• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

استثمار الوقت والمال والصحة

استثمار الوقت والمال والصحة

◄ساعات كثيرة تمضي ولا ندرك لا كيف مضت، ولا أين مضت، لكننا ندرك أنها مضت ولن تعود، وأحسن سبيل للنجاح هو استثمار الوقت، وأحسن استثمار للوقت هو تنظيمه، فالتنظيم أساس النجاح، والتنظيم يسهِّل الأمور، يبسِّطها ويساعدنا على إتقان العمل والنجاح فيه. والنجاح في العمل يعني النجاح في الحياة، وتنظيم الوقت يقتضي ترتيب الأولويات، وترتيب الأوليات يستدعي النظرة الشمولية ثمّ التصنيف والتمييز.

إنّ أوّل ما سنُسأل عنه عند لقاء رب العالمين هو الوقت، حيث قال الرسول (ص) في حديثه الشريف: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به".

وحرصاً منا على حسن الإستفادة من الوقت وإستغلاله نعرض ما يلي: هناك عشرون قاعدة في إستثمار الوقت:

- استعمل عقلك في الوجه الأصح.

- حاسب نفسك على صرف الأوقات! لماذا وكيف صرفتها؟

- اجعل يومك أفضل من أمسك وأكثر عملاً وثمراً.

- بادر الفرص واغتنمها، وهناك نوعان من الفرص، فرص تبرز جاهزة أمام الإنسان وفرص يقوم هو بصنعها وإيجادها.

- الجدية في الحياة وهذا لا يتعارض مع روح الفكاهة والنكتة.

- الصبر على العمل ومتابعة التجارب.

- احفظ تجاربك وتجارب الآخرين.

- اقتصد في وقتك.

- أكمل ما تشرع فيه.

- تابع تطوير إنتاجك.

- اجعل الفشل على طريق النجاح.

- استثمر أوقاتك حتى في أسوأ الظروف.

- اعتمد على نفسك.

- دع الآخرين يشاركونك العمل.

- ثابر وجد واجتهد.

- فعِّل همتك ولا تكسل.

- السرعة والاتقان في العمل.

- احترم وعودك.

- انظر إلى المستقبل مع اعتبار الماضي واستثمار الحاضر.

- اعتمد التنافس الشريف.

وتجدر الإشارة إلى أن تبني هذه القواعد الأساسية في استثمار الوقت يعتبر فريضة غائبة، فمنهم مَن يقول إن حسن إستثمار الوقت عبادة، عملياً لا يوجد دين يقدر قيمة الوقت مثل الإسلام حيث أعطى القرآن الكريم أهمية بالغة للزمن فارتبطت معظم العبادات في التشريع الإسلامي بمواعيد زمنية محددة وثابتة كالصلاة والصيام والحج. ويحاسب المرء إن لم يحسب للوقت حساباً.

والأهل الذين يحسنون استثمار أوقاتهم ويحسنون بالتالي ملء أوقات فراغهم بأعمال مفيدة تعود عليهم بالنفع يعكسون وضعهم السليم على تصرف أبنائهم وممارساتهم وكيفية تمضية أوقات فراغهم بنشاطات قيمة تكسبهم مهارات فكرية ونفسية وإجتماعية وجسدية ويدوية ذات مستوى ومنفعة راقيين.

استثمار المال: الاستثمار يعني التوسع والازدياد في المال، وليس من الضروري أن تكون المبالغ كبيرة حتى يكون هناك استثمار. بل في حال المبلغ الصغير فإنّ الاستثمار المطلوب أكبر. وكم من فقير بفضل قدرته على استثمار جزء من رزقه أصبح من كبار أصحاب رؤوس الأموال الطائلة، وكم من كبار أصحاب رؤساء الأموال أصبح بسبب تبذيره من الفقراء والمعدمين.

خلاصة الأمر أن استثمار أي مبلغ ولو ضئيل جدّاً لابدّ له من تنميته وتوسعته مع مرور الزمن وهذا هو العمود الفقري للجسم المالي الذي يخطط له كلّ إنسان عاقل يصبوا إلى استثمار جهده ووقته وماله. "وهكذا فلس على فلس يعطي ثروة"، المهم أن تتوفر الإرادة والنية الطيبة والعزم على تنفيذ النوايا وتجسيد الأحلام وتحقيق الآمال ولو كانت بعيدة المنال، حينئذ التحلي بالصبر والمثابرة والأناة مطلوب بإلحاح.

استثمار الصحة: إنّ استثمار الصحة يحتل العديد من الإتجاهات والتوجهات، فهناك مَن يستثمر الصحة يعني ينشئ مستشفى أو مستوصف أو مركز طبي يستقبل فيه الزبائن والمرضى لتطبيبهم وإرشادهم نحو طريق الشفاء بغية تحقيق ربحية كبيرة. وهناك مَن يستثمر الصحة أي يوظف صحته للقيام بأعمال مكثفة يستنفد معها طاقاته وإمكاناته الجسدية من أجل تحقيق العديد من الأهداف المادية أو المعنوية على حد سواء، وهناك مَن يستثمر الصحة أي يحافظ عليها ويقيها من كلّ عارض أو شائبة أو مرض، فيعتمد البرامج الغذائية المدروسة ويمارس النشاطات الرياضية الصحية السليمة ويتبنى الأساليب الصحية الرعائية السليمة التي من شأنها أن تبقي صاحبها بصحة جيِّدة وبعيداً عن الأمراض وما يتبعها من تعقيدات أو مضاعفات، نمط معيشي سليم. غذاء صحي، معرفة وقائية وتدخُّل طبي عند الحاجة، أربعة إتجاهات لمروحة واحدة تشكل المعادلة المعروفة، عقل سليم يؤدي إلى جسم سليم. وهذا ما نتمناه لكل فرد ولكل أسرة وليكن الأهل قدوة للأبناء حتى يحذو الأبناء حذو الآباء في الحكمة والإعتدال في مختلف التصرفات.

 

    * خبيرة في شؤون التربية الأسرية

ارسال التعليق

Top