• ٨ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٦ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

نعمة العطاء

نعمة العطاء

لا أشك أن فعل العطاء هو الفعل الأسمى في الأفعال الإنسانية، والتي تتفاوت في القيمة والقدر والمكانة، أنّه الفعل الذي تتسامى فيه الأخلاق الإنسانية وتتجلى فيه النزعة الطيبة وتتقلص فيه نزعة الأنا المتفردة، وتضمحل خبايا الأُثرة المنبوذة لدى الآخرين.

تربية حسّ العطاء كما التربية الجمالية والفنية، تحتاج منا أن نتشربها مبكراً لتترك نقشاً عميقاً في النفس، حيث ان تعليمها للأطفال وتنشئتهم في جو من المحبة والعطاء والتفاني في تقديم المساعدة لمن يحتاجها، دون انتظار المقابل، هي أرقى ما يمكن أن ننقله لأبنائنا ولمن نحب، ولأنّها فن التعامل الذي يبرز جماليات النفس البشرية ويعظم روح الجماعة ويركز على أهمية حسن الخلق في التعاملات البشرية وهذا ما حثت عليه الأديان السماوية جميعاً، بالعطاء ترتقي النفس وتنطلق لأفق أكثر رحابة ومحبة وتتحرر من زنزانة عبودية النفس المظلمة.

العطاء يضاهي فعل الأخذ، فما تجنيه الروح والنفس من فوائد ومنافع للعطاء هي عبارة عن جملة من المزايا عظيمة الأثر والتأثير، فالطفل عندما ينتشأ في بيئة تحسن العطاء- مهما كبر أو صغر- يمتاز عن الآخرين بقدرته على القبول والتفاعل مع مجتمعه ومحيطه بشكل أفضل.

أن تعزيز ثقافة العطاء وتعميق مفهومها بالمناهج الدراسية، وتأسيس نواتها من خلال التنشئة الأسرية والمبادرات الفردية والحكومية هي فرصة وحاجة ملحة لما لها من خيرات كثيرة، ومزايا ثرية تنعم بنتائجها المجتمعات والأفراد.

«مجاناً أُعطيتم.. مجاناً أعطوا» نختم بهذه المقولة المباركة التي تحث على أنّنا مسافرون في هذه الدُّنيا، وإنّنا لا نملك إلّا أن نعطي ونقدم يد العون الخضراء لمن يحتاجها..

ارسال التعليق

Top