• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اللهُ أكبر حقاً.. والحمد له شُكراً

اللهُ أكبر حقاً.. والحمد له شُكراً

◄إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله (ص).

 أما بعد:

أخطُّ هذه الكلمات بقلم التقصير، ومِدادَ الخجل، ودمع الندم والحياء.

وأرفعُ هذه الأحرف إلى من يصعد إليه الكلم الطيّب، تسمع فيه ثناء العبد على ربِّه، والمولى على سيده، والمخلوق الفقير على خالقه وباريه.

أصابع الذنوب تشير إلى الغفّار.

ألسنة الفقر تدعو الغني.

أكف الضغف تُرفع للقوي.

الميت يمدح الحي القيوم.

الغريق يُنادي: ياذا الجلال والإكرام.

الكلمات والإشارات عاجزات.

الله أكبر عدد قطر البحار، وورق الأشجار، ورذاذ الأمطار، وذرات الغبار.

الله أكبر عدد حبات الرمال، الله أكبر، مع تعاقب القرون والأجيال، وتصرّم الأعمار والآجال.

الله أكبر حقاً حقاً، الله أكبر محبة وصدقاً، الله أكبر عبودية ورقاً.

الله أكبر تشدو بها الطيور على الفنن، وتلهج بها الألسن في كلّ زمن.

تقدس الكبير المتعال، تبارك ذو الجلال، عزّ ذو الجمال والكلام.

الله أكبر تزلزل قلاع المارقين، وتنسف معاقب المنافقين، وتحطم أوكار الفاسقين، وتهدم جيوش الخائنين.

الله أكبر ترجف لها القلوب، وتغفر بها الذنوب، وتصغر لها الشعوب.

الله أكبر تكسر بها آمال الأكاسرة، وتقصر بها أعمار القياصرة، وترغم بها أنوف الجبابرة.

الله أكبر له الكبرياء والثناء، وإليه الرجاء ومنه النعماء.

الله أكبر لم تحجبه سماء عن سماء، ولا شغلته أرجاء عن أرجاء، سمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء.

الله أكبر دعاه المريض على سريره، وفزع إليه المنكوب في أموره، وهتف باسمه الربان في البحار، ولهج بذكره من ضل في القفار.

الله أكبر يدعى للكرب الشديد، وينادى للخطب العتيد، يفر إليه في الملمات، ويركن إليه في الأزمات.

 الله أكبر ما أحلمه على الطغاة، وما أصبره على العصاة، وما أقربه ممن دعاه، وما أقدره على نصر من تولاه، وما أشد بطشه بمن عاداه، وما أسمعه لمن ناداه.

من قبله فهو المقبول، من حاربه فهو المخذول، من التجأ إليه عز، من توكل عليه كفاه، من أطاعه تولاه، من نازعه قصمه، من بارزه حطمه، من أشرك به أحرقه، من نادَّه مزقه.

الله أكبر شهدت بعظمته البحار والمحيطات، والجبال الراسيات.

الله أكبر كلما دعاه ملهوف فحماه، وكلما سأله محتاج فأعطاه.

 الله أكبر أفنى القرون الأوّل، وفل الجيوش والدول.

الله أكبر أنزل الجبابرة من القصور، وأضجعهم في القبور.

الحمد الله على جزيل العطاء، مسدي النعماء، وكاشف الضراء، معطي السراء.

الحمد لله عالم السر والجهر، الحمد الله عالي القهر والقدر، الحمد الله المتكفل بالأقوات، والمدعو عند المدلهمات، المطلوب عند كشف الكربات، المرجو في الأزمات.

الحمد لله دائم الإحسان، جزيل الخير والامتنان، حكيم الخلق والإتقان، إليه يصعد الثقلان، وعليه يتوكل الإنس والجان، ومنه يطعم الإنسان والحيوان.

الحمد الله على كلّ نعمة أنعم بها، وعلى كلّ بلية صرفها، وعلى كلّ أمر يسره، وعلى كلّ قضاء قدره، وعلى كلّ شر صرفه، وكلّ مكروه كفاه، وكلّ حادث لطف فيه.

الحمد لله كم أعطى من النعيم، الحمد لله كم منح من الخير العميم، الحمد لله كم تفضل به من النوال الجسيم، الحمد لله عمت نعمه، وانصرفت نقمه، وتضاعف كرمه.

الحمد لله على تمام المنة، الحمد لله بالكتاب والسنة، والحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله على تواتر الإنعام، الحمد لله ما توالت أفضاله، وعم نواله، وحسنت أفعاله، وتمت أقواله، الحمد لله وحمده أحسن قيل، وهو مولي الجميل، وواهب العطاء الجزيل، وشافي العليل، والمبارك في القليل، الحمد لله أجود من أعطى، وأصدق من أوفى.

الحمد لله مانح الهبات، مجزل العطيات، مهيء الطيبات، مرسل النفحات، الحمد لله على حسن الكفاية، الحمد لله على جميل الرعاية، الحمد لله على عزة الولاية، الحمد لله المدل على الهدى، الحاجز من الردى، ما حمام شدا، وما بدر بدا، وما طل غدا.

الحمد لله أبداً سرمداً ولا نشرك معه أحداً، تبارك فرداً صمداً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولا شريكاً ولا عضداً.

 الحمد لله على مرّ الساعات، وفي كلّ الأوقات، وطيلة اللحظات، الحمد لله على إنعامه، الحمد لله على إكرامه، الحمد لله على حسن صنيعه.

  الحمد لله على الأيادي الوافية، والمنن الصافية، والحمد لله على العافية، والولاية الكافية، الحمد لله على إفضاله، الحمد لله على نواله، الحمد لله على إجزاله.

 نحمدك ما همع سحاب، ولمع سراب، واجتمع أحباب، وقُرئ كتاب.

الحمد لله ما طبق ظلام، وانحل نظام، وسُمع كلام، واستيقظ نُوَّام.

الحمد لله ما استهل وليد، وعاد وعيد، وآب بعيد، ورجع طريد.

حمداً حمداً على الإكرام، شكراً شكراً على الإنعام.►

  

* المصدر: كتاب العَظَمَة

ارسال التعليق

Top