• ٣٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الحج وطواف الفكر

نزيه الحسن

الحج وطواف الفكر
مقدّمة: الجديد في هذا المقال: هو المنهج لا المعلومات. فقد دعا السيد محمد باقر الصدر، إلى أن يكون هناك تفسير موضوعي للقرآن[1]. وتتلخص أطروحته تلك في أنّ علينا أنْ نتقرى الموضوع الواحد من خلال آياته المتعددة المواضع في القرآن الكريم، وما يثيره هذا الموضوع من مشكلات، فنطرحها على القرآن الكريم لنسمع ردّه. وبذا يبقى التواصل دائماً لا ينقطع بيننا وبين القرآن، نسأله في كل ما يطرأ علينا من مشكلات نريد لها الحلول. ونحن هنا إنّما نحاول تقفّي أثر هذا المفكر الفذ، مضيفين إلى البعد الذي أبرزه – ومن وجود التفاعل بين المشكلة طرفاً، والقرآن طرفاً آخر – طرفين آخرين، لتصبح عناصر عملية التفاعل مع المشكلة المطروحة ثلاثة، هي: 1-    القرآن الكريم. 2-    السنة المطهرة. 3-    شواهد التاريخ: من خلال نماذج إسلامية منتقاة، تُحقق من خلال أعمالها قيم الإسلام حركةً وعقيدةً وسلوكاً. وليس هذا باستدراك على الصدر – رحمه الله – بقدر ما هو تعميق لمنهجه[2]. الذي يدعونا إلى حل مشكلة "المنهج" ذاته، بناءً على توجيهات القرآن وأوامره. فلنصغِ: يقول الله تبارك وتعالى: -        (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر/ 7). -        (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران/ 31). ثمّ إنّ الرسول الأعظم (ص) يقول: فيما يروي يزيد بن حيّان بسنده: "أما بعد، ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين: أوّلهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به". فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثمّ قال: "وأهل بيتي. أذكرّكم الله في أهل بيتي. أذكرّكم الله في أهل بيتي. أذكرّكم الله في أهل بيتي". (أخرجه مسلم، باب فضائل الصحابة). وفيما يروي أبو الطفيل عامر بن واثلة، عن زيد بن أرقم قال: "كأني قد دُعيت فأجبتُ، إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض". (كنز العمال، رقم الحديث 306340). هذه واحدة.. والقرآن الكريم يقول: (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا) (الفتح/ 23). (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا) (فاطر/ 43). ويقول أيضاً: (.. قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...) (الشورى/ 23). (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب/ 33). وهذه الأخرى. وبناءً على هذه وتلك يأتي العنصر الثالث الذي هو نماذج التاريخ وسنرى في بحثنا كيف سيتطابق في نماذج التاريخ التي نختار شيئان: -        الأوّل: أنها نماذج تاريخية عامّة[3]. وبذا يكون له الجانب الأوّل وهو (سنن التاريخ)[4]. -        الثاني: أنّه الترجمة الحيّة لإسلامنا الناصع النقي من لدن إبراهيم الحنيف (ع)، ممثلاً في شخصيات أهل البيت.   الإحرام.. وطواف القدوم: وعندما نطلب من الفكر أن يُحْرِمَ فهذا يعني شيئين: ·       أن يلبس ثياب الإحرام، وهي هنا المنهج الذي بيّنا. ·       وأن يلتزم – ما هو حاجّ – الآية الكريمة: (.. فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ...) (البقرة/ 197). وفي طواف القدوم، ما تقع عليه عينا الفكر: "الحجر الأسعد": (.. مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ...) (الأنعام/ 38).   الشوط الأوّل: "كلماتُ ربّي" أ‌-     (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج/ 27). (.. وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 97). (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ...) (البقرة/ 197). ب‌- (.. أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا...) (القصص/ 57). (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت/ 67). (.. وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا...) (آل عمران/ 97). (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة/ 125). (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج/ 25). ففي المجموعة (أ) من الآيات نرى فرضية الحج. كما نجد في المجموعة (ب): 1-    وجوب تأمين الحرم: "ومن دخله كان آمناً" أي: ليكن آمناً. 2-    الربط بين سبيل الله والمسجد الحرام من خلال حرف العطف: "سبيل الله والمسجد الحرام" في مطلع الآية الأخيرة. ومن خلال التساوي بين كلمتي "بإلحاد" "بظلم" من حيث مدلولاهما المقترنان في السياق دون فصل.   الشَّوط الثاني: "جَوامعُ الكَلِم" -        عن أنس بن مالك قال: قالوا: يا رسول الله! الحج في كل عام؟ قال: "لو قلت: نعم لوجبت. ولو وجبت لم تقوموا بها. ولو لم تقوموا بها عُذِّبتم". (رقم الحديث 2885، ابن جامه). -        عن ابن عمر، عن النبي (ص) قال: "الغازي في سبيل الله والحاجّ والمعتمر وفدُ الله. دعاهم فأجابوه. وسألوه فأعطاهم". (رقم الحديث 2893، ابن ماجه). -        وعن النبي (ص) – بسنده – أنّه قال: "مَن حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمُّه". (ص114، ج5، سنن النسائي). -        ويقول (ص): "لو أنفقتَ جبل قبيْس ذهباً في سبيل الله ما أدركتَ فضيلة الحج". (ص79- ج8- وسائل الشيعة)[5].   الشوط الثالث: التوحيد سمة إسلامية عامة ·       توحيد الإله: -        (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة/ 133). -        (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) (الزخرف/ 84). ·       وتوحيد الأصل البشري: -        (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً...) (النساء/ 1). -        (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا...) (الأعراف/ 189). -        (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا...) (الزمر/ 6). -        (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات/ 13). -        "الناس كلهم بنو آدم وآدم خُلِقَ من تراب" (رواه الترمذي في المناقب). ·       توحيد القِبْلة: -        (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ...) (البقرة/ 144). -        (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة/ 149). -        (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (البقرة/ 150). وإنّه لذو دلالة كبيرة هذا التوكيد في تتابع الأمر على تولية الوجه إلى المسجد الحرام (لاحظ أرقام الآيات). ·       توحيد الأُمّة: -        (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء/ 92). -        (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون/ 51-52). ·       توحيد المسؤولية: -        (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية/ 28). -        (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) (الأحزاب/ 72). -        "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته" (رواه البخاري ومسلم). ·       توحيد الدنيا والآخرة: -        (.. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة/ 201). فمن توحيد الإله (الله) سبحانه وتعالى إلى وحدة الدِّين من حيث الأصل (.. لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (البقرة/ 285). إلى وحدة الدنيا والآخرة. لا غروَ – إذن – إذا وحّد الإسلام بين المسلمين في عباداتهم مع نظرته إلى التوحيد. ولعل مما لا ينبغي أن يغفل هو عدم جواز تعدد صلاة الجماعة في مكان واحد في زمان واحد لبيان مدى حرص الإسلام على الوحدة. ونرى ذلك في الحج أيضاً انطلاقاً من هذه النظرة الإسلامية التوحيدية. (اللباس – المظهر – القصد – الحضور للبيت مشاهدة وبعداً عنه). كما إنّ في مشهد الحُجّاج وهم يطوفون البيت العتيق حلقاتٍ، ما له دلالة فكرية فضلاً عن دلالته الجمالية؛ فالقريب يطوف حول بناء البيت ثمّ الحلقة الأبعد فالأبعد مما يرمز إلى أنّ سائر المسلمين – قريبين منه أو بعيدين عنه – قبلتهم وقصدهم البيت الحرام بما هو رمز لعبودية الواحد الأحد سبحانه وتعالى. متوحدين في ذلك بحركة كونية، كما تتحرك الكواكب – في المجموعة الشمسية الواحدة – نحو شمسها، أو الدَّوالف (الإلكترونات) حول نواتها التي تجذبها جميعاً.   الشوط الرابع: مقاربات (1) ·       بين إبراهيم وعلي (عليهم السلام) "مسوغات المقارَبة" -        (.. مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ...) (الحج/ 78). -        (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ...) (الممتحنة/ 4). -        (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 68). ونحن لا نفتعل أو نعتسف هذه المقاربة؛ فأمير المؤمنين عليٌّ نفسه قد استشهد بهذه الآية الأخيرة: (فإسلامنا قد سُمِعَ، وجاهليتنا لا تُدفع، وكتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنا، وهو قوله: (وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) (الأنفال/75). وقوله تعالى: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 68). فنحن مرّة أولى بالقرابة، وتارة أولى بالطاعة)[6]. "السمات المشتركة"[7] 1-    الحنيفية: -        (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران/ 95). -        وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: "أوّل من صلى عليٌّ". (رقم الحديث 6473، ج9، جامع الأصول). ولم يعرف عن عليّ (ع) أنّه سجد لصنم قط، ولهذا – على أحد قولين – يقال عند ذكره كرّم الله وجهه[8]. وفضل إبراهيم ليس من حيث هو المؤسس لبيت الله، بقدر ما أنّ هذا التأسيس كان يمليه الامتثال المملوء يقيناً وإيماناً لأمر الله تعالى؛ فهو أثناء البناء مع ابنه اسماعيل – عليهما السلام – يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا...) (البقرة/ 127). وفي ذلك حضور للغاية المرادة من البناء. ولئن كان الأوّل "البناء المادّي" خيراً من حيث الشكل، فإنّ الآخر "رضا الله وطلب القبول" لا ميزان له لأنّه هو الأرجح دوماً. فالقضية إذن بمضمونها لا بشكلها. ولا أدلّ على ذلك من إحراق الرسول الأعظم (ص)، مسجد الضرار الذي أقامه المنافقون في المدينة، في مستهل هجرته (ص)، والذي قال فيه ربّنا سبحانه: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة/ 107-108). وليست المسألة شكلية. فقد بنى الحجّاج البيت ولكن بعد أن هدمه[9]. وفي المنظور المادِّي: إنّ البناء هو تعويض عن الهدم، فهل هذا المنظور يستقيم مع تهديم الحجّاج الكعبة وقذفها بالمنجنيق والاجتراء على بيت الله؟ وهو يغني ذلك عنه من الله شيئاً؟ وفي ضوء مسألة "المضمون الإيماني" نفهم الآية الكريمة التي تقول: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (التوبة/ 19). وهي التي نزلت في المفاضلة بين العباس وعلي (ع). إنّ سدانة البيت وإن كانت خيراً من قبل العباس، إلا أنّ فضيلة الإيمان بالله واليوم الآخر هي الأولى في سلم القيم الإسلامية. وإنّ لمماله دلالة أن ترد هذه الآية في سورة "براءة". 2-    بناء الكعبة والدعوة إلى التوحيد: -        (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة/ 127-128). وعليّ (ع) هو من أوائل من شيّد بناء الدين الإسلامي الحنيف مع رسول الله (ص). ولا يتسع المقام هنا لذكر مناقب أمير المؤمنين في ذلك. وهل من قلم يفي الإمام حقّه؟. 3-    عدم التخوّف من الشِرْك وآلهته المزيّفة وتهديداته: يحكي لنا القرآن الكريم محاجّة إبراهيم مع قومه: -        (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنعام/ 80-81).   ومبيت عليّ (ع) في فراش النبي (ص) ليلة هجرته المباركة، وقد أحدقت به سيوف فتيان الشرك لهو قمّةُ الشجاعة والاستهزاء بالشرك الذي اجتمع البغي والعدوان ليغتال – بزعمه – نور رسالة الإسلام ممثلاً في نبي هذه الرسالة. ونهايةُ الاستخفاف بتهديدات آلهة المزيفة وجنودها. 4-    الكرم: كان يطلق على إبراهيم (ع) "أبو الضيفان"، والقرآن الكريم يقول عنه: -        (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (هود/ 69). -        (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) (الذاريات/ 24-26). والآيتان ترياناً كرم سيدنا إبراهيم (ع)؛ فهو قد أتى ضيفه بعجل سمين يتقطر دهناً من جهة، وتقديم هذا العجل كان سريعاً من جهة أخرى برغم أنّه لم يعرفهم. والله سبحانه أنزل في علي (ع) وفي أهله قرآناً يتلى إلى يوم القيامة ليشيد بكرمه ويخلّده: -        (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) (الإنسان/ 8-9). وذلك بعد أن قدموا لثلاثة أيام متوالية طعام فطورهم وبقوا طاوين صياماً. 5-    الحِلْم: -        (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (هود/ 75). أما عليّ: فينقل صاحب المذهب السياسي في الإسلام عن أمير المؤمنين حين منع جيش الشام عنه وأصحابه الماء في صِفّين، وحلمه هو حينما استولى عليه فكتب إلى معاوية: "إنّا لا نكافيك بصنعك، هلم إلى الماء فنحن وأنتم فيه سواء"[10]. هذا الخُلق الذي يذكّر بأخلاق النبوّة المحمديّة، التي تخرّج عليٌّ (ع) في مدرستها، وذلك عند فتح مكّة، فقال (ص) لأهل مكة – وهم الذين آذوه وأخرجوه –: ما تظنون أنّي فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم! فقال – بأبي هو وأمّي – أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطُلقاء. الشوط الخامس: مقاربات (2) خط البناء – خط الهداة (إبراهيم – عليّ). يبتدى هذا الخط "بناء الكعبة رمز التوحيد" في استمرارية هذه الخط بدءاً من إبراهيم (ع): (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ...) (البقرة/ 127). ومن سار على هداه الذي أمرنا الله سبحانه باتّباع ملته: (.. فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ...) (آل عمران/ 95). ومنهم في المقاربة بين إبراهيم وعلي (أمير المؤمنين علي (ع))، فسيرة أبي الحسنين في تشييد الدين، وهو في كنف رسول الله (ص)، والذود عن حياضه سيفاً في الحرب، ولساناً وعلماً في السلم بعد رحيل المصطفى (ص). أقول: إنّ سيرة أبي الحسن ليس من السهل الكتابة عنها، وهي واضحة لكل ذي بصيرة. وتكتب فيها المطوّلات.   الشوط السادس: مقاربات (3) خط الهدم – خط الطغاة (أبرهة – يزيد). يقول الحقُّ جلّ شأنه: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (سورة الفيل). فمن المعلوم أنّ أبرهة جهّز جيشاً ليهدم الكعبة لكنّ الله أرسل عذابه عليهم وأهلكهم. كذلك هاجم يزيد[11] البيت الحرام في سنة "64هـ" أي بعد أن قتل يزيد الحسين (ع) بثلاث سنين "61هـ". ونحن إذ نذكر هذه الأسماء، لا نريد شخوصها الدالة عليها بقدر ما نريد نماذجها التاريخية على مسرح البشرية. فهذه الأدوار تبقى هي هي، وإنّما يتغير الممثل حسب الزمان والمكان، بل قد يتطابق المكان كما حدث مع يزيد والحسين (ع). وكم رأينا أنّ خطّ البناء يمثله إبراهيم وعلي (ع). نرى خطّ الهدم هنا يمثله أبرهة ويزيد. وفي سياق خط الهدم تلوح نقطة تساؤل تجدر الإشارة إليها: لماذا كان قتل الحسين (ع) قبل مهاجمة الكعبة؟ واستباحة مدينة رسول الله (ص) عام "63هـ"؟ والجواب: أنّه بعد قتل إمام البناء وحارسه، يسهل عندئذ هدم البناء واستباحته. ومما له دلالة عميقة أن نقف ثانية عند الحوادث الثلاث التي اقترفها يزيد: 1-    قتل الحسين (ع) سنة 61هـ 2-    استباحة المدينة المنوّرة سنة 63هـ 3-    رمي الكعبة وإحراقها سنة 64هـ فقتل الحسين (ع) الممثل لعترة النبي (ص) خطوة أولى في طريق الهدم، ثمّ الخطوة الثانية هي الاعتداء على مدينة النبي نفسه صاحب الرسالة، وأخيراً الاجتراء على ربِّ العزة سبحانه في مكة التي تضم بيته الحرام. هذه هي أثافي يزيد التي وضع عليها "قِدْرَ" الهدم. وهنا تساؤل آخر يلحّ في المقام: لماذا لم يرسل الله سبحانه طيراً أبابيل لدى تهديم الحجّاج[12] – ومن قبله يزيد – الكعبة؟ وربّ البيت الحرام هو هو سبحانه؟ والجواب: لأنّ هناك مسؤولية عهد بها الله سبحانه إلى المؤمنين. ولم يكن الأمر هكذا أيام أبرهة؛ فقد أجاب عبدالمطلب أبرهة عندما سأله هل أتى لأجل الإبل التي أخذها أم لأجل البيت: أنّه جاء لأجل الإبل لأنّه هو رب الإبل، أما البيت فله ربٌّ يحميه. هذه المسؤولية التي قال عنها تعالى: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا...) (آل عمران/ 97). وهذا الأسلوب في العربية من قبيل استخدام الخبر في موضع الإنشاء أي: ليكن من دخله آمناً. والمسؤول عن ذلك جماعة المسلمين، وعلى رأسهم وليّ الأمر. ودليلنا في ذلك أنّ مولد الرسول الأعظم (ص) كان في عام الفيل، العام الذي نوى فيه أبرهة هدم البيت. والذي تفهمه أنّ هذا المولد المبارك هو إيذان للبشرية بأنّ حماية البيت قد دخلت مرحلة جديدة على وجه الأرض، ويحملها صاحب هذا المولد الكريم ومن سار على وحي رسالته المطهَّرة، فإن أصاب البيت سوء فليس ذلك دليلاً على تخلّي الله سبحانه عنه لكنما هو نكول من الذين حمّلهم الله مسؤولية حماية بيته عن القيام بأداء التزامهم نحوه.   الشوط السابع: حديث التاريخ النموذج الحسيني في الحج – ربط الإمامة بالحج. إنّ ممّا له أعظم الدلالة هو أنّ الحسين (ع) عندما قصد العراق تحلل من ثياب إحرامه قاطعاً حجّه. ولو لم يكن الأمر الذي خرج إليه من الخطورة بالدرجة التي عليها الحجّ، بل وأجلّ، لما فعل – وإن كانا من حيث الجوهر متساويين، فهو خرج من قول لبيك اللّهمّ إلى التلبية العملية في مجال آخر – وفي كلتا الحالين هي تلبية. إذ لو تساوى الفعلان فأي شيء يدعو إلى ترك الأسهل واتّباع الأصعب؟ لقد أراد الحسين (ع) أن يُعلم بلسان حاله – بما هو القدوة والنموذج في خطّ البناء – أنّ هناك رابطة لا تنفصم عراها بين الإمامة والحجّ. هذه الرابطة موضوعية، وكانت واضحة حتى لزعامة خطّ الهدم. فالمدقق يرى أن يزيد عندما قتل الحسين الإمام، مضى في فعلته فهدم البيت الحرام (من حيث الاجتراء عليه). وذلك يبدو من خلال التواريخ السالفة لهذه الحوادث. نعم، كان الإدراك واضحاً لكلا الطرفين، ولكن بخطين متوازيين متعاكسي الاتجاه. فخط البناء: الإيمان بالله وبرسوله وتوقير آل البيت ومودّتهم. يقابله خط الهدم: هدم الكعبة، استباحة المدينة – قتل الحسين. خطّان متوازيان متعاكساً الاتجاه. وتلك سنّة من سنن التاريخ.   طواف الوادع: "وليس آخراً". (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى...) (الإسراء/ 1). "لا تشد الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". (متفق عليه) فلم يكن ربط ربنا سبحانه بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى عَرَضياً فهذا الربط يأتي في آية يُتَّعبَّد بتلاوتها. كما أنّ النبي (ص) ربط بين هذين المسجدين في الحديث السالف الذي يطيب لنا أن نتوقف عنده قليلاً: فالمسجد الحرام يعيد إلى الذهن ذكر إبراهيم أبي الأنبياء (ع) والمسجد الأقصى يرتبط بمهد المسيح (ع) والمسجد النبوي الشريف هو مذكِّر بقبر الرسول الأعظم محمد (ص). إنّ الحديث الشريف يضع المسجد النبوي صلة وصل بين إبراهيم وعيسى – عليهما السلام – مما يفسح في المجال لاستنتاجات: 1-    خطّ التوحيد مستمر لدى الأنبياء الثلاثة – عليهم السلام –. 2-    رسالة صاحب المسجد النبوي هي استمرار لرسالة إبراهيم الحنيف ومطابقة لرسالة عيسى من حيث الأصل. ومقومة لها بعد. 3-    ربط المسجد الحرام والمسجد الأقصى من زاويتين: أ‌-     من حيث هما قبلتان. ب‌- من حيث مصيرهما. فما تُشَدُّ إليه الرحال، واجب أن تُشَدَّ إليه الرِكاب إذا ما كان عرضة لخطر، والمسؤولية التي أحاطت الأول يسري مفعولها على الثاني. إنّ منطق التاريخ يلحّ أنّ المسجد الأقصى لم يَعُدْ بعزٍ إلى أهله إلّا تحت راية الإسلام، خلال تاريخه كلّه: مرّة في عهد عمر عام 15هـ[13] - 635م ومرّة في عهد صلاح الدين 1187م[14]. هذا هو منطق التاريخ.. (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة/ 286). وآخر ما ندعوك به اللّهمّ: (أن الحمدُ لله رَبِّ العالمين) (يونس/ 10).   المراجع والمصادر: ·       تاريخ الأمم والملوك/ ابن جرير الطبري، الطبعة الأولى بالمطبعة الحسينية المصرية، نشر دار القلم، بيروت – لبنان (د. ت). ·       تاريخ فلسطين القديم (1220هـ. م- 1395م) منذ أول غزو يهودي حتى آخر غزو صليبي: ظفر الإسلام خان. دار النفائس. بيروت – لبنان 1410هـ - 1981م. ·       جامع الأصول من أحاديث الرسول: ابن الأثير. دار إحياء التراث العربي. بيروت – لبنان 1399هـ - 1979م. ·       الدولة الأموية: الشيخ محمد الخضري، تحقيق الشيخ محمد العثماني، دار القلم، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1406هـ - 1986م. ·       سنن ابن ماجه: تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي – دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان 1395هـ - 1975م. ·       سنن الترمذي: أشرف على التعليق والطبع عزّت عبيد الدعّاس، نشر مكتبة الدعوة بحمص – سورية 1385هـ. ·       سنن النسائي: بشرح الحافظ السيوطي – حاشية. الإمام السندي: المطبعة المصرية بالأزهر. نشر دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان عام 1248هـ - 190. ·       صحيح مسلم: تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار إحياء التراث العربي. بيروت – لبنان. ·       صحيح مسلم: دار المعرفة. بيروت – لبنان. ·       فتح الباري: الحافظ ابن حجر العسقلاني، رقّمها محمد فؤاد عبدالباقي، المكتبة السلفية. ·       في تاريخ العرب قبل الإسلام: د. سعد زغلول عبدالحميد، دار النهضة، بيروت – لبنان 1975م. ·       القرآن الكريم. ·       كنزل العمال: مؤسسة الرسالة. بيروت – لبنان. ·       المدرسة القرآنية: الإمام محمدباقر الصدر (الشهيد الرابع) دار التعارف للمطبوعات، بيروت – لبنان عام 1401هـ - 1981م. ·       المذهب السياسي في الإسلام: محمد عطا المتوكل. مؤسسة الإرشاد الإسلامي – بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1405هـ - 1985م. ·       نهج البلاغة: الإمام علي (ع)، شرح الشيخ محمد عبده، مطبعة كرم ومكتبتها. دمشق – سورية (د. ت).

·       مجلة التوحيد – العدد التاسع والعشرون – السنة الخامسة، ذو القعدة – ذو الحجة 1407هـ، 28حزيران – 25 آب 1987م.

الهوامش:


[1]- المدرسة القرآنية، التفسير الموضوعي. [2]- منهج الصدر، فرغنا من استخلاصه في دراسة وافية مستقلة. ونُشر في مجلة "الثقافة الإسلامية" الصادرة عن المركز الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق بدءاً من العدد الثاني والعشرين. [3]- نقصد هنا بالنموذج التاريخي العامل: تحييده أخلاقياً؛ فـ"فرعون" و"موسى"، و"إبراهيم" و"نمرود" و"قارون" و"هامان" هذه نماذج تاريخية عامّة تشترك في كونها "نماذج" لا في كونها جميعاً متطابقة في خط واحد. [4]- حول موضوعية هذه السنن، يراجع "المدرسة القرآنية، السنن التاريخية في القرآن الكريم" للسيد الصدر. فلمنهجه ندين بهذا الاستنتاج. [5]- التخرج للشيخ زنجاني في مقاله عن الحج –مجلة التوحيد- العدد29 س5. [6]- ص32-33، ج3. نهج البلاغة. من كتاب لأمير المؤمنين إلى معاوية جواباً له. والآية الأولى في كلام الامام (الأنفال: 75). [7]- سمات إبراهيم (ع) المذكورة كلها – عدا الكرم – مأخوذة من مقال الشيخ التسخيري في مجلة التوحيد. العدد (29) السنة الخامسة. [8]- القول الآخر: هو أنّه لم ينظر لعورة قَطُّ. [9]- ص405. في تاريخ العرب قبل الإسلام. للدكتور سعد زغلول عبدالحميد. [10]- ص175 المذهب السياسي في الإسلام، محمد عطا المتوكل. [11]- هدم البيت تم في عهد عبدالملك على يد الحجّاج، ولكن أمر حصار البيت كان في نهاية عهد يزيد. فقد بدأ قذف مكة بالمنجنيق حتى الرابع من ربيع الأول عام (64هـ) وبذا تكون سابقة السوء ليزيد من حيث أنّه أول من أمر بذلك ثمّ سار على خطاه الملك فهدمه. ص462- 465. الدولة الأموية. الشيخ محمد الخضري. وأنباء الحصار وقذف البيت وإحراقه. الطبري. حوادث سنة 64هـ وهذا هو الحصار اليزيدي. أما حصار عبد الملك ففي حوادث سنة 73هـ المصدر نفسه. والتواريخ الهجرية كلها –ما لم يُشَر إليها- من الطبري. [12]- الحقيقة أنّ هناك مفارقة طريفة بين اسم الحجّاج (وهو صيغة مبالغة من اسم الفاعل حاجّ. أي كثير الحج) وبين هدم الكعبة. وكذلك اسم "يزيد" وما فعله. [13]- ذكره الطبري في حوادث سنة 15هـ وأفرد له باباً خاصّاً.

[14]- ص175 – تاريخ فلسطين القديم. 1220ق. م- 1395مز ظفر الإسلام خان.

     المصدر: مجلة التوحيد/ العدد 47 لسنة 1990م

ارسال التعليق

Top