• ٢٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اللطيف.. من معاني أسماء الله الحسنى

اللطيف.. من معاني أسماء الله الحسنى

     جاءت هذه الكلمة في القرآن في 8 مواضع، وقد لازمتها كلمة الخبير في (5) مواضع.

    اللطف ضد الجفاء، واللطيف من الكلام ما خفي معناه، واللطف التوفيق والعصمة، واللطيف في العمل الرفيق السهل.

    اللطيف: لها معنى خاص، فالشيء اللطيف يستعمل في دقيق التكوين بحيث لا تدركه الأبصار كما في الآية من سورة الأنعام: (لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام/ 103).

    فكلما دقّ الشيء لطف، ولا يمكن معرفة المزيد عن خصائصه، ولا يمكن أن نراه، والشيء إذا لطف شرف وعلا، واللطف بعباده كما في الآية (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ) (الشورى/ 19)، هو الرفيق بعباده، واللطيف هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل، والعلم بدقائق الأمور والمصالح، وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه، كما في قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان/ 16)، ولطفه هنا هو علمه بمكان كلّ خافية.

    واللطف: جاء بمعنى الحكمة الواسعة (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) (الأحزاب/ 34)، وجاء بمعنى المراقبة الشديدة كما في سورة الملك: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك/ 13-14)، وتحدث عن انبات الأرض الميتة واحيائها: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (الحج/ 63)، وقد عرف العلماء لطف الله سبحانه فقالوا انّه: سبوغ النعم، دقة التدبير، استقلاله للنعم التي وهبها لعباده.

    واللطيف: هو الله سبحانه الذي إذا ناديته لباك، وإذا قصدته آواك، وإذا احببته ادناك، وإذا اطعته كافاك، وإذا عصيته عافاك، وإذا اعرضت عنه دعاك، وإذا اقتربت منه هداك.

    اللطيف: الذي يجازيك أن وفيت، ويعفو عنك ان قصرت، ومن افتخر به اعزه، وهو القائل: (يا بن آدم! اذا ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم، وان دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعاً، وان دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعاً، وان اتيتني تمشي اتيتك هرولة)، (الله اشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط على بعيره قد اضله بأرض فلاة)، ومن مظاهر لطفه: (من افتخر به اعزه، ومن افتقر إليه اغناه، ومن عطاؤه خيرة، ومنعه ذخيرة)، وكذلك من لطفه انه يستقل النعم الكثيرة على خلقه، ويستكثر قليل الطاعة منهم، وقد جعل الحسنة عشرة إلى ما فوق، وهكذا على قدر لطفه يتعامل مع عباده، وعلى قدر لطفه يعلم غوامضهم.

ارسال التعليق

Top