• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

طلقتُ زوجتي ولكن...

أسرة البلاغ

طلقتُ زوجتي ولكن...

أنا شاب مستقيم, اعمل في قطاع التعليم, كنت ابحث عن زوجة بمواصفاتي الخاصة مثل (الدين, الاخلاق, التعليم ,الجمال , الرشاقة , العقل , الطهر) , لكن هذا ما حصل وقدر الله , وذلك أن أمي اختارت لي الفتاة وأقنعتني بها و أنها البنت التي أبحث عنها , فتمت الخطوبة والزواج.
بعد ذلك تبين أن هذه الزوجة فيما بعد لا تملك من مواصفاتي التي أطلبها ولو قليل.
وكنت كل يوم أكتشف سوء طبع هذه الفتاة يزيد يوما بعد يوم.
فتم الطلاق..... نعم تم.... ولكن المصيبة أنها كانت حامل في الشهر الثالث.....
فتعقدت الأمور وخرجت المشاكل عن السيطرة - بسبب أم الفتاة التي أثارت البلابل والقلاقل - وكلما حاولت الإصلاح لم أستطع وذلك لمصلحة الطفل .
اليوم لم أندم على الطلاق – ولن أفكر في الرجوع ..
لكن التفكير يقتلني ... ويقطعني إربا ..
... ما ذنب الطفل الذي حكم عليه أن يعيش بعيدا عن والده؟
... هل أنا مخطئ أو علي إثم في ترك هذه الفتاة؟
... أرسل إليكم هذه الرسالة أرجوا أن أجد رأيا صائبا, أو علاجا شافيا, كما عهدت هذا الموقع المميز وجزاكم الله خير على ما تقدمونه....


الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الطلاق أبغض الحلال عند الله، ولكنه في نفس الوقت قد يكون مُرجحاً وقد يكون واجباً إذا انتهت الحياة الزوجية إلى طريق مسدود، ومما لا شك فيه فإنّ في الطلاق تبعات وآثار، وعلى الإنسان دراسة الأمر من كل جوانبه قبل إتّخاذ القرار بذلك، ومن ثمّ محاولة معالجة الآثار.
إذا تحول البيت إلى جحيم لا يطاق والزوجان لا يمكن أن يجتمعا تحت سقف فلا تفاهم ولا إنسجام بينهما، بل لا مودة ولا ألفة، وفشلت كل محاولات الإقناع والعلاج، فإنّ الطلاق يخلي سبيل كل من الزوجين ليكملا حياتهما بعيداً عن الألم والمعاناة.
نعم، لا يصح الطلاق لمجرد وقوع مشكلة أو حتى عدم توفر صفة أو فشل الزوجة في توفير جو ملائم لنقص في الخبرة والتجربة... فإنّ المشاكل في الحياة، كما قيل، كالملح في الطعام، كما إنّ الزوجة المثالية كاملة المواصفات لا توجد إلاّ في الأحلام.. وينبغي أن يتعامل الإنسان بواقعية مع الحياة.
أمّا نقص الخبرة والتجربة وعدم معرفة الزوجة بالأصول فإن ذلك يمكن تغييره وتطويره من خلال المطالعة والتعلّم من الآخرين ولا يجوز ظلم المرأة لعدم أداءها الخدمة بصورة جيِّدة فخدمة الزوجة لزوجها غير واجبة شرعاً مع أنّها من أفضل القربات لها وقد ورد في الأثر: "جهاد المرأة حسن التبعُّل"، ولكنه يبقى غير واجب ويمكن تعاون الزوجين في ذلك.
فإذا كنت تحب البنت وتحنّ إليها وتقدر أنك تستطيع التعايش معها فيمكنك العدول عن قرار الطلاق، أمّا إذا كنت لا تفكر في العودة فيمكنك وضع برنامج لرعاية الطفل سواء عندها أم عندك وتحمل النفقة الشرعية.
وهذه سنة في الحياة، فلا تجري الرياح بما تشتهي السفن، وكثيراً ما تقع المشاكل، ولها حلولها ولكن ليس كل حل حلو، بل قد يكون مرّاً، وغالب الأدوية مرّة الطعم وعلينا تجرعها.
إذن ادرس الموقف جيِّداً بعيداً عن الأحاسيس والإنفعالات واتخذ القرار المناسب، ولكن أياً كان القرار فلا تستعجل فيه، بل اعمل به بتأنِ حتى لا تتكرر التجربة.
أمّا إذا كنت مصراً على الطلاق دون عودة فعليك أن لا تستسلم وواصل حياتك بما في ذلك الإقدام على الزواج، وقد يكتب الله لكل منكما النجاح، وهو ولي التوفيق.

تعليقات

  • سهاد صفوة أحمد

    أبغض الحلال عند الله هو الطلاق.

ارسال التعليق

Top