• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المشكلات الزوجية حتمية.. وليس الطلاق دائماً حلاً لها

المشكلات الزوجية حتمية.. وليس الطلاق دائماً حلاً لها
يعني الزواج بالنسبة للرجل والمرأة على حدّ سواء، الاستقلالية، والخصوصية، وإنشاء أسرة جديدة، يضعان معاً قوانينها، ويرسمان تفاصيلها المشتركة. وفي المقابل يشيع في بعض المجتمعات العربية أن يقيم الرجل بعد الزواج في بيت والديه، وذلك إمّا بسبب الظروف المادية السيئة التي قد تدفعالبعض إلى السكن مع الأسرة بعد الزواج بسبب عدم القدرة على تأمين المسكن الخاص، أو على العكس من ذلك بسبب كبر وفخامة منزل الأسرة، وتخصيص جناح خاص لكل ابن ضمن بيت الأسرة الكبيرة، والمزود بالخدم وجميع الاحتياجات بما فيه الكفاية، كما في بعض المجتمعات الخليجية، ذلك بدافع الحفاظ على تماسك الأسرة، وتواصلها، ورعاية الوالدين، أو رعاية الإخوة الصغار نظراً لمرض الأب أو غيابه، أو كبر سنه. ومهما كان سبب السكن مع أسرة الزوج، فإنّ المشكلات الناتجة عن هذا الأمر، تتشابه وتتكرر، ولكن لأسباب مختلفة أحياناً. ونظراً لأهمية العلاقة مع أهل الزوج، وتأثيرها المباشر على العلاقة الزوجية، وما تشير إليه دراسات الطلاق في العالم العربي، من أنّ تدخل الأهل في العلاقة الزوجية يعد سبباً مهماً في وقوع الطلاق، فإنّه لابدّ للزوجين اللذين يضطران للسكن مع أهل الزوج، من أن يتخذا مجموعة من الإجراءات التي تسهّل حياتهما، وتجنبهما الوقوع في المشكلات: - على المرأة أن تحاول تفهم طباع أهل الزوج خلال فترة الخطبة، وليس الزوج فقط، حتى لا تتفاجأ بعد الزواج بطباعهم وعاداتهم. ينبغي على الزوجين تفهم شعور والدة الزوج بأنّ هناك قادماً جديداً إلى مملكتها، والشعور الطبيعي أحياناً بالغيرة، لأنّ المرأة قد أخذت ابنها، ومثل هذه المشاعر تصبح أصعب كلما تقدمت الأُم في السن، أو كانت تعاني ابتعاد أبنائها، وانشغالهم عنها. تعتقد الأُمّهات أحياناً أن أي خلاف أو سوء فهم مع أبنائهنّ قد يكون سببه تحريض الزوجة، وفي المقابل فإنّ السلوك الجيِّد واهتمام الابن بوالديه، سيُفهم على أنّه دفع إيجابي من طرف الزوجة للابن للاهتمام بوالديه. - يجب أن يتفق الزوجان على الحدود التي يجب وضعها لحياتهما مع الأسرة الممتدة، كالطريقة التي يتواصلان فيها مع أسرة الزوج، والطريقة التي يديران بها علاقاتهما الاجتماعية. يجب تحديد أوقات يقضيها الزوجان مع الأسرة، وأوقات وحدهما، أو مع أطفالهما إن كان لديهما أطفال، مع إعلام الأسرة بهذه الأوقات. وينبغي أن يبدأ ذلك منذ بداية الزواج، حتى تعتاد الأسرة على نظامهما الخاص. - ينبغي أن يتفهم الزوج حاجة زوجته للخصوصية والشعور بالاستقامة ويرتب اتفاقاً مع والديه وأشقائه أو شقيقاته المقيمين في البيت، يوضح فيه خصوصية حياته الأسرية، وضرورة احترامها، وأهمية ذلك في تجنب الخلافات. - حاولي تجاهل ما يمكن تجاهله من التصرفات المزعجة، وتوجيه رسائل لنفسك تخفف من توترك تجاه مثل هذه التصرفات، كأن تقولي هذا تصرف بسيط، يجب أن أكون هادئة، وأن أتجاهله. - لا تكثري التذمر والشكوى لزوجك من أهله، فكثرة الشكوى تجلب الضيق والخلافات، وبتجاهلك بعض التصرفات سيكون ممكناً تخفيف ما ستروينه لزوجك من أحداث، وبالتالي تخفيف المشكلات. - ينبغي أن يتفهم الزوجان الخصائص النفسية والجسدية الناتجة عن كبر السن، كالضعف الذهني والجسدي وضعف الجهاز العصبي، ومحاولة التكيف مع المشكلات الناتجة عن ذلك بهدوء. حاولي بالإتفاق مع زوجك أن تكون بينكما كلمات معينة تستخدمانها، حين يريد أحدكما إيقاف الآخر عن كلام لا يريد منه قوله، فإذا كان يزعجك مثلاً حديث زوجك عن مشاكلكما أو سلوك أطفالكما أمام أهله، فاستخدمي الكلمة المتفق عليها بينكما لإيقافه عن الحديث، من دون أن تفتعلي مشكلة أو تغضبي لأنّه فعل ذلك. تجنبي النقاش في الأوقات التي يكون فيها الخلاف مشتعلاً بينك وبين زوجك أو أهله، وأجلي ذلك لحين هدوء جميع الأطراف لمناقشة الأمر بهدوء. حافظي على علاقات هادئة مع أسرة زوجك قدر الإمكان، وكوني قريبة منهم، بالكلام اللطيف، والاهتمام الحقيقي، مذكرة نفسك بأهمية هذا الانسجام في حياتك الأُسرية، وأثره عليها. في حال وجود أطفال حددي وزوجك أوقاتاً معينة يقضيها الأطفال برفقة بقية الأسرة. راقبي وزوجك سلوك أطفالك، وإذا وجدت أنهم يتعلمون سلوكيات غير مرغوبة، فحاولي تعديلها بالسبل التي تعرفينها، من دون اللجوء إلى عزو سبب هذه السلوكيات لحياتهم مع أسرة زوجك، بل حاولي تعديلها بهدوء وبالإتفاق مع زوجك.

ارسال التعليق

Top