• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أسلوب المواجهة الإعلاميّة في القرآن

أسرة البلاغ

أسلوب المواجهة الإعلاميّة في القرآن

اهتمّ القرآن الكريم بالدعوة والإعلام والمواجهة الإعلامية اهتماماً بالغاً، للتعريف بالمواقف وإيصال المعلومات الصادقة، وتحصين الرأي العام وحمايته من التخريب والحرب النفسيّة، وتوجيهه الوجهة السليمة.
وعندما نستقرئ آيات القرآن التي تحدّثت عن المواجهة الإعلامية، وأسلوب التعامل مع الدعاية المضادّة، نجد القرآن قد ركّز على أساليب أساسية عديدة، منطلقاً من اُسس نفسيّة وموضوعية بالغة الأهمية، لتكوين الدوافع وكسب الإستجابة والموقف، وأهم هذه الاُسس هي:
1- التركيز على كشف الزيف وتعرية الإشاعة والدعاية المضادّة وبيان الكذب والتناقض فيها، لإسقاط فاعليتها وتوجيه ردّ الفعل ضد مروّجيها. والمتتبع لآيات القرآن يجد ذلك واضحاً في العديد من آياته، خصوصاً في آيات الحوار، والرّد على الادعاءات والدفاع عن دعوة الرسول (ص) وشخصيته.
من أمثال ذلك قوله تعالى: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) (التوبة/ 64).
(قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُم إِن كُنْتُمْ صادِقِينَ) (البقرة/ 111).
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (آل عمران/ 65-66).
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (هود/ 13-14).
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (محمّد/ 29-30).
وهكذا يدعو القرآن إلى استخدام الإعلام القائم على أساس محاكمة الخصم وتحدّيه وكشف تناقضه وتآمره وكذبه وتضليله، ممّا يعرِّيه أمام الرأي العام، ويشكل الحواجز بينه وبين المساحة البشرية التي يسعى للتأثير عليها، فيفقد ثقتها وتجاوبها معه.
2- الإسقاط: لقد استعمل القرآن أسلوباً إعلامياً آخر ذا فاعلية نفسيّة لهز الخصم من داخله، وإشعاره بتفاهة شخصيته ومواقفه، ليكوّن الهزيمة في أعماقه النفسية، ويسلب منه الروح المعنوية والقدرة على المواجهة بتوجيه الخطاب إليه كطرف هزيل يوضع موضع الاستهزاء والسخرية، نلاحظ ذلك واضحاً في خطابه للمكذّبين، ولأعداء الدعوة عندما يقول لهم:
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) (الفرقان/ 77).
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (البقرة/ 17-18).
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف/ 179).
3- الإهمال: ومن وسائل الحرب النفسية والمواجهة الإعلامية التي استخدمها القرآن، هو أسلوب بالإهمال وعدم الإعتناء بالخصم، وليشعر بعدم قدرته على إثارة الطرف الإسلامي، وضعف موقعه وضآلة قدره كجزء من الحرب النفسيّة، والإسقاط الإجتماعي التي يشنها الإعلام الإسلامي ضدّه، عندما يكون الإهمال، وعدم الدخول في حرب كلامية هو الأسلوب الأفضل للموقف والقضية، ويتجسّد هذا المبدأ في العديد من الآيات كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (المؤمنون/ 3).
(وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) (الفرقان/ 63).
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (القصص/ 55).
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (الزخرف/ 88-89).
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام/ 108).
4- الإستمالة والتأثير بالحسنى: ويستخدم القرآن أسلوباً نفسياً ووجدانياً مؤثراً في الطرف المتلقّي، بتوجيه الخطاب اللين، والكلمة الجذابة، والإستهواء المؤثر إليه.
ومن الآيات التي حثّت على استخدام هذا الأسلوب في المواجهة الاعلامية، قوله تعالى: (... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصّلت/ 34).
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...) (النحل/ 125).
ليشعر المتلقّي باحترام الإعلام الموجّه إلى شخصيته، وحسن نيّة الجهة التي تخاطبه، وحرصها على حفظ مصالحه وكرامته، لتكوين علاقة حسنة بينه وبين الطرف الذي يوجّه إليه الخطاب الإعلامي فيكسب ودّه وثقته، ويتقبل أفكاره وخطابه.
5- الموضوعية والإقناع المنطقي: وكما يخاطب الإعلام الجانب النفسي والعاطفي عند الإنسان، ويستعمله كمدخل لشخصية المتلقي للخطاب الإعلامي، وللتأثير على مساحات واسعة من الرأي العام، فإنّه يستخدم الإقناع المنطقي، والأسلوب العقلي، والموضوعية العلمية، بدعوة الطرف الآخر إلى الحوار، ويشعره بثقة الجانب الإسلامي بنفسه، وانطلاقه من موقع القوّة، وليوفّر له الإقناع العقلي، لإيمان الفكر الإسلامي بأنّ العقل هو الأساس المتين لبناء السلوك الإنساني، وإنّ الأفكار والقناعات التي تبنى على أساس القناعة العقلية، هي أكثر ثباتاً، وتأثيراً في سلوك الإنسان.
والفكر الإسلامي مبني بصورة أساسية على الإقناع المنطقي والعقلانية الموضوعية، نجد ذلك واضحاً في النص القرآني بشكل ملفت للنظر، كما نراه في حواره مع الدعاية المضادّة التي ركّزت على مهاجمة شخص الرسول ودعوته، إنّه يدعوهم إلى فهم الحقيقة الموضوعية، والعودة إلى الوعي، واستعمال العقل.
قال تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الأعراف/ 184).
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران/ 64).
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سبأ/ 46).
وهكذا، وفي العديد من آياته يوجه القرآن دعوته وإعلامه إلى الطرف الآخر؛ ليفتح الطريق أمام العقل، وليشعر الخصم وأتباعه بقوّة الطرف الإسلامي، وثقته بنفسه، وتفوّقه عليه، لتشكيكه في قناعاته ووضعه في موضع الضعف المتهم.
6- تحطيم الرموز المعادية: تشكل القيادة والرموز المعادية الهدف الأوّل للإعلام والحرب النفسيّة المضادّة، ذلك لأنّ الرمز والقيادة، هي القوة المركزية، والموجّه الحركي للجماعة والأمة، وكلّما كان للجماعة والأمّة ثقة برموزها، وتقديس لقيادتها، وارتباط وثيق بها، صعب اختراق الإعلام المعادي لتحصيناتها الفكرية والدعائية، لذا فإنّ مثل هذا الموقف يتطلّب من الخطاب الإعلامي المضاد تحطيم الرمز المعادي، وعزل تأثيره، وتدمير الثقة به، ويستخدم القرآن هذا الأسلوب لتعرية المنحرفين، وكشف زيفهم وجنايتهم على الإنسانية، وعلى أتباعهم لفك الارتباط، وتحطيم التأثير النفسي على الرأي العام. لذلك نرى حملته الإعلامية تتصدّى لفرعون والنمرود وأبي لهب وللطواغيت والكبراء والمنحرفين والمستكبرين في الأرض والملأ المتعاونين معهم، ويصوّر النتيجة المأساوية لاتّباعهم والسير معهم، ويتبنّى الدفاع عن المستضعفين في الأرض، ليفصل بين القيادة المتسلّطة وبين الرأي العام تمهيداً لعملية التلقّي وقبول الخطاب الآخر الذي يوجه الأنبياء، ودعاة الإسلام، والمصلحون في الأرض.
قال تعالى: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا) (الأحزاب/ 67-68).
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سبأ/ 31-33).
(إذْهَبْ إلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى) (طه/ 24).
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص/ 4).
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) (إبراهيم/ 28).
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ) (الهمزة/ 1-5).
(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (اللّهب/ 1-4).
(عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (القلم/ 13-16).
وهكذا يكشف القرآن حملته الإعلامية على رموز الجريمة والعدوان لهدم شخصياتهم وللاجهاز على دورهم القيادي، وتحطيم الثقة بينهم وبين الاتباع.
وهكذا أيضاً يثبّت القرآن أُسساً لتوجيه الإعلام، وصد الحرب النفسيّة، وإدارتها بمهارة وفاعلية، مستخدماً شتّى الوسائل والأساليب، مقدّراً للظروف والبيئة والأوضاع النفسيّة والإجتماعية والموضوعية التي يكون فيها الطرف المتلقّي للإعلام الإسلامي يحمل روح المكابرة والتضليل لأتباعه ليسجّل نجاحاً وتفوّقاً على الخصم والدعاية المضادّة.

ارسال التعليق

Top