• ٢٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

امتدادات الخبيث والطيب

العلامة الراحل السيد محمّدحسين فضل ­الله

امتدادات الخبيث والطيب
 ◄المقياس في التزام الإنسان هو أنْ يدرسَ العناصر الكامنة في الأشياء لمعرفة خبيثها من طيِّبها.

 

تمييز الخبيث والطيِّب:

قال الله تعالى: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة/ 100)، (الخبيث والطيّب)، هما مفهومانِ ينطبقانِ على كلِّ شيء متحرّك في حياة الإنسان، سواء كانت المسألة تتّصل بالشخص، أو تتصل بالفعل، أو تتّصل بحركةِ الناس في الحياة ممّا يزرعونه، أو ممّا يصنعونه، أو ممّا يتحرّكون به في خطوط الحكم.

والفكرة التي أرادت هذه الآية الكريمة للإنسان أنْ يعيشها في داخل عقله، هي أنّ المقياس في التزام الإنسان – في أيِّ شيء – هو أنْ يدرسَ العناصر الكامنة في هذا الشيء أو ذاك، هل هي عناصر تغني الحياة أو تفقرها؟ تحلّ المشكلة أو تنتجها؟ هل تشارك في رفع مستوى الإنسان أو تعمل على خفض مستواه؟ وهكذا في كلِّ امتداداتها في الحاضر والمستقبل؛ لأنّ اللهَ عندما خلق هذا الكون، فإنّه خلق بحكمته في كلِّ ظاهرةً من ظواهره عناصر إيجابية وعناصر سلبية، حسب ما اقتضته حكمته في ذلك، فعالمنا هو العالم المحدود وربّما يُخيّل للبعض أنّ هناك شيئاً هو سلب مطلق، ولكنّه عندما يدرسه في آثاره وفي امتداده، فإنّه يشعر بوجود إيجابيات فيه إلى جانب عناصره السلبية، وهذا ما نلاحظه في انطباع الناس – بشكلٍ عام – عن الزلازل والبراكين والعواصف والفيضانات ممّا يخلّف نتائج سلبية على مستوى الإنسان وعلى مستوى العمران وعلى مستويات أخرى.

ولكنّنا عندما ندرسها، نجد أنّ هذه الظواهر السلبية في بعض عناصرها قد يحتاجها الإنسان وتحتاجها الحياة في اتّجاه آخر، لأنّها قد تُنضج بعض الأوضاع أو بعض المناخات، أو تُهيئ الأرض إلى مواسم جديدة، فكلّ ظاهرة تختزن في داخلها عناصر تتّصل بالخطوط العامة للإنسان في نظامه، وللكون في نظامه. وبما أنّ كلَّ إنسانٍ يختزن في شخصيّته وسلوكه عناصر إيجابية وأخرى سلبية، فلابدّ له أنْ يدرسَ هذه الظواهر وغيرها في خصائصها الذاتية، ليحكم عليها بأنّها خبيثة أو طيّبة، بعيداً عمّا يراه الناس في ذلك؛ لأنّ الناس – في التزامهم بهذا الخطّ أو ذاك الشخص، أو بهذا العمل أو ذاك – ينطلقون في كثيرٍ من الحالات من أوضاع ذاتية، أو من موقع ذهنية سطحية، أو من موقع حالات شعورية معيّنة أو انفعالية تتحرّك في مناخ الانفعال، أو في مناخ الحساسيّات، أو ما أشبه ذلك، ولا ينطلقون من خلال دراسات دقيقة وعميقة لطبيعة العناصر في هذا الاتّجاه أو ذاك.

وفي قوله تعالى: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)، فإنّ في كلمة (ولو أعجبك) إيحاءً بأنّه عليك أن لا تلتزم بكلِّ ما يعجبك؛ لأنّ الإعجاب قد يكون حالة في السطح ينجذب إليها الإنسان بمشاعره وأحاسيسه، ولابدّ للإنسان من أن يكون إعجابه حركة في الفكر، فيما هو حركة في الواقع، ليتعقلن شعور الإنسان في إعجابه بالشيء وعدم إعجابه به؛ إذ المطلوب من الإنسان أنْ يخلقَ في نفسه التزاوج بين العقل والعاطفة، بحيث ينفتحُ العقلُ على العاطفة لتعطيه العاطفة ليونتها ورقّتها، وتزيل كلّ هذا الجمود المتحجّر في الأسلوب، ولابدّ للعقل أيضاً أنْ يعطي للعاطفة شيئاً منه من أجل أنْ تتوازنَ العاطفة وتتحرّك في العمق، لا أنْ تطفو على السطح.

 

استيحاء الآية في مسألة الديمقراطية:

وهذا ما قد يطلّ بنا على ما تعارف عليه الناس في مسألة الديمقراطية، وهي الخطّ السياسي الخاضع لمبدأ الأكثرية، والذي يؤخّذ به في كثير من الأوضاع السياسية والاجتماعية والحزبية والاقتصادية، حيث إنّ قانون الأخذ بالأكثرية هو القانون الذي يجري عليه الناس اليوم، حتى أصبح الحديث عن الديمقراطية حديثاً عن مسلَّمة فكرية إنسانية، كما لو كان الإنسان يتحرّك بين خطّين: إمّا الدكتاتورية أو الديمقراطية. ومن الطبيعي أنْ لا يختار الإنسان الدكتاتورية، لكن هل المسألة كذلك؟ لابدّ لنا أنْ نناقشَ هذه المسألة إسلامياً بعيداً عن كلِّ حالات الانفعال والحماس من خلال المنهج الذي حصلنا عليه استيحاءً من هذه الآية الكريمة، وذلك في عدة نقاط:

أوّلاً: إنّنا عندما ندرسُ الديمقراطيةَ في قاعدتها الفكرية، فإنّنا نرى أنّ النظام الديمقراطي يؤكِّد أنّ الشرعية في كلِّ شيء تتحرّك من خلال الأكثرية، أو أنّها تتركّز على أصواتهم، فكلّ شيء تعطي الأكثرية أصواتها لحسابه يمثّل الشرعية، وكلّ شيء لا توافق عليه الأكثرية هو غير شرعي. وهذه القاعدة الفلسفية للنظام الديمقراطي تنسحب على التشريع والسياسة والاقتصاد والحرب والسلم.. هنا نأتي إلى الجانب الفكري الإسلامي – ومن خلال وجهة النظر الديمقراطية – لو أنّ الأكثرية لم تصوِّت للإسلام، فإنّ الإسلام في هذه الحالة يفقد شرعيّته القانونية والسياسية، وإنّما تكون له الشرعية لو صوَّتت الأكثرية لصالحه، بمعنى أنّ الإنسان لا يؤخذ كحقيقة تعيش عناصرها في داخل الإنسان من خلال ما ينتج عنه في علاقته بالله وعلاقته بالإنسان وعلاقته بالحياة وامتداده في حفظ النظام الكوني وحفظ النظام الإنساني وهذا أمر لا يوافق عليه الإسلام كدين؛ لأنّ الإسلام يرى بأنّ ما جاء من الله سبحانه وتعالى ومن رسوله هو الحقّ، بقطع النظر عن اختلاف الاجتهادات وآراء الناس، لأنّ الأساسَ هو ما جاء من الله ورسوله، لأنّه يمثّل الحقيقة المعصومة.

أمّا الاجتهاد فإنّه ليس معصوماً، ولذلك لو فسَّر غير المعصوم القرآن، فإنّنا نناقش تفسيره، كما لو أنّ مجتهداً أو عالِماً ناقش في سند رواية عن الرسول (ص) مثلاً، ولكنّ للإسلام حقيقة (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ) (آل عمران، 19)، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ) (آل عمران/ 85)؛ لأنّ الإسلام بمعناه العام يتّسع للرسالات كلّها. فلكلّ رسالة إسلامها، حتى ينتهي الأمر إلى الرسالة الخاتمة التي جمعت كلّ إسلام الرسالات.

ثانياً: إنّ في تفاصيل النظام الديمقراطي أنّ الأكثرية لو صوَّتت على إباحة المحرّمات، أو على تحريم المباحات أو الواجبات، كما هو الآن في بعض الدول الإسلامية وبعض الدول الغربية من منع الحجاب وما إلى ذلك.. فإنّ ذلك كافٍ للتحليل أو التحريم. أمّا الإسلام، فإنّه يرفض هذا المبدأ المفضي إلى تحليل الحرام كإباحة الخمور، أو إباحة دور الزنى وما أشبه ذلك، رضي الناس أو لم يرضوا، وهذا مائز كبير بين الديمقراطية والرؤية الإسلامية على مستوى التفاصيل.

ثالثاً: في المسألة السياسية: إذ يمكن أنْ نطبّق مبدأ الأكثرية في نطاق الشورى، خصوصاً عندما يدور الأمر بين الديكتاتورية والشورى، حيث إنّ الديكتاتورية مرفوضة إسلامياً، إلّا أنّ ذلك لابدّ أنْ يتمّ ضمن ضوابط الثوابت، حيث إنّ هناك ثوابت إسلامية مُسلَّم بها عند المسلمينَ جميعاً، ولذلك، فإنّ الأكثرية عندما تقبل بوضع الأوراق في صندوق الاقتراع، لابدّ أنْ يكون العنوان الكبير لما يراد الناس أن يصوِّتوا عليه هو احترام الإسلام، سواء كان عند انتخاب قيادة إسلامية أو انتخاب ممثّلين للناس في بعض القضايا التي تتّصل بالتشريع أو تتّصل بالمصالح العامّة أو بمعرفة المصلحة المفسدة، لذلك لابدّ أن تُذكر الشروط الشرعية للأشخاص الذين يشرفون على تنفيذ ذلك، ولا يُترك الإنسان ليصوّت لصالح الكفر والكافرين.

 

القيادة في الإسلام تحت القانون:

ونحن عندما ندرس كلَّ الخطوط الإسلامية، فإنّنا لا نجد في القيادة – إسلامياً – ما يشير إلى أنّ القيادة في المجتمع الإسلامي فوق القانون. وفي الوقت الذي نعتقد فيه أنّ النبيّ (ص) هو سيد الخلق، فإنّه وقف أمامَ الناس في آخر حياته وهو في مرضه الذي توفي فيه ليقول للناس: "إنّكم لا تعلّقون عليَّ بشيء – أو لا تمسكون عليَّ بشيء – إنّي ما أحللت إلّا ما أحلّ القرآن وما حرّمت إلّا ما حرَّم القرآن"، فكأنّه يقول لهم: لقد دعوتكم إلى الإسلام في حلاله وحرامه، وكنت في مسيرتي معكم أُحلُّ ما أحلَّ الله وأُحرِّم ما حرَّم الله. نعم، هناك ولاية في الأمور التنفيذية والتفصيلية تخضع لحساب المصلحة العامّة للمسلمين، وهكذا في سيرة الإمام عليّ (ع).

فالله سبحانه وتعالى يؤكّد أنّ الأكثرية ليست دائماً مع الباطل، وليست دائماً مع الحقّ، كما أنّ الأقليّة ليست مع الحقّ دائماً، وليست مع الباطل دائماً، ولكن ابحثوا عن العناصر الأساسية للشيء (لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ). هذا ما يريدنا الله عزّ وجلّ أنْ نفكِّر فيه، وأن نفكِّر في كلِّ ما يمرُّ علينا من أحداث لنعرف أين الطيِّب وأين الخبيث.

 

امتدادات الطيِّب والخبيث:

تحدّث القرآن الكريم عن التشريع الإسلامي من حيث إنّه يُحِلُّ لهم الطيِّبات ويحرِّم عليهم الخبائث، فعندما أراد للناس أن يتصدّقوا، فإنّه أراد لهم أن لا يتصدّقوا بالخبيث (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) (البقرة/ 267)، أي أنفقوا من الطيِّبات. ويتحدّث الله سبحانه وتعالى في مجال آخر عن الكلم الطيِّب والكلم الخبيث، لأنّه للكلمة الطيّبة امتداداً في كلِّ ما يصلح أمر الناس، وكلِّ ما يرفع مستواهم، والكلمة الخبيثة هي التي لا تتحرّك إلّا على السطح، ولا تمتدُّ إلى حاجة الناس في حاضرهم ومستقبلهم، فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (إبراهيم/ 24-26).

 

العقل هو الحجّة:

ومن خلال ذلك كلّه، نؤكّد أنّ العقلَ في الإسلام هو الحجّة التي يحتجّ بها الله سبحانه وتعالى على الناس، وبه يقدّم الناس الحجّة إلى الله سبحانه وتعالى في كلِّ ما يفعلونه وما يتركونه، وحجّتهم التي يقدّمونها في جدالهم عن أنفسهم، كما ورد في الأثر أنّ الرسول عقلٌ من خارج، وأنّ العقل رسول الداخل.

وفي هذا السياق يأتي قوله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)، حيث نهاية المطاف للإنسان التي يشرف فيها على الآخرة من خلال نشاطه وعمله في الدنيا، ولأنّ التقوى تمثّل السير على خطّ الله في كلِّ ما يأمر به وينهى عنه، وقد ورد في الحديث في تفسير التقوى "أنْ لا يجدك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك"، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (الأحزاب/ 36)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) (الهف/ 46)، فهي التي تمثّل خطّ التقوى، لأنّ المال يذهب، والبنون يفارقونك، وستحشر وحدك وتحاسب وحدك، فإذا كان لك رصيد من الباقياتِ الصالحاتِ فهو الأمل حيث لا أمل، وهو الدليل على الثواب حيث لا تملك أنْ تنتجَ شيئاً هناك. وقد ورد في الأثر: "اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، والتقوى هي العمل الذي تلتقي فيه الدنيا والآخرة معاً، في التقاء العمل الصالح بعواقبه الطيّبة، والمسؤولية بنتائجها الأخيرة في الدنيا والآخرة.

ثمّ أراد الله سبحانه وتعالى أنْ يربطهم به ليبيّن لهم ارتباط هذه التقوى بالعقل، حيث يقول سبحانه وتعالى: (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ) فأنا الذي أحبّكم، وأنا الذي أريد صلاحكم، وأنا الذي أبعدكم عن ما يفسد أمركم، وأنا الذي أريد أن أحقّق لكم الجنّة وما إلى ذلك.. أريدكم أن تعيشوا الجوّ الحميم، والحاجة والإحساس بوجود الله وحضوره في وعيكم (وَاتَّقُونِ) بمعنى تحسَّسوا حضوري في حياتكم، لأني مطلّع على ما تفكّرون فيه، كما أنّني مطّلع على ما تعملونه في السر والعلانية، وكونوا الواعين لوجودي ولربوبيّتي. وفي هذا النداء انطلاق رائع يوحي للإنسان بأنّ كلَّ هذه القضايا هي من وحي العقل (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ) بمعنى أنّني عندما أدعوكم إلى التقوى، فإنّي أدعوكم إلى استنطاق عقولكم ودراسة مسألة الحسن والقبح في التقوى وفي مضادّاتها، وفي المصلحة والمَفْسَدة، لأنّ الله يريدُ للإنسان أنْ يستنطق عقله في كلِّ ما يريدُ أنْ يأخذَ به أو يدعَه، لأنّ العقلَ لا يدعو إلّا إلى الخير في الدنيا والآخرة، فليستنفر كلُّ واحدٍ منّا عقله في كلِّ وقتٍ، فلا يغيب عنه في أيّ مجالٍ من مجالاته، حتى لا تنهار حياته في لحظاتِ الجنون. إنّ علينا أنْ ننمِّي عقولنا وأنْ نفتحها على الحياةِ ونفتحها على كلِّ ما يؤدّي بنا إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

 

المصدر: كتاب العقل في القرآن الكريم/ إصدار المركز الإسلامي الثقافي مجمع الإمامين الحسنين (ع)

ارسال التعليق

Top