• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الصلاة والأُسرة

الصلاة والأُسرة

بودِّي كثيراً أن ندرك أهميّة الصلاة التي هي عمود ديننا، وأن نعرف أننا مسؤولون عن أداء عوائلنا للصلاة، فكلٌّ منّا مسؤول عن صلاته وعن صلاة أُسرته أيضاً.

لقد خاطب الحقّ تعالى نبيّه (ص): (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه/ 132).

 

سبل تعريف الأطفال بالصلاة:

ما الذي يجب فعله مع الأطفال؟ ينبغي علينا تدريب الأطفال منذ الصغر على الصلاة، وقد وردت إلينا الأوامر في أن نعلّم أطفالنا عليها منذ بلوغهم سنّ السابعة، وبطبيعة الحال فإنّ الطفل في السابعة من عمره لا يستطيع إداء الصلاة بصورتها الصحيحة، إلّا أنّه يستطيع إداء بعض حركات الصلاة، ومنذ ذلك السن يستطيع – ولداً كان أو بنتاً – أن يمارسها ويعتاد عليها، أي يفترض بنا تعليمه منذ أوان ذهابه إلى المدرسة، وكذا يجب تعليمه في البيت، إلّا أنّ ما ينبغي الانتباه له هو عدم جدوى إجباره وتعليمه بالقوّة، فيجب السعي بادىء ذي بدء إلى توفير الرغبة لديه في الصلاة، ومن ثمّ تشجيعه بتوفير أسباب الإقدام قدر المستطاع من أجل أن يؤدي الصلاة برغبة واندفاع، وذلك من خلال الثناء عليه والاستحسان وتقديم الهدايا وإبراز التودّد له حتى يفهم حينها أنّ المحبة له تتضاعف عندما يؤدي الصلاة.

 

الأطفال والمسجد:

الأسلوب الثاني هو أن نصطحب الطفل إلى الأماكن التي تبعث لديه الرغبة في الصلاة، فقد أثبتت التجارب أنّ الطفل لا يتشجع إذا كان لا يذهب إلى المسجد وكان يعيش في وسطٍ لا أثر للصلاة فيه، لأنّ التواجد في أوساط المصلِّين هو الذي ينمّي الرغبة لدى الإنسان، فكبار السنّ تتنامى فيهم روح العبادة عندما يرون أنفسهم بين أُناس متعبدين، والأطفال بدورهم يتأثّرون بهذه الأجواء تأثيراً أكبر، وللأسف فإنّ قلّة ارتياد المساجد والمجالس الدينية وقلة حضور الأطفال في المحافل الدينية يؤدي إلى تدنّي الرغبة لديهم في تعلّم العبادات، وهذه هي مسؤولية في أعناقنا، وطالما ورد التأكيد في الروايات على حثّ الأطفال لتعلّم الصّلاة، غير أنّ ذلك لا يعني ممارسة الضغط والقوّة والزجر، بل التوسّل بأفضل السبل التي تدفع الطفل وتحثّه على العبادة والصلاة، والأحرى بنا أن نصطحب أطفالنا بانتظام عند ذهابنا إلى المساجد كي يألفوها، فنحن إذا ألفنا ارتياد المساجد ومجالس الذكر منذ الصغر حتى أصبحنا اليوم نتردّد عليها باستمرار، فأنّى لأبنائنا ارتياد المساجد وكلّ منهم قد دخل المدرسة في السابعة من عمره ثمّ دخل الثانوية وبعدها الجامعة ولم تطأ قدماه أعتاب المساجد؟ من الطبيعي أن يهرب هؤلاء من المساجد.

ربّ قائل يقول: إنّ أوضاع المساجد قد تدهورت في الوقت الحاضر وأنّها ليست نظيفة، أو أنّ الخطيب غير كفوءٍ ولا مقتدرٍ في كلامه، نقول: إنّ إصلاح المساجد وأوضاعها هو تكليفنا جميعاً.

إذن يجب أن لا ننسى أبداً أننا مكلّفون بأن نصلِّي ونحثّ ذوينا على الصلاة بالنحو الذي يشجّعهم وينمّي فيهم الرغبة في الصلاة.

لنحدّث أطفالنا عن فوائد الصلاة ومزاياها بالحدود التي بها نستطيع إفهامهم فلسفة الصلاة، فلابدّ أوّلاً من اتّخاذ محراب في البيت – وهو مستحب أيضاً – يكون محلاً لأداء الصلاة، وإذا كان بالإمكان تخصيص غرفة لذلك فبها ونعمة كما فعل رسول الله (ص)، وإلّا فيجب اتّخاذ زاوية في إحدى غرف الدار لتكون محراباً ويوضع فيه بساط للصلاة وسواك ومسبحة للذكر.

ارسال التعليق

Top