• ٦ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المحن من سنن الله في خلقه

سيد نوح *

المحن من سنن الله في خلقه

◄لامحن سنة من سنن الله في خلقه، تنزل بالمؤمن والكافر، والصالح والطالح، وإن تنوعت وتغيّرت أشكالها وصورها، فهذا يعاني من مرض، وهذا يعاني من عقوق ولده، وهذا يعاني من نشوز زوجه، وهذا يعاني من الفقر، وهذا يعاني من التخمة، وهذا يعاني من الاعتقال والحبس، وهذا يعاني من القهر والتعذيب، وهذا يعاني من القلق والاضطراب النفسي، وهذا يعاني من العزلة، وهذا يعاني من أصدقاء السوء، وهكذا دواليك، سنة الله في خلقه: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا) (فاطر/ 43)، وقد بيّن ذلك ربُّ العزة سبحانه في كتابه بقوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ...) (البقرة/ 155)، (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء/ 35).

ومادامتْ المحنة بخيرها وشرها سنة لله في خلقه، لا تتخلف ولا تتبدل أبداً، فلا يليق بنا – نحن المسلمين – أن نقف عند المحنة نبكي كما يبكي الصبيان والنساء، وإنما علينا أن نكون أقوياء، ونعمل جاهدين على تجاوز المحنة بكلِّ الأساليب والوسائل الممكنة، شريطة ألا تتعارض مع مبادئ الدين الحنيف.

 

ودونك الطريق:

1-     على كلِّ صاحب محنة أن يضع في حسابه: أنها قضاء الله وحكمه ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد/ 22-23)، (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التغابن/ 11).

وهذا ما وعاه واحد من العاملين لدين الله في هذا العصر، إذ قبض عليه، واقتيد إلى السجن والقهر والتعذيب، بل وحكم عليه بالبقاء في هذا السجن لأكثر من سبع عشرة سنة لا لشيء إلا لأنّه يقول ربِّي الله، واهتم لسجنه نفر ممن يعرفونه عن قرب، إذ هو ابن نعمة نشأ وفي فمه ملعقة من ذهب، وهذه أول مرّة يعامل فيها بهذه الصورة من القسوة والشدة، فكيف سيتحمل ويصبر إلى أن تنجلي هذه المحنة؟! ومضى اليوم الأوّل، والأسبوع الأوّل، والشهر الأوّل، والسنة الأولى، وسنوات عدّة، وهو على حاله لم يتغير أبداً، ولم يفرّط، وتقدم هذا الذي شغله أمره إليه، وسأله: كيف استطعت تحمل المحنة هذا الزمن الطويل وأنت ابن النعمة؟ فأجاب في سهولة ويسر: أبداً لقد ألهمني الله من بداية المحنة أنّ هذا قضاؤه وحكمه، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، وقوى عندي هذا الإلهام حتى صار يقيناً، قادني إلى الصبر والتحمل.

2-     وعلى كلِّ صاحب محنة أن يوقن أنّ القضاء الذي نزل به، والحكم الذي أصابه، إنما هو أخف وأسهل بكثير من قضاء آخر أعظم منه، وحكم آخر أكبر وأشق منه كان يمكن أن ينزل به، وأن يصيبه، لولا لطف الله وفضله ورحمته، وعليه أن يوطِّن نفسه على الرضا بهذا القضاء، والسكر لله الذي لم يجعله أشد وأكبر وأشق.

3-     وعلى كلِّ صاحب محنة أن يوقن أنّ الذي نزل به لا يخلو عن حكمة، وحسن تقدير، إذ ربّما كانت المحنة لأنّ هناك تقصيراً في جانب من الجوانب: في حقِّ الله ودينه، في حقِّ الأبوين، في حقِّ الأهل والأولاد، في حقِّ الأرحام، في حقِّ الجيران، في حقِّ الخدم والأجراء، في حقِّ باقي الذي لهم عهد، وأمان، في حقِّ النفس، وما أكثر الحقوق، وأراد المولى سبحانه أن ينبه عبده كرماً منه وفضلاً، علّة يتوب بتدارك هذا التقصير، والرجوع إلى الله والإنابة والاستقامة، إذ يقول سبحانه: (.. وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف/ 168)، تكون المحنة حينئذ تكفيراً للذنوب والسيئات الماضية وتلك السيئات من التكفير، وتكفيرها بمحنة الدنيا أخف وأحسن بكثير من تكفيرها بعذاب الآخرة، وهذا الذي فطن إليه السحرة عندما توعّدهم فرعون بالقتل والصلب لأنّهم آمنوا برب هارون وموسى، قائلين: (.. لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) (طه/ 72-76). وقد تكون رفعاً للدرجات، إذ ربما سبق في علم الله منزلة للعبد لا يبلغها بعمله، وحينئذ يقدِّر الله عليه المحنة ليرفع من درجاته وليعليه المنزلة التي أرادها له، فقد جاء في الحديث: عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده مرفوعاً "إنّ الله عزّ وجلّ – إذا أراد بعبد منزلة لم يبلغها بعمل ابتلاه، ثمّ صبره على هذا البلاء، حتى يبلغه هذه المنزلة" وفي هذه والتي قبلها قال الله: (.. فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي...) (آل عمران/ 195)، وقد تكون لأنّ الباطل يرفع شعارات براقة يخدع بها الدهماء والعامة فتكون سبباً في قعود هؤلاء عن تأييد الحقّ ونصرته، بل قد تكون سبباً في الاستمرار في تأييد الباطل ونصرته، ولابدّ من ظهور الحقيقة دون لَبْس أو التواء، ليؤدي هؤلاء دورهم وواجبهم الحقيقي في التأييد والنصرة، أو على الأقل يكونوا محايدين لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، ولا سبيل لذلك إلا بالمحنة، قال تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ) (الرعد/ 17)، وقد تكون لغير ذلك من الأسباب مما لا نعلمه، ويعلمه الله، والعاقل هو الذي يوطن نفسه على أنّ الأمر لا يخلو من حكمة إلهية، وإن خفيت علينا هذه الحكمة، وبذلك يسهل على النفس قبول المحنة بل والمرور من فوقها إلى المنحة، وقد بيّن الله في قصة الخضر "العبد الصالح" مع موسى محناً خفيت حكمها على هذا النبيّ كليم الله، وبدت هذه الحكمة في شرح هذا العبد لسائر التصرفات الغريبة التي وقعت منه، ولم يطق موسى صبراً عليها إذ قال الله: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ...) (الكهف/ 79)، إلى قوله: (.. ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا...) (الكهف/ 82).

4-     وعلى كلِّ من لم تنزل به المحنة أن يتوقع المحنة على اعتبار أنها سنة من سنن الله في خلقة، وأن يعدّ نفسه ويدربها على كيفية تخطي المحنة إذا نزلت: بالصدق مع الله في حال الرخاء، إيماناً ويقيناً، وتوحيداً وإخلاصاً، وعملاً على وفق النهج القويم، فلا شرك ولا رياء، ولا شك، ولا معصية، ولا إصرار عليها إن وقعت، ولا تفريط في طاعة من الطاعات، ولو نافلة، وإن كان الرجوع بسرعة، ولا غفلة عند أداء الطاعة بل يقظة وانتباهاً، وفقهاً وتدبراً، وشعوراً بالعجز وخوفاً من عدم القبول، على حد وصفه سبحانه للذين يخشونه بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون/ 57-61).

وعندما نفهم أنّ العبد إذا فعل ذلك في حال الرخاء، فإنّ الله يكون معه يؤيده وينصره في وقت الشدة، إذ في حديث ابن عباس (رض): أنّ النبيّ (ص) قال له: "تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة... الحديث".

وكذلك بالصبر والتحمل، إذ إننا نطلب جنّة، ولا نصل إليها إلا فوق جبال من العقبات والمعوقات، والمحن والشدائد على حد قوله (ص) "حفت الجنة بالمكاره، وحفّت النار بالشهومات" وقوله: "ألا إنّ سلعة الله غالية ألا إنّ سلعة الله الجنة..." الحديث، وكلّ المخلوقات التي معنا ومن حولنا من طير ووحش وحشرة إنما تقيم مملكتها، وتصنع حياتها بالصبر والتحمل، مع التجريب والتدريب، ألا يكون ذلك عظة وعبرة لنا؟!، وقد قال سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم/ 21).

5-     تذكير النفس بأنّ الجميع إلى ربهم راجعون لا محالة، الذين عاشوا في المحنة، والذين سلموا منها ليجزي كلاً بما عمل، ولا يستوي الفريقان كما قال الله عزّ وجل: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (ص/ 28)، (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثية/ 21)، وقد بيّن ربُّ العزة سبحانه في كتابه هذا العامل عندما قال: (.. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة/ 155-156).

6-     اليقين بأنّ المحنة ليست حظنا وحدنا فقط، بل هي حظ الناس من قديم وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون، حتى قال النبيّ (ص): "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثمّ الأمثل فالأمثل..." الحديث، هذا آدم ابتلي بالشقاق بين ولديه قابيل وهابيل حتى قتل أحدهما الآخر، وهذا نوح كانت مصيبته في ولده وامرأته حيث كفرا بالله ورسالته، والدار الآخرة، وهذا إبراهيم ابتلي بقومه، وبالإلقاء في النار، وبذبح ولده، وغير ذلك من صور البلاء، وهذا موسى عانى ما عانى من بني إسرائيل، وهذا يحيى ابن زكريا يُذبح وتقدم رأسه ثمناً لغانية فاجرة، وهذا زكريا يُنشر بالمنشار، وعلى عيسى يبتلى بالدجالين من بني يهود يريدون قتله لولا أنّ الله أكرمه وحماه فرفعه إليه، وهكذا سائر النبيين، وقد قال الله – عزّ وجلّ –: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف/ 111)، وكما كانت المحنة تصيب الأنبياء والمرسلين فقد كانت لذلك تصيب أتباعهم من المؤمنين الصادقين حيث يقول الحقّ تبارك وتعالى في أتباع النبيين من قبل:

(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 146-148)، (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا) (الأحزاب/ 23).

7-     وعلى كلِّ صاحب محنة أن ينظر في محن الآخرين المعاصرين له، ومنها ما هو أشد وأعظم من محنته، ولكنهم قابلوها بالصبر والتحمل، والرضا وانشراح الصدر، والطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى.

8-     دوام النظر في سير السابقين من أصحاب النبيّ (ص) وغيرهم، وكيف كانوا يواجهون المحنة من أمثال الرميضاء مع ولدها عبدالله ومن أمثال أبي سلمة وزوجه وولده، ومن أمثال مصعب، ومن أمثال أم حبيبة.

9-     الدعاء دائماً باللطف، والرضا والثبات، فقد كان النبي (ص) يقول في دعائه: "اللّهمّ إني أعوذ بك من شرِّ البلاء وسوء القضاء".

10-محاسبة النفس، ثمّ الإقبال على الله بالتوحيد والطاعة فريضة ونافلة، فلعلّ ذلك يكون سبباً في تخطي المحنة إلى المحنة.

11-مزيد من الترابط والتماسك الأخوي فإنّه ذو أثر كبير في تخفيف وقع المحنة.

12-الإفادة من الثغرات القانونية التي تفيد في فتح مجالات للعمل وتجاوز المحنة، كاللجوء السياسي، وحق الجوار...

13-النشاط في الدعوة والتربية لكسب العناصر المستعدة للتضحية والبذل والعطاء، فإن هذا النشاط يكون سبباً في قرب ساعة النصر أو إقامة الحجة عليها، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ...) (الأعراف/ 164).

14-الانضباط في الحركة مع الطاعة في المعروف.

15-التطلع دائماً إلى الأجر، وقد قال الحافظ ابن الجوزي "من لاح له بريق الأجر، هانت عليه مشقة التكليف"، والله أعلم.

 

* أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية الشريعة جامعة الكويت

المصدر: مجلة المجتمع/ العدد 1228 لسنة 1996م

ارسال التعليق

Top