• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تنمية مهارة التفكير

حيدر طالب

تنمية مهارة التفكير

◄التفكير هو الطريقة التي نحصل بها على معلومات جديدة، وبها نفهم الموجود بنشء أفكارٍ لم تك موجودة، تتعلق بحياتنا وبالكون من حولنا، والمهارة هي: التميز المستمر في أي ميدان من ميادين الحياة.

وعرّف التفكير أحد العلماء بأنّه: عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله بواحدة أو أكثر من الحواس الخمسة.

وعرّف آخر، عملية عقلية يستطيع المتعلم عن طريقها عمل شيء ذي معنى من خلال الخبرة التي يمر بها.

وأيضاً؛ عملية نشطة تشتمل على أحداث كثيرة تتراوح ما بين الأحلام اليومية البسيطة إلى حل المشكلات الصعبة، وتشكل حواراً داخلياً مستمراً ومصاحباً لأفعال متعددة.

 

تعريفات أخرى:

هو ما يجول في الذهن من عمليات تسبق القول والفعل، بحيث تبدأ بما نحس به أو نتذكره أو نراه، ثمّ نعمل على تقييم ما نفهمه محاولين حل المشكلات التي تعترضنا.

يمثل سلسلة من الأنشطة العقلية غير المرئية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق إحدى الحواس، وذلك بحثاً عن معنى محدد في الموقف التعليمي المطروح أو الخبرة التعليمية المتوفرة.

 

المهارات المطلوبة لتنمية التفكير:

هناك ثماني مهارات أساسية وخمس مهارات فرعية لابدّ من توفرها لتنمية أسلوب تفكير النظم لدى الإنسان بغية تطويع وإتقان هذا الأسلوب والاستفادة من منهجيته، هذه المهارات الذهنية هي ما يطلق عليها مجموعة العمليات العقلية اللازمة لتطبيق المنهج العلمي في البحث والاستقصاء والتطبيق، هذه المهارات يمكن ترتيبها تسلسلياً على شكل حلقي يبدأ بمهارة الملاحظة وينتهي بمهارة التجريب التي ينشأ عنها نتائج تكون هي الأخرى جديرة بالملاحظة، أي تطبيق مهارة الملاحظة مرة أخرى كبداية للتسلسل حتى تنتهي عند مهارة التجريب وهكذا.

هذه المهارات يمكن تلخيصها تسلسلياً فيما يلي:

أوّلاً: المهارات الأساسية:

1-  الملاحظة: هي العملية التي يستخدم فيها الإنسان حواسه من أجل التعرف على صفات الأشياء أو الظواهر في محاولة منه لتسميتها بصورة صحيحة وهي المهارة التي تنتج دائماً خلال عمليات البحث العلمي الذي يبدأ دائماً بملاحظات بسيطة لبعض الظواهر التي تستحق الدراسة والبحث.

2-  علاقة المكان والزمان: هي العملية التي تنمي المهارات اللازمة لوصف العلاقات المكانية وعلاقة المكان بالزمان ومعدلات التغير بكل منهما وتأثير كل منهما على الآخر.

3-  التصنيف: هي العملية التي تستخدم فيها صفات أو خصائص محددة تمت ملاحظتها من أجل تقسيم الأشياء أو الأجزاء إلى مجموعات أو فئات.

4-  معالجة الأرقام: هي العملية التي يتم من خلالها معالجة الأرقام بصور مختلفة مثل ترتيبها وجمعها وضربها وقسمتها وإيجاد المتوسطات لها وكسورها ومعدلات التغير بها.

5-  القياس: هي العملية التي تستخدم فيها أدوات القياس المعروفة المختلفة من أجل الحصول على البيانات الكمية ذات العلاقة مثل قياس كل من الأطوال، الإحجام، الكتل، المساحات وفقاً للوحدة المعيارية لكل منها.

6-  الاتصال: هي العملية التي يتم من خلالها استخدام طرق ووسائل مختلفة قد تكون شفهية أو مكتوبة أو مستعينة بالصور أو الرسومات البيانية من أجل وصف نظام ما يحتوي على مجموعة من الأحاديث المتداخلة.

7-  الاستشراف (التنبؤ): هي العملية التي يتم خلالها تكوين نظرة مستقبلية تتنبأ بما قد يحدث والتي لابدّ لها أن تعتمد على أدلة قائمة مبنية هي الأخرى على أساس علمي.

8-  الاستنتاج: هي العملية التي تؤدي إلى تكوين مجموعة من الإيضاحات المبنية على الملاحظات، البعض من هذه الإيضاحات قد يكون متأثراً بالخبرات السابقة ومن هنا يمكننا القول أنّ الاستنتاج وليد الملاحظات.

ثانياً: المهارات الفرعية:

1-  الفرض: يتولد الفرض نتيجة كلّ من المشاهدة والاستنتاج ويعرف دائماً بأنّه التخمين الذكي المصاغ في صورة حل متوقع للمشكلة يسهم في فهمها وتفسيرها بعد التأكد من صحته.

2-  التعريف: هي عملية وصف الشيء أو الحدث أو نظام ما بأوصاف يمكن ملاحظتها أو قياسها أو إجرائها، أي هي عملية أحاطة محددة عما يفعله الإنسان أو يلاحظه عند التعرف على مفهوم مادة ما أو مدة قياس أو عملية أو خاصية سواء كانت هذه الإحاطة تتصف بالكمية أو الكيفية.

3-  معالجة المتغيرات: هي العملية التي يتم فيها تجريب تأثير المتغيرات داخل نظام على بعضها البعض عن طريق تثبيت إحداها أو بعضها وتنشيط إحداها أو بعضها ثمّ رؤية التأثير على كلّ من العامل المتغير والعامل المستجيب ضمن هذا النظام.

4-  تفسير البيانات: هي المهارة المركبة التي تشتمل على كلّ من مهارات الاتصال والاستشراف والاستنتاج وهي تستخدم لتفسير البيانات في صورتها الصحيحة.

5-  التجريب: هي العملية التي يتم من خلالها تجريب النتائج التي تم التوصل إليها من المهارات السابقة للتأكد من مد قربها أو صدقيتها، وهنا لابدّ من البدء من جديد في ملاحظة هذه النتائج في تسلسل مهاري جديد مماثل لما سبق يبدأ من الملاحظة.

هنا لابدّ من التأكيد على أهمية تكامل كل من المهارات الأساسية مع المهارات الفرعية من أجل تنمية وإتقان أسلوب التفكير الذي يعتمد في الأساس على البنية المعرفية الكاملة لكافة جوانب الموضوع أو المشكلة ذات العلاقة.

 

العقل والقدرات الكبيرة:

قال سبحانه وتعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك/ 10)، قال الإمام الصادق (ع): "خلق الله تعالى العقل من أربعة أشياءٍ: من العلم، والقدرة، والنور، والمشيئة بالأمر، فجعله قائماً بالعلم، دائماً في الملكوت"، وقال الإمام الكاظم (ع): "إنّ لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء عليهم السلام، وأما الباطنة فالعقول"، وعنه (ع): "العاقل رضي بالدّون من الدنيا مع الحكمة، ولم يرض بالدّون من الحكمة مع الدنيا؛ فلذلك ربحت تجاربهم".

العقل وزنه 3.1 باوند، عدد خلايا المخ 1000.000.000.000 خلية، يعادل 100 مليار خلية ضوئية، و4500 خلية عصبية موصلة، متحسس للمدخلات، يجمع بين تخيل الصور واللغات والأصوات، عدد لا محدود من القدرة على التخزين والسرعة في الاسترجاع وهو ما يفوق أفضل أجهزة الحاسوب في العالم يتفاعل ويتعلم.

 

مستوى التفكير:

إنّ مستوى التعقيد في التفكير يعتمد بصورة أساسية على مستوى الصعوبة والتجريد في المهمة المطلوبة، فعندما يسأل الفرد عن اسمه أو رقم هاتفه، فإنّه يجيب بصورة آلية ودون أن يشعر بالحاجة إلى أي جهد عقلي، ولكن إذا طلب إليه أن يعطي تصوراً للعالم بدون كهرباء أو بدون أجهزة كمبيوتر، فإنّه لا شكّ سيجد نفسه أمام مهمة أكثر صعوبة، وتستدعي القيام بنشاط عقلي أكثر تعقيداً واستناداً إلى ذلك فقد ميز الباحثون في مجال التفكير بين مستويين للتفكير هما:

1-  تفكير من مستوى أدنى أو أساسي.

2-  تفكير من مستوى أعلى أو مركب.

ويتضمن التفكير الأساسي مهارات كثيرة من بينها المعرفة (اكتسابها وتذكرها) والملاحظة والمقارنة والتصنيف، وهي مهارات يتفق الباحثون على أن إجادتها أمر ضروري قبل أن يصبح الانتقال ممكناً لمواجهة مستويات التفكير المركب بصورة فعالة، إذ كيف يمكن لشخص لا يعرف شيئاً عن طبيعة جهاز الحاسوب واستعمالاته أن يقدم تصوراً لعالم يخلو من أجهزة الحاسوب.

أما التفكير المركب، فقد أورد أحد الباحثين المختصين بموضوع التفكير خصائصه على النحو التالي:

1-  لا يمكن تحديد خط السير فيه بصورة وافية بمعزل عن عملية تحليل المشكلة.

2-  يشتمل على حلول مركبة أو متعددة.

3-  يتضمن إصدار حكم أو إعطاء رأي.

4-  يستخدم معايير متعددة.

5-  يحتاج إلى مجهود.

6-  يؤسس معنى للموقف.

ويتطور التفكير عند الأطفال بتأثير العوامل البيئية والوراثية، وبالرغم من تباين نظريات علم النفس المعرفي من تحديد مراحل تطور التفكير وطبيعتها، إلّا أنّ العمليات العقلية والأبنية المعرفية تتطور بصورة منتظمة أو متسارعة، وتزداد تعقيداً وتشابكاً مع التقدم في مستوى النضج والتعلم، خاصة إذا اعتمدنا مستوى الصعوبة في نشاطات التفكير أو العمليات العقلية، ويشدد بعض الباحثين على أنّ الكمال في التفكير أمر بعيد المنال، وأن إيجاد حل مرض لكل مشكلة أمر غير ممكن، وأنّ الشخص الذي يتوقع إيجاد حل لكل مشكلة واتخاذ قرار صائب في كل مرة هو شخص غير واقعي، يشبه لاعب كرة السلة الذي يتوقع أن يسجل في كل مرة يسدد فيها كرته باتجاه الهدف.

 

هل يمكن أن نتعلم التفكير؟

نعم، يمكن ذلك وبكل بساطة، وحاجتنا لتعلم التفكير متلخصة فيما يلي:

1-  إننا نواجه كماً هائلاً من المعلومات التي تتدفق علينا  كل يوم، وإذا لم نستوعبها بطريقة منظمة تقوم على أساس التفكير فلن نتمكن من هذه المعلومات مطلقاً.

2-  كون التفكير فطرياً لا يغني عن اكتساب مهاراته، لأننا نقوم بعمليات تلقائية كثيرة، ومع ذلك فنحن بحاجة إلى تعلمها، كما أنّ الفطرة لم تعد بمنأى عن التغيير والتحريف في أمور الغرائز، فلا نستغرب من وجود برامج لتعليم الأمومة مثلاً.

3-  إنّ التفكير ليس عملية بسيطة كما يتصور الكثيرون، بل هو عملية معقدة متعددة الجوانب والخطوات، وتدفعها الدوافع وتقف في طريقها العقبات.

4-  للتفكير مهاراته، وأي مهارة في الدنيا تحتاج إلى تعلمها بالممارسة والتمرين في أدائها، كما أنّ التفكير يستخدم عدة أعضاء فلابدّ من إجادة تشغيل هذه الأعضاء كالحواس والدماغ.

5-  إنّ التفكير يُسهل اكتساب المهارات الأخرى ويعمل على ترسيخها في النفس، وهناك بعض أنماط التفكير غير مرغوب بها:

أ‌-       التعميم الزائد:

ترى حالة سلبية واحدة مثل الفشل في العمل كفشل لا ينتهي فيكثر استخدام كلمات مثل (دائماً، أبداً) عند التفكير في الأمر فمثلا يحدث موقف سلبي مع صديق ولك ملازمة له لمدة سنين، فأنك تقوم بإلغاء جميع حسنات الصديق وتعمم موقف واحد.

ب‌- التصفية الذهنية:

تختار سلبية صغيرة وتتعمق فيها بشكل كبير لدرجة أن نظرتك لجميع الحقائق تصبح مظلمة مثل تلوين نقطة الحبر لكمية الماء، فمن شخص معيّن تحصل على معلومات جيدة عديدة على عمل قام به، ولكن أحدهم كان له انتقاداً معتدلاً استحوذ هذا الانتقاد على تفكيرك لعدة أيام أهملت جميع ردود الفعل الجيدة.

ج- تهميش الإيجابيات:

ترفض الخبرات الإيجابية بإصرار على أنها لا تعد بشيء، إذا عملت عملاً جيداً فانك تحدث نفسك بأنّ هذا العمل غير جيد بدرجة كافية أو أن هذا العمل يمكن إنجازه بواسطة أي شخص، فتهميش الإيجابيات يسلب الحياة متعتها ويجعلك تشعر بعدم الملائمة والفائدة.

د- القفز إلى الاستنتاجات:

تفسير الأشياء بسلبية بدون أن يكون هناك أيّة حقائق تدعم هذا الاستنتاج أو التفسير.

قراءة الأفكار: بدون تحقيق نستنتج بعشوائية أن تصرف أي شخص ما هو سلبي.

العرافة: التنبؤ أنّ الأمور ستنتهي بشكل سيء فقبل أي شيء إذا كنت مكتئب تقول لن أتحسن.

هـ- الاستنتاج (التعليل) العاطفي:

نفترض أن إحساسك السلبي بالضرورة يعكس حقيقة الأمور (أحس برعب لركوب الطائرة، أحس لذنب حيال هذا الأمر، أحس باليأس حقيقة أنا يائس.

و- عبارات الإلزام الحتمية:

تحدث نفسك بأنّ الأمور يجب أن تكون كما  كنت تأمل أو تتوقع، فمثلاً بعد قيامك بعمل ما تحدث نفسك (كان من الواجب ألا أرتكب كلّ هذه الأخطاء) هذا يجعلك مشمئزاً إلى درجة التوقف عن فعل العمل لعدة أيام، ومن الكلمات الأخرى التي تؤدي إلى نفس النتيجة (لابد، لازم).

عبارات الإلزام الموجهة للشخص نفسه تقود إلى الشعور بالذنب والإحباط، أما الموجهة للآخرين أو للعالم بشكل عام فأنها تقود للغضب والإحباط (يجب أن لا يكون عنيداً ومجادلاً) كثير من الناس يحفزون أنفسهم بعبارات يجب ولا يجب هذا الأسلوب غير مجدي؛ لأنها تؤدي إلى النفور والتحفيز لعمل العكس، التقليب إطلاق الأحكام التلقيب عبارة عن غلو في التفكير على نمط كل أو لا شيء فبدلاً من قول (أنا عملت خطأ) فانك تضيف لنفسك نعت سلبي (أنا خاسر، فاشل) التلقيب في الحقيقة غير منطقي لأنّه يجرد بلا فائدة ويقود إلى القلق، الإحباط، قلة الاحترام للذات، كما قد تقوم بنعت الآخرين فعندما يعمل شخص ما عملا يضايقك قد تقول لنفسك هذا (وغد... سيء) وهنا قمت بربط المشكلة بشخصه أو وجوده بدلاً من تفكيره أو تصرفه تراهم سيئين بالكامل وهذا يؤدي إلى شعورك بالعدوانية واليأس من تحسين الأشياء وتترك حيزاً صغيراً للاتصال البناء.

ز- اللوم:

يحدث عندما تعتبر نفسك مسؤولاً عن حدث ما ليس تحت تحكمك كلياً، اللوم يؤدي إلى الإحساس بالذنب، بعض الناس يعملون العكس يلومون الآخرين أو الظروف وهم سبب المشاكل، ويتغافلون عن مساهمتهم في هذه المشاكل.

 

تنمية مهارات التفكير:

حتى تنطلق عملية التفكير لابدّ من وجود دوافع وحوافز مشجعة على القيام بالأعمال، والدعم المادي والمعنوي من الآخرين، كما لابدّ من إتاحة الفرصة لاستثمار ما اكتسبه الفرد من مهارات بالممارسات والتطبيق في مناحٍ مختلفة.

وبالنظر إلى تعريف التفكير فإنّه يمكن حصر المهارات المتعلقة بالتفكير في الأشياء الرئيسية التالية: مهارات الإعداد النفسي والتربوي، ومهارات الإدراك الحسي، ومهارات الواقع والمعلومات والخبرة، ومهارات عقبات التفكير وأخطائه.

أ‌-       مهارات الإعداد النفسي:

1-  إثارة الرغبة في الموضوع، والتعرف وحب الاستطلاع وإثارة التساؤلات والتعمق.

2-  الثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى نتائج.

3-  المرونة والانفتاح واستشارة الآخرين، والاستعداد للعدول عن وجهة نظرك ولتغيير الهدف والأسلوب إن لزم الأمر، والتريث في استخلاص النتائج.

4-  العزم والتصميم، ويتمثلان بالسعي لهدف، وتحديد الوجهة وطريقة العمل والمتابعة الدؤوبة الذاتية لذلك، والحرص على النتائج المفيدة.

5-  الانسجام الفكري ويتمثل في تجنب التناقض والغموض وسهولة التواصل مع الآخرين بأفكار مقنعة وواضحة ومفهومة.

ب‌- مهارات الإدراك الحسي والذاكرة:

1-  توجيه الحواس بحسب الهدف والخلفية العلمية أو الفكرية، وهذا يعني التمرس على توجيه الانتباه.

2-  الاستماع الواعي والملاحظة والدقيقة وربط ذلك مع الخبرة الذاتية، أي تمحيص الإحساسات والتأكد من خلوها من الوهم والتخيلات.

3-  توسيع نطاق الإدراك الحسي بالنظر إلى عدة اتجاهات ومن عدة زوايا.

4-  تخزين المعلومات وتذكرها بطريقة منظمة واستكشافية، وإثارة التساؤلات، واستكشاف الأنماط، واستخدام الأمارت الدالة والأشياء المميزة واللجوء إلى الواعد التي تسهل تذكر الأشياء، ومناقشة الآخرين والتحدث معهم عما يثيرون فيك ما يؤدي إلى التذكر.

ج- مهارات الواقع والمعلومات:

1-  إعادة ترتيب المعلومات المتوفرة: التركيب، التصنيف: إتباع المنهج الملائم.

2-  جمع المعلومات واستخراجها من مصادرها، والسؤال عنها، والبحث التجريبي.

3-  تمثيل المعلومات بصورة ملائمة، في جدول، أو رسم بياني، أو مخطط، أو صورة.

4-  استكشاف الأنماط والعلاقات فيما بين المعلومات من ترتيب وتعاقب وسبب ومسبب، ونموذج مثل (التشبيه والمجاز).

5-  اكتشاف المعاني، والاشتقاق، والتلخيص، والتخيل للكشف المضمون.

د- معوقات التفكير وأخطاؤه:

هذه الأمور يمكن أن تحول دون التفكير أو أن تحرفه عن مساره، لذا ينبغي التنبه لها وتجنبها والتغلب عليها، ولتنمية ذلك في نفوس الدارسين فإنّه ينبغي أن يتوصلوا إلى ذلك بأنفسهم عن طريق التساؤلات المتبادلة بينهم وبين المدرسين.

وعن طريق التفكير بعد كل تجربة يمكن حصر المعوقات والأخطاء في ثلاثة أمور: الإدراك الحسي، والمعلومات، والحالة النفسية لدى الشخص المفكر، تتمثل معوقات الإدراك الحسي في عدم القدرة على رؤية الوضع، مثل رؤية العوارض دون المشكلة الحقيقة، وفي رؤية جانب واحد من الموضوع وترك الجوانب الأخرى مثل رؤية حل واحد لا غير، وفي اعتبار جانب من الزمن فقط كالماضي، وينطبق على ذلك كثير من الفروض المسلمة وهي حقيقية الأمر ليست كذلك، فقد وجد أنّ الأنماط الفكرية السائدة في الدماغ تؤثر في طريقة التفكير ما يؤدي إلى صرف الانتباه عن الوضع الصحيح، لذا لابدّ من تدريب الانتباه على ذلك.

أما معوقات وأخطاء المعلومات فتتمثل في نقص المعلومات، واستخدام معلومات خاطئة، أو وجود معلومات زائدة عن الحاجة تؤدي إلى الإرباك.

في حين تتمثل معوقات الوضع النفسي في فقدان الرغبة في العمل والدراسة، وعدم الاستماع للآخرين والأخذ بآرائهم، وعند أخذ الأمور على علاتها أو كمسلمات وعند فقدان الثقة بالنفس، والعزم والتصميم والانفتاح الذهني.

ولابدّ من إضافة أثر البيئة، أي ما يحيط بالفرد من تأثير على طريقة تفكيره من توفير الجو الملائم للتفكير، علاوة على أنّ التفكير مرتبط بالبيئة الاجتماعية والثقافية والجسدية وبالمثيرات من حوله، فالجو العائلي والمجتمع والمدرسة لهم تأثير بالغ قد يكون مشجعاً أو مدمراً.

إنّ تعلم مهارات التفكير الحاذق قد يكون أهم عمل يمكن أن يقوم بها الفرد لأسباب كثيرة منها:

1-  التعليم المباشر لعمليات التفكير يساعد على رفع مستوى الكفاءة التفكيرية.

2-  مهارات التفكير اللازمة لفهم موضوع معيّن يمكن أن يحسن مستوى الفرد في الموضوع.

3-  تعليم مهارات التفكير يعطي للشخص إحساساً بالسيطرة الواعية على تفكيره مما ينعكس على تحسين مستوى التحصيل لديه وشعوره بالثقة في النفس في مواجهة المهمات الحياتية.

4-  تعليم مهارات التفكير هو بمثاقة تزويد الشخص بالأدوات التي يحتجها حتى يتمكن من التعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها المستقبل.

5-  التعليم من أجل التفكير يرفع من درجة الإثارة والجذب للخبرات، ويجعل دور الفرد إيجابياً وفاعلاً.

لا يكون التفكير سهلاً بالبداية، ولكنه بعد التدريب يصبح جزءاً من مرحلة اللاشعور، والمجتمعات لا تتقدم إلّا بالتفكير.►

 

المصدر: كتاب كي نحيا (دروس في فن التواصل وإدارة الذات)

ارسال التعليق

Top