارة أو بعض المدرسين مع الطالب أو الطالبة.

إنّ الطالب الذي يعيش مشكلة نفسية، ربما كان سببها الأُسرة وسوء تعامل الأبوين، أو المشكلات المستمرة بينهما، أو مشكلة الطلاق التي تؤدي إلى ضياع الأبناء أو اليُتم، أو تقصير الآباء وعدم رعايتهم لأبنائهم وإهمال حثّهم وتشجيعهم، وعدم توفير الظروف اللازمة لمواصلة الدراسة، وفقدان الدافع نحو مواصلتها. كما أنّ انصراف ذهن الطالب عن الدراسة وارتباطه بأصدقاء السوء، أو أصدقاء فاشلين يدفعونه نحو اللهو واللعب والعبث، أو الممارسات السيئة.. إنّ كل تلك الأسباب تؤدي بالطالب إلى ترك الدراسة وقتل مستقبله.

ولعلّ من الأسباب المهمة لهذه المشكلة هو الفقر، فالعائلة الفقيرة لا تستطيع أن توفر النفقات اللازمة لدراسة الأبناء مما يضطرُّ الطالب إلى ترك الدراسة في فترات مبكِّرة ليتجه إلى العمل وكسب لقمة العيش. ونحن عندما نذكر الأسباب المؤدية إلى ترك الطالب للدراسة، لا نُشجِّع أحداً من شبابنا للإقدام على مثل هذه الخطوة غير المباركة، بل نطلب منهم التحلي بالصبر وأن يتغلبوا على الصعوبات ويجتازوا المحن، خصوصاً إذا وضعنا مستقبلنا ومستقبل بلدنا ومجتمعنا نُصبَ أعيننا، والله المستعان.► 

ارسال التعليق

Top