• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مَن هو الإعلامي؟ وما سماته؟

مروة عبدالجبّار

مَن هو الإعلامي؟ وما سماته؟

◄الإعلامي: هو الواسطة بين جميع أطراف العملية الإعلامية ومحاورها، تماماً كالمعلم هو: جوهر العملية التعليمية ومنفذها، لهذا فإن هناك العديد من السمات التي يجب أن تتحقق في الإعلام والاتصال ومنها:

 

1-    سمات ثقافية:

لابدّ للإعلامي أن يجمع بين كلّ أطراف الثقافة، فلا يجد نفسه يوماً غير عارف بعلم من العلوم، هذا يعني أن يكون متسع المدارك، حاضر الفكر، لبق الحوار، الأمر الذي يؤهله لنقل ثقافة الآخرين، والتفاعل معها بما يتفق وحاجات مجتمعه، والأخذ بما يناسب دينه ووطنه، وهذا يخلق فيه صفة ضرورية وهي: عالمية التفكير وعالمية التوجه، وإنسانية الرأي دون تفريط في ولائه لوطنه وأهله.

2-    سمات خلقية:

وذلك بأن يكون أميناً في نقل ما هو بصدده من قضايا وأفكار، كريم النفس، حسن المعاشرة، عفيف اليد واللسان، متواضعاً لا يغريه موقعه كإعلامي قد تتاح له الفرصة للقاء كبار الشخصيات للتعالي على الآخرين، كما يجب أن يكون جديراً بالثقة، وهذا يتأتى من احترامه للآخرين مع صدقه والتزامه بالمثل العليا التي يناضل من أجلها، وأن يكون اجتماعياً يشارك الناس أفراحهم وآلامهم، غيوراً على دينه، وكرامة وطنه.

3-    سمات شخصية:

ليش شرطاً أن يكون الإعلامي متخصصاً ومتعمقاً في كلّ العلوم بل يكفي أن يعرف الكثير عنها، وأن يملك العدة الضرورية التي تعينه على أداء مهامه وفي مقدمتها: الموهبة التي يودعها الخالق تبارك وتعالى في من شاء من خلقه، ومنها صفات مكتسبة، وهي تلك التي يوجدها الإعلامي بطرق عدة؛ فإذا سلمنا بأنّ الموهبة.. هي أساس النجاح، فإن صقلها بالاطلاع والقراءة العلمية الواعية تزيدها رسوخاً، وتعطيها صفة الإبداع.

وأن يملك القدرة على فهم ما يقرأ، أو يسمع أو يرى، قادراً على تحليل ذلك، مستبطناً للأمور بصورة واعية ونظرة نفاذة، وأن يتمتع بقدر كبير من التوازن.

ومن المهم أن يحظى الإعلامي بصفة القبول عند الآخرين، فلا يكون ركز الخلق، ثرثاراً، بل يجب أن ينأى بنفسه عن شخصية التوجه وأنانية المقصد، كما يجب أن يكون عادلاً منصفاً مع المتحاورين، وألا يكون مبالغاً، ويبتعد بنفسه عن المهاترات، وأن يتحلى بالصدق مع نفسه والآخرين.

4-    سمات عملية:

على رجل الإعلام أن يتحسس مشكلات مجتمعه ويتفاعل معها، وهذا التفاعل يرتبط بأمر آخر هو قدرة الإعلامي على خلق صداقات مع الذين سيكونون مصدراً مهماً لجمع المعلومات.

وإذا تجاوزنا هذه المرحلة "مرحلة توفر الأدوات" فإنّه ينبغي توفر مقومات أخرى تخص كل فن من فنون الإعلام ومن ذلك:

1-    أن يحدد الهدف من الموضوع، والأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قبل أن يحدد إجراء التحقيق الصحفي أو اللقاء الإذاعي أو إقامة ندوة ما..

2-    معرفة كل ما يتصل بالموضوع الذي سيطرحه أو الشخصية التي سيتحاور معها.

3-    أن يكون الإعلامي واثقاً من نفسه ملماً بأصول الحديث.

4-    استخدام وسائل الإيضاح والبراهين.. مثل الصور والرسوم التي تعرض الحقائق.

5-    الصياغة الواضحة والمركيزة التي تناسب جمهور القراء أو المستمعين.. أو المستهدفين بالموضوع.

6-    اختيار العناوين الجذابة البعيدة عن التهويل والخداع.

7-    التوقيت.. أي تخير وقت نشر الموضوع أو إذاعته أو بثه.. كأن نركز على إبراز مكانة العلم في المجتمع في "يوم المعلم" من خلال الإذاعة المدرسية، والمسرح، وإقامة الندوات.. وبالمقابل من الخطأ أن نكتب عن الإجازة في وسط العام الدراسي بل ينبغي التركيز على شرح الدروس، ومحاولة تبسيط العلوم التي قد تخفى على الطلاب من خلال وسائل الإعلام المدرسية.

هذا بالنسبة لكل إعلامي.. ويزيد الإعلامي العامل في الميدان التربوي الصفات الخاصة:

1-    أن يكون فاهماً لسياسة التعليم.

2-    أن يلم بأجهزة التعليم، وجوانب العملية التربوية، كالمناهج والمعلمين والطلاب والنشاط المدرسي..

3-    أن يكون مطلعاً على كلّ جديد في مسيرة التعليم.

4-    أن يكون على علاقة دائمة بقضايا التربية والتعليم سواء في أجهزة الدولة أو تساؤلات الناس وقضاياهم.

5-    أن يكون قارئاً، ومتابعاً، ومشاهداً، ومستمعاً جيداً لكل وسيلة إعلامية مفيدة.

 

1-    الوسائل المقروءة:

1-    الكتاب: رغم انتشار الوسائل التعليمية بأشكالها المتنوعة، وتطورها، إلا أنّ الكتاب سيظل الأكثر استخداماً في حفظ ونقل المعارف والعلوم والمفاهيم والقيم.

ويمكن استثمار الكتاب المدرسي للانطلاق نحو تكوين قاعدة معلوماتية تستخدم عند البدء في العمل الإعلامي، ويقترح في هذا الجاتب التالي:

أ‌-       استثمار القصص والروايات ومواضيع الأدب العامة، "لمسرحة المناهج" أي تحويلها إلى عمل مسرحي يدى على خشبة المسرح، ويبث في الإذاعة، وينشر في نشرة المدرسة، مما يساعد على تقريب المعلومة إلى ذهن الطالب، وهنا ينبغي الإشارة إلى أهمية مراعاة سن الطلاب، واستعداداتهم وخصائصهم الفسيولوجية.

ب‌-  نشر حلول لمسائل علمية وغيرها في نشرة المدرسة أو نشرة المادة، من خلال جهود الطلاب، ويمكن أيضاً أن تطرح على شكل مسابقة.

ت‌-  الاستفادة من كتب مساعدة أخرى لحل المسائل، على أن تكون مرخصة من الوزارة.

ولا يمكن التساهل بالدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه المكتبات العامة إذا ما استطعنا أن نجعلها محفزة للزيارة بتزويدها بالجديد من الكتب، والتي تناسب جميع الأعمار، إضافة إلى تنفيذ الحملات الإعلانية التي تحث على زيارتها والاستفادة منها.

وتعد مكتبة المدرسة أنموذجاً مصغراً للمكتبات العامة، وتمتاز بنوعية الكتب التي أمنتها وزارة المعارف بإشراف من التربويين المعنيين.

2-    الصحيفة: ويمكن تعريف الصحيفة بأنها: النافذة التي يرى منها الفرد العالم، وتدخل الصحف والمجلات العامة "التجارية" ضمن الدوريات التي تمثل حلقة اتصال مهمة بين أفراد المجتمع بكل طبقاته، وتتميز: بالجدة، وسهولة الحصول عليها.

ويمكن للاستفادة من الصحف والمجلات اتباع التالي:

1-    تثبيت الصحيفة على حامل في مكان بارز في المدرسة بحيث يتصفحها جميع الطلاب والمعلمين، أو في إدارة التعليم لتكون أمام العاملين، وهذا سيزيد من تفاعل الطلاب مع الصحف المحلية، وبالتالي زيادة ثقافة المجتمع.

2-    متابعة الأخبار والمقالات التربوية، وبثها من خلال الإذاعة المدرسية أو التلفزيون التعليمي، أو من خلال نشرة المدرسة، ويمكن أن توزع على الطلاب على هيئة ملف صحفي يومي أو أسبوعي أو فصلي.

3-    تعد الصحيفة وسيلة مهمة للتثقيف العلمي والمهاري من خلال تعلم فنون العمل الإعلامي: الخبر – التحقيق – الحوار الصحفي...

4-    تدريب التلاميذ على مهارات كثيرة منها: القراءة السريعة الفاحصة، التعبير، الحوار البناء..

3-    اللافتة: تعتمد على الجملة المعبرة الواضحة، وعادة ما تستخدم في عمليات الإرشاد والتوجيه، كأن تشير اللافتة إلى مكان مناسبة ما، ومن ذلك اللافتات التي توضع على أبواب المدارس التي توضح اسم المدرسة ومعلومات عنها، وتتميز بسهولة نقلها من مكان إلى آخر بحسب الحاجة.

ومن الاستخدامات العملية اللافتة في مجال الإعلامي التربوي:

1-    تدريب الطلاب على حسن الخط إذا كتبت باليد، أو باستخدام الكمبيوتر.

2-    تستخدم للإعلانات العامة عن مناسبات تربوية.

3-    يمكن أن تستخدم على هيئة لوحات مضيئة، وعادة ما تكون من الوسائل الناجحة التي يمكن مشاهدتها من على مسافات بعيدة.

4-    الملصقة: تظل الملصقة من الوسائل الإعلامية الفعالة.

ومن أهم شروط نجاحها:

1-    وضوح الهدف وبساطة المضمون.

2-    الاتزان: أي الانسجام بين محتويات الملصق.

3-    التركيز على فكرة واحدة.

4-    الاختصار في الكلمات المكتوبة والتركيز على الصورة المعبرة.

 

استخدام الألوان الملفتة للانتباه:

وهي ضمن الصور التي تعمل على نقل الفكرة بشكل مصور، ويكثر استخدامها لأغراض التوعية العامة، كما أنّها تستخدم في المدرسة للمساهمة في تحقيق الأهداف التربوية، ولها استخدامات عديدة مثل: الدعايات.

ومن أهم ما ينبغي مراعاته عند وضع الملصقة أن تكون سهلة الإزالة بعد انتهاء الغرض منها، وهنا ينبغي التنبيه إلى أنّه لكي يحقق الملصق أهدافه فيجب عدم عرضه لمدة طويلة مهما كانت درجة قوته، حتى لا يفقد فاعليته وتاثره.

5-    المطوية: وتتميز المطوية بسهولة حملها وتوزيعها، إضافة إلى إمكانية طباعة كمية كبيرة منها بأرخص الأسعار.

وعادة ما تركز المطوية على موضوع واحد فقط، وتتناوله شرحاً وتحليلاً، وبأسلوب مبسط ومفهوم للمستهدفين. وتعد المطوية من أفضل وسائل الإعلام في المناسبات العامة، ومفيدة أيضاً على موضوعات معيّنة في المنهج الدراسي.

6-    الشعار التربوي: هو رمز لهدف نسعى إلى تحقيقه، وينبغي عند التفكير في رفعشعار ما، أو عند التخطيط لمشروع تربوي حسن اختيار التراكيب الغوية، وشموليتها، وسلامتها من الأخطاء، إضافة إلى إمكانية تحقيق بنود ذلك الشعار. ومن المناسب عند التخطيط لتنفيذ حملة إعلامية تربوية أن نضع لها شعاراً معيناً، يرمز إلى هذه المناسبة، ونوظف جميع وسائل الاتصال لمساندة هذه المهمة، ومن ذلك: ونشرات – مطويات – مسرح مدرسي – إذاعة مدرسية – ندوات – محاضرات...

 

2-    وسائل مسموعة وسمعبصرية:

الحاسوب الآلي: في الوقت الذي يلقى فيه موضوع تأثير التقنية المعاصرة على العملية التعليمية والتعليمية اهتماماً عالمياً، فإن تأثير ظهور الحاسوب في التربية والتعليم أخذ أبعاداً جديدة وعناية خاصة بالنظر لما يشكل من تغيير جذري في أساليب واستراتيجيات التعلم، وقد بدأ الاهتمام بالحاسوب في أواخر الأربعينيات الميلادية، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ونتيجة لثورة المعلومات ونمو صناعة الحواسيب، فإنّ المدرسة تواجه جملة من التحديات الآلية والمستقبلية.

وهناك شعور عام في غالبية الدول النامية المتقدمة يميل إلى الاعتقاد بأنّ المجتمع يشهد تحولاً نحو الحوسبة، ويقصد بذلك اعتماد كثير من مناشط الحياة على الحاسوب، مما ولد شعوراً أعمق بالمسؤولية الجماعية، وتجسد ذلك الشعور عند المربين بأهمية التعايش مع متطلبات التسارع التقني المتجددة.

ويبرز دور الحاسوب كأداة تعليمية في تأكيد الاتجاهات التربوية الحديثة على التعلم الذاتي، وزيادة مسؤولية الفرد عن تعلمه، إضافة إلى تزايد الحاجة إلى تفريد التعليم ليتماشى مع قدرات الفرد واحتياجاته ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.

ويمكن للاستفادة من الحاسوب اتباع التالي:

1-    تشجيع الطلبة على تعلم التعامل مع الحاسوب الآلي.

2-    تنويع طرائق التدريس من خلال استخدام الحاسوب الآلي في الشرح Power Point 0.

3-    التعلم عن طريق الحاسوب: وهو من أكثر أدوار الحاسوب التعليمية ارتباطاً بالتعليم من حيث المحتوى العلمي الذي نستعمل فيه برمجيات محاكاة وألعاب تربوية، واستخدام الحاسوب أداة لجمع البيانات وتحليلها وتنظيمها.

4-    التعلم من الحاسوب: وهو من أكثر أنماط استعمال الحاسوب استعمالاً، وذلك بالاستفادة من برامجه التعليمية المتنوعة.

ولا يقتصر دور الحاسوب في عملية التعليم والتعلم بل يتعدى ذلك إلى فوائده العديدة للمعلم ومدير المدرسة لإنجاز المهام الإدارية مثل: تحضير الدروس – إعداد الختبارات تحليل النتائج – عمل الملفات والجداول – تكوين قواعد البيانات. وتعد "الإنترنت" أهم وسيلة إعلامية على الإطلاق في الوقت الراهن، وذلك لعالميتها، وسهولة استخدامها، إضافة إلى غزارة المعلومات وتنوع مصادرها.

لذلك فإنّ الحاسوب الآلي يعد من أهم مصادر التعلم حالياً، وينظر إلى "الإنترنت" على أساس أنها الوسيلة الأهم والأكثر فاعلية في عملية التفاعل والاتصال المحلي والعالمي، وهنا تظهر محاذير عديدة ينبغي على المعلم أن يدركها، ويناقشها مع طلابه.►

 

المصدر: كتاب الطفل في الإعلام

ارسال التعليق

Top