• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

بركات شهر رمضان

بركات شهر رمضان

◄قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185). من وجهة نظر الشرع ليس هناك تقديس لفترة من الزمان على غيرها من حيث المبدأ، فالزمان كلّه واحد عند الله، إلّا أنّ الله يخصّ فترة عن غيرها ويفضّلها في الثواب ليمتحن إيمان عباده ويقرّبهم إليه بالطاعة والعبادة، وشهر رمضان هو أهمّ هذه الفترات التي خصّها الله وأجزل فيها الجزاء والثواب. عن رسول الله (ص): "لو يعلم العبد ما في رمضان يودّ أن يكون رمضان السنة". وفي الحديث إشارة إلى ضرورة التعرّف على فضيلة هذا الشهر واليقين بها والشعور بهذه النعم اللّامتناهية التي يغدقها الله على عباده في هذا الشهر المبارك. وعنه (ص) – لمّا حضر شهر رمضان –: "سبحان الله! ماذا تستقبلون؟! وماذا يستقبلكم"؟! قالها ثلاث مرّات. أي ماذا تستقبلون من مضاعفة للأجر والثواب والحسنات وأمّا ماذا يستقبلكم من آثار هذه البركات على التقوى وتهذيب النفس وصفاء السريرة وسوى ذلك. ومن هذه البركات: غفران الذنوب: ولعلّها من أهمّ ما أنعم الله تعالى علينا في هذا الشهر، فكلّ إنسان خطّاء، وشهر رمضان أهمّ محطة فتحها الله لعباده تكفيراً عن ذنوبهم. فعن رسول الله (ص): "إنّ الشقيّ حقّ الشقيّ من خرج من هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه". وعن الإمام الصادق (ع) في بيان أنّ هذه الفرصة لا يمكن أن تُعوّض خلال السنة قوله: "مَن لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى مثله من قابل إلا أن يشهد عرفة". فتح أبواب السماء: وذلك للدعاء والعبادة والعمل الصالح. فعن رسول الله (ص): "إنّ أبواب السماء تفتح في أوّل ليلة من شهر رمضان، ولا تغلق إلى آخر ليلة منه". تصفيد الشياطين في شهر رمضان: عن رسول الله (ص): "إذا استهلّ رمضان غلّقت أبواب النّار، وفتّحت أبواب الجنان، وصفّدت الشياطين". "في حديث: يقول الله تعالى لجبرئيل: انزل على الأرض فغلّ فيها مردة الشياطين حتى لا يفسدوا على عبادي صومهم". وهذه النعمة الإضافيّة من شأنها أن تخفّف على الإنسان الكثير من الأعباء في مسيرة تزكيته لنفسه ويرقى بشكلٍ أسرع إلى رضوانه ومغفرته. تقسيم الأرزاق وكتابة الآجال: عن الإمام الصادق (ع) – فيما يوصي ولده إذا دخل شهر رمضان –: "فاجهدوا أنفسكم، فإنّ فيه تقسم الأرزاق، وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر". والملاحظ أنّ الحديث ربط بين ما يُكتب ويُقسم في هذا الشهر وبين جهد الإنسان نفسه ليقول أنّه كلما جاهد المرء نفسه أكثر كلّما أغدق الله عليه أكثر فأكثر. سبيل إلى رضوان الله تعالى: عن الإمام زين العابدين (ع): كان من دعائه إذا دخل شهر رمضان: "الحمد لله الذي حبانا بدينه واختصّنا بملّته وسبلنا في سبل إحسانه لنسلكها بمنّه إلى رضوانه، حمداً يتقبّله منّا، يرضى به عنّا، والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام". عنه (ع) – وكان من دعائه في وداع شهر رمضان –: "السلام عليك يا شهر الله الأكبر ويا عيد أوليائه، السّلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ويا خير شهر في الأيّام والساعات، السّلام عليك من شهر قربت فيه الآمال، ونشرت فيه الأعمال، السّلام عليك من قرين جلّ قدره موجوداً وأفجع فقده مفقوداً ومرجو آلم فراقه، السّلام عليك ما كان أطولك على المجرمين وأهيبك في صدور المؤمنين". من خطب رسول الله (ص) عند حلول شهر رمضان المبارك: كثيرةٌ هي الخطب المرويّة عن رسول الله (ص) والأئمّة الأطهار في استقبال شهر رمضان، وهنا انتخبنا بعض المقاطع التي تضيء أكثر في فهم بركات هذا الشهر. وعن الإمام الباقر (ع): "خطب رسول الله (ص) الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّه قد أظلّكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان، فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوّع صلاة كمن تطوّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور". وعنه (ع): "قال رسول الله (ص) لمّا حضر شهر رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان قال لبلال: نادِ في الناس، فجمع الناس ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ هذا الشهر قد حضركم وهو سيّد الشهور، فيه ليلة خير من ألف شهر، تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان، فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله".► 

ارسال التعليق

Top