• ٢ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الذاتانيّة أو الذاتيّة Subjectivism

جميلة علم الهدى

الذاتانيّة أو الذاتيّة Subjectivism

للذاتانية[1] معنيان اثنان، المعنى الأوّل: هو ردّ كلّ وجود إلى الذّهن، والاعتداد بالفكر وحده ومعرفة الذات/ الفاعل. والمعنى الثاني يشير إلى نمط معيّن وخاص من التفكير أو رأي الأقليّة[2]. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ للذاتانية صورتين متغايرتين أيضاً. الصورة الأولى هي الجانب السلبي المستند إلى ملاحظة عجز العقل النظري وعدم كفاءته في كشف الحقيقة، فضلاً عن تأكيده على عدم فاعليّة الإمكانات المعرفيّة للبشر في تمييز أو إدراك حقيقة العالم. أمّا الصورة الثانية فهي الجانب الإيجابي المستند إلى العقل النظريّ، أو القناعة بالإمكانات والقدرات المعرفيّة للبشر، والتأكيد على الاكتفاء بالمدركات العقلانية والتجريبية. وعلم الرغم من وجود علاقة وثيقة بين المجالين المذكورين وأنّهما يشكّلان صورة لحقيقة واحدة، إلا أنّهما يخوضان في الكثير من البحوث، فالصورة الأولى للذاتانيذة تختصّ بالجانب المعرفي، وغالباً ما تحظى بالأهميّة في المواضيع الفلسفيّة، بينما تركّز صورتها الثانية التي تنطوي على بعد سيكولوجي وقِيَميّ، على العلوم الاجتماعية وفلسفة الأخلاق[3].

الهامش:
[1]- أو الذاتية أو المذهب الذاتي وهو باللّغة الإنكليزية (Subjectivism) أو (Subjectivity) وباللّغة الفرنسية (Subjectivite) [المترجم]. [2]- أنظر: (R. Double, Beginning Philosophy, p.176).

[3]- غالباً ما تتركّز انتقادات مُفكّري ما بعد الحداثة ضمن إطار الذاتانيّة على الجمال الثاني (أي الجانب الإيجابي) مثل نظرية السلطة – المعرفة لميشيل فوكو، في مقابل العقلانية لماكس فيبر، في حين تتعلّق بحوث فلسفة العلم بالمجال الأوّل للذاتانيّة (الجانب السلبي) مثل نظريّة الألعاب اللّغوية لفيتغنشتاين.

المصدر: كتاب النظرية الإسلامية في التربية والتعليم

ارسال التعليق

Top