• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لوّن حياتك بالألوان المناسبة

د. طارق الرجيب

لوّن حياتك بالألوان المناسبة

◄علم الألوان.. لغة تخاطب ومحاورة رغم اختلاف لغة ومعنى اللون من بيئة إلى أخرى فالألوان في حياتنا بهجة وأمل.. الألوان تهذّب نفوسنا وترسم تفاصيلنا.. نراها.. نرتديها.. نلمسها.. تؤثر فينا وتغير أمزجتنا.. نختارها وتختارنا لتتغير معاني حياتنا وتتلون بالألوان المناسبة. فهل نستطيع أن نتخيل حياتنا بلا ألوان؟!

الإتيكيت العالمي وخبراء الألوان والماكياج والأزياء والموضة والمهندسون ومهندسو الديكور نظّموا اختيار الألوان ومزجها واختبروا عن طريق علم النفس ولغة الألوان معاني وتفسيرات الألوان مما يوجهنا إلى إتيكيت الألوان للإنسان في الملابس والمواد.

 

-          ما قيمة الألوان في حياتنا؟

الألوان علم ولغة، والطبيعة لوحة الخليط المتعدد والمتداخل للألوان، ويصنف المتخصصون في الألوان مجموعة الألوان الرئيسية المستقاة من الطبيعة والألوان الفرعية لها، والألوان الناتجة عن خلط لونين أو أكثر بنسب مختلفة بصنفين، فهناك الألوان الأصلية وغير الأصلية وجميعها موجودة بصورة أو بأخرى في الطبيعة التي تعكس إبداع الباري عزّ وجلّ في خلقه.

تعددت استخدامات الألوان، واجتهد الإنسان في تصنيفات وتنويعات متعددة، وأدخل معها علوماً مختلفة، فعلم النفس يقدم اجتهادات على تأثير الألوان في نفسية الإنسان، وعلم الإدارة اقترح الفهرسة اللونية، وحتى في السياسة هناك تصنيفات لونية تظهر في الإعلام التي ترمز إلى الدول، كذلك مهندسو الديكور في ألوان الغرف والمنازل ومصنعو الأثاث في اختراع وابتكار ألوان متداخلة ومتشابكة للأثاث والبرادي والأقمشة، وتدخلت الألوان أيضاً في الملابس بجميع أشكالها وأنواعها وجميعها يستخدم كأداة رمزية تمثل معنى معيناً في فكر وقلب القائمين على اختيار هذه الألوان، حتى وصلت إلى الأزياء الموحدة التي تصنف جماعة عن غيرها مثل الزي الموحد للمراحل الدراسية والزي الموحد للشرطة والجيش والمطافي، بل إنّ في كلّ جماعة تصنيفات مثل الجيش والفرق بين القوات البرية والبحرية وهكذا.

الطبيعة منحتنا ألواناً متعددة وكثيرة متداخلة ومتشابكة ومتدرجة لتشكل لوحة كبيرة، هي لوحة الحياة ويأتي بين الحين والآخر إضافات لهذه الألوان الطبيعية مثل قوس قزح وتغير الألوان اليومي في الشروق والغروب والغيوم، والألوان تمثل الكثير من أشكال الحياة، لون بشرتنا مثلاً يحتاج إلى ألوان مختلفة كلّ عن الآخر، وكذلك اللون الذي ترتاح له أعيننا، واللون الذي في مخيلتنا، ولون منزلنا من الخارج، وألوان الغرف من الداخل، وألوان الأثاث والبرادي والزينة والتحف، والألوان الشخصية من ملابس وماكياج بالنسبة للنساء، ولون غرفة الشخص والمفرش ولون السيارة والهاتف المنتقل والحافظة والإكسسوارات، والكثير من الألوان التي تعبر عن كلّ إنسان على حدة، هذا بشكل شخصي.

وفي الحياة العامة أشكال متعددة من الألوان من إشارة المرور التي ترشدنا وتوجهنا إلى سلوكيات معيّنة في التحرك والتوقف والاستعداد إلى البطاقة الحمراء والصفراء في الألعاب الرياضية معانٍ محددة، وهناك علم الدولة المميز واللون الرسمي لكلّ دولة على حدة، وهو ليس بالضرورة يتطابق مع علم الدولة، ومن هذا المنطلق ظهر علم الألوان ولغة الألوان التي يمكن أن تكون لغة تخاطب ومحاورة رغم اختلاف لغة ومعنى اللون من بيئة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، وهو ما اتفق على تسميته ببروتوكول الألوان بين فردين أو أكثر أو مجموعتين أو مجتمعين أو دولتين.

 

-          كيف نختار ألواننا؟

خبراء الأزياء بمساندة ومساعدة كم كبير من التخصصات، قسّموا وصنّفوا البشر بناءً على عدة عناصر، أحد أهم هذه العناصر لون البشرة التي تحدد الألوان المستخدمة ليظهر هذا الإنسان بأفضل حالاته، وليس فقط ليظهر بشكل جيِّد، وخلال نصف القرن الماضي ابتكرت وتطورت علوم كثيرة مرتبطة بالألوان والإنسان والشكل الخارجي والذوق الرفيع وتحول موضوع الألوان إلى جانب المواضيع المساندة الأخرى إلى صناعة، ويشترك فيها المرأة والرجل على حد سواء، رغم استحواذ المرأة على المساحة الأكبر في هذا الموضوع بسبب تفوقها على الرجل بالسلوك الإنفاقي غير السوي.

 

-         كيف تقرأ إشارات ومعاني الألوان؟

يمكن أن نلاحظ الاختلافات في معاني الألوان بالنسبة للأشخاص في قراءة وتحليل لوحة فنية، حيث يرى ويستنتج شخص شيئاً معيناً من اللوحة، بينما يرى ويستنتج شخص آخر شيئاً مختلفاً تماماً بناء على رؤيته وترجمة عقله للألوان والأشكال، وكذلك نعت إنسان بناء على سلوكياته أو شكله أو تعبيراته على أنّه إنسان قلبه أبيض وفلان بعد عمر معين قلبه أخضر، وهو يدل على النضارة والشباب، وتظهر كذلك على ألوان الورود والزهور المختلفة وأسلوب استخدامها من مجتمع إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى، فدولة تستخدم زهوراً بيضاء للعرس وأخرى تستخدم الزهور البيضاء للجنازة، ونلاحظ كذلك المعاني المختلفة للون الأسود الذي يمكن أن يعبر عن الحزن والعزاء ونستخدم نفس اللون في وصف سيارة سوداء بأنّه لون ملكي.

والإشارات التي تعبر عنها الألوان كثيرة ومتعددة، فوكيل إحدى الوزارات عمل بروتوكولاً لتأشيراته على المعاملات من خلال الألوان، والقائمون على الإدارات يتعاملون مع التأشيرات بناء على اللون الذي استخدمه الوكيل، وهناك كذلك استخدامات مختلفة مثل الفهرسة اللونية، مواقف السيارات الكبيرة والمتعددة الأدوار، حيث تستخدم الألوان بين قسم وآخر للتمييز بينها، ولكي لا يضيع السائق عند وضع سيارته في دور من أدوار الموقف.

 

-         ما علاقة الإنسان بالألوان؟

الإنسان والألوان عبارة عن مجموعة علاقات متعددة تنقسم إلى عدة محاور تختص بألوان الشكل الخارجي وإتيكيت الملابس والماكياج والإكسسوارات بما فيها الأضافات الجلدية من حقيبة اليد والحزام والحذاء، وعلاقات الإنسان في الاختلافات المعتادة باللون الذي يحبه واللون الذي يناسبه، فمعظم الناس يحبون لوناً معيّناً وهو في العادة لا يناسبهم من خلال لون بشرتهم وعمرهم مثلاً، أو أنّه لا يناسب البيئة والمجتمع الذي يكون الإنسان فيه موجوداً، ولهذا نرى شخصاً يرتدي ألواناً لا تتناسب مع عمره أو فكره أو موقعه الاجتماعي.

 

·       هل ترتبط أنماط الشخصيات بالفصول الأربعة:

نمط الشخصية لا يرتبط بالفصول الأربعة من خلال الألوان المناسبة، وترتبط الألوان بالشخصية، لذلك يتم تصنيف الألوان المناسبة لكلّ شخصية بناء على لون البشرة، وتسهيلاً من خبراء الأزياء والتغيير تم وصف الألوان الأساسية لكلّ فصل وربطها ببشرة الإنسان، فالشتاء إما أن يكون أساسه أزرق أو ألواناً حقيقية أصلية بتوافق وتوازن بين لونين الأصفر والأزرق أو الأسود والأبيض، والصيف إما أن يكون أساسه أزرق زهرياً أو رمادياً وبسبب هذا الشتاء والصيف ألوان باردة، الخريف يعتمد في أساسه على ظلال الذهبي، والربيع يعتمد أساسه على الأصفر الصافي أو أشعة الشمس مما يجعل ألوان الخريف والربيع حارة أو دافئة.

 

-          هل لكلّ شخصية لون يناسبها؟

يخلط الكثير من الناس بين لون الشخصية الذي يكون عادةً ثابتاً، ويرتبط بتركيبة ومواصفات الشخصية، وهو تحديد نفسي فقط ولا يرتبط بالملابس والألوان، ولون البشرة، أمّا الملابس والماكياج فإنّها مرتبطة بلون البشرة وتدريجاتها وتنويعاتها وترتبط بالمناسبة والتوقيت والفئة العمرية لذا يجب عدم الخلط بينهما.

 

-          هل تعبر المرأة عن نفسها باختيارها لألوانها؟

كلّ ما ترتديه سواء كان ملابس أو ماكياجاً أو إكسسوارات أو عطوراً يمثل إضافة للرسالة الشخصية للمرأة، وبالطبع التفكير والسلوك وردود الأفعال، ولغة الجسد تكمل محاور الرسالة الشخصية التي يمكن أن تكون عفوية أو مرسومة وهي ما يفهمه الآخرون، وعادة ما يتعاملون معها بناء على هذه التفاصيل، فمثلاً الشخص الذي يعرفك عن قرب ويتعامل معك بشكل شبه يومي سيتعامل معك كما يعرفك، وليس كما ترسله ملابسك من رسالة، فإذا افترضنا أنّ المرأة غيرت ستايل وألوان ملابسها أو مكياجها فإنّ تأثير بقية محاور الرسالة الشخصية هي المؤثرة، وسيكون هناك تعليقات كثيرة على التغيير، فإذا كان التغيير يشمل جميع المحاور من سلوك وردود فعل ولغة جسد، بالإضافة إلى كلّ ما ترتديه سيبدأ الشخص بتغيير تعامله معك بناء على شكلك الجديد الداخلي والخارجي.

 

-         هل يجب أن تختار المرأة ألوانها بناء على شخصيتها أم لون بشرتها؟

اختيار الألوان يعتمد على الشخصية والمناسبة والتوقيت والفئة العمرية والموقع الاجتماعي وعناصر تفصيلية أكثر.

 

-          هل تؤثر الألوان في مزاج المرأة وهل تختار المرأة ألوانها حسب مزاجها اليومي؟

الألوان لها تأثير نفسي كبير على مَن يختارها ويرتديها، لذا نجد أنّ المرأة التي تختار ملابسها بعناية وتجهز ملابسها ليلاً لليوم الثاني مختلفة في شخصيتها عن مَن تصحو وتلبس ما هو متوافر وجاهز، فالألوان مرتبطة بالتأكيد بالمزاج العام وأحياناً كثيرة بالمزاج الخاص.►

 

*مستشار العلاقات العامّة والإعلام

ارسال التعليق

Top