• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مفاهيم العنصرية وأسسها

عمار كاظم

مفاهيم العنصرية وأسسها

العنصرية هي مجموعة من الممارسات الخاطئة بحيث يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من الناس بشكل مستبدّ ومختلف وتسلب حقوقهم وتتحكّم بهم بمجرد أنّهم ينتمون لدين ما وعرق آخر، وتُعدّ العنصرية من الأمراض المتفشية في عصرنا هذا مع العلم بأنّها موجودة منذ القدم وتسبّبت في تفرقة الناس واندلاع الحروب، فتتعرض الفئة المظلومة إلى أقصى درجات التمييز والتهميش والاستبداد فقط لاختلاف الدين والعرق وحتى اللون وغيرها من الأُسس التي وضعها البشر واعتمدوها في تطبيق عنصريتهم كاللغة، والعادات، والمعتقدات، والثقافات، والطبقات الاجتماعية، والتي يتمّ من خلالها سطوة وسيطرة الأغنياء على الطبقة الفقيرة المُعدمة، وللعنصرية مصطلحات أخرى تشترك معها في المعنى والدلالة مثل الإثنية والعرق.

أسس العنصرية

لون البشرة: وهذا ما يعانيه السّود في جنوب أفريقيا مثلاً عند إقامتهم في أحد بلدان البيض. القومية، اللغة، الثقافات، العادات، المعتقدات والطبقات الاجتماعية؛ إذ يتسلّط الأغنياء على الفقراء، ويحقّرونهم ويسلبون ممتلكاتهم ويتحكّمون بقوت يومهم. ترتبط العنصرية بعدّة مصطلحات تشترك معها في الدلالة، منها:

العرق والإثنية: فالعرق يكون التمييز فيه حسب الاختلافات الفيزيقية، ففيه أقليات محرومة ومضطهدة بالنسبة للجماعات المهيمنة. أمّا الإثنية فالعنصرية فيها تكون حسب الثقافات والممارسات الاجتماعية.

التمييز: وهو يعني السلوك الفعلي في الميل تجاه جماعة أخرى.

وبرحمة من خالق العباد جاء دين يزيل كلّ هذه المفاهيم وهو دين الإسلام، حيث لا يوجد دين كديننا في عالميته، فهو دين عالمي بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وأوّل ما يقرأ الإنسان في كتاب الله من سورة الفاتحة بعد البسملة «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، لم يقل ربّ المسلمين، ولا ربّ المؤمنين، ولا ربّ العرب، ولكنّه ربّ العالمين، كلّ العالمين.

والقرآن أوّل كتاب ينادي الناس – كلّ الناس – بخطاب مباشر من الله تعالى، يقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة/ 21)، «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ» (النساء/ 1). إنّ كلمة «الأرحام» هنا لا تشير إلى الأرحام الخاصّة، الأخ والعم والقريب، لكن الأرحام الإنسانية العامّة. ففي هذا الكلام القرآني البليغ لا يوجد تفرقة بل نداء للناس كافة من دون تمييز كما نفتعل نحن البشر.

ارسال التعليق

Top