• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

خير الدُّنيا والآخرة

عمار كاظم

خير الدُّنيا والآخرة

ـ رضى الله: يروي الإمام الباقر (عليه السلام) عن أبيه عن الإمام الحسين (عليه السلام)، «أنّ رجلاً من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن عليّ (عليه السلام): يا سيدي أخبرني بخير الدُّنيا والآخرة - ما هي القاعدة التي إذا وقفت عليها أحصل على خير الدُّنيا والآخرة - فكتب (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم.. أمّا بعد، فإنّ مَن طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله أُمور الناس، ومَن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام». ليكن رضى الله هو الأساس عندك في كلّ أعمالك وأقوالك وعلاقاتك ومواقفك وإن لم يرضِ ذلك الناس، لأنّ الله يتكفّل لك برضاهم بعد ذلك.

ـ شكر النِّعَم والصبر: ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «أربع مَن أعطيهن فقد أعطي خير الدُّنيا والآخرة؛ بدناً صابراً - يصبر على الألم والجهد وهو في طريق طاعة الله والعمل في الحياة بما يرضي الله - ولساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً - يشكر الله على النِّعَم التي ينعم الله بها عليه - وزوجة صالحة»، لأنّ الزوجة الصالحة تؤمّن للإنسان السكينة والطمأنينة، ومن الملاحظ أنّه قال: «الزوجة الصالحة»، ولم يقل الزوجة الجميلة أو صاحبة الحسب والنسب، ولو سألته امرأة لقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لها «وزوجاً صالحاً»، لأنّ صلاح الزوجين هو الذي يمثِّل استقامة الحياة الزوجية بينهما، ويمنع كلّ واحد منهما من أن يظلم الآخر ويأخذ حقّه أو يسيء إليه.

ـ الورع وحُسن الخلق: وورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: «مَن أُعطي أربع خصال في الدُّنيا فقد أُعطي خير الدُّنيا والآخرة وفاز بحظه منهما؛ ورع يعصمه عن محارم الله - بحيث تكون عندك حالة التقوى والخوف من الله، حتى إذا قدمت على مال حرام أو شراب حرام أو طعام حرام أو شهوة حرام، منعك ورعك وعصمك من أن تأخذ بما حرّم الله تعالى - وحُسن خلق يعيش به في الناس - أن تكون لك الأخلاق الحسنة الطيِّبة التي تترك أثرها في الآخرين، ليشعروا وهم يعيشون معك، بالراحة وبالحبّ لك، كما ورد في بعض الكلمات عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «خالطوا الناس مخالطة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن متّم بكوا عليكم»، أن تكون خيراً لمن خالطك وعاش معك - وحلم يدفع به جهل الجاهل - سعة صدر تدفعك لأن تكظم غيظك وتعفو عن الناس - وزوجة صالحة تعينه على أمر الدُّنيا والآخرة»، بحيث تكون صالحة في أخلاقها ووعيها ودينها، فتعينك على أمر دُنياك وآخرتك.

ـ حُسن الظنّ: يقول الإمام الباقر (عليه السلام): «وجدنا في كتاب عليّ (عليه السلام)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال وهو على منبره: والذي لا إله إلّا هو، ما أُعطي مؤمن قطّ خير الدُّنيا والآخرة إلّا بحُسن ظنّه بالله - أن يحُسن ظنّك بالله بأنّه هو الذي يرحمك ويرزقك ويعفو عنك ويسهّل لك أمر الدُّنيا والآخرة - ورجائه له - أن ترجو الله في كلّ ما أهمّك - وحُسن خلقه مع الناس، والكف عن اغتياب المؤمنين».

ارسال التعليق

Top