• ٢٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تناظر واحدات الوصف والتسمية

عدنان الرفاعي

تناظر واحدات الوصف والتسمية

نحن نعلم أن واحدات الوصف والتسمية هي الكلمات , ونعلم ايضا ان واحدات الكلام الاولى التي تتكون منها هذه الكلمات هي الحروف .
ان الكلمة هي صورة لشئ ما داخل ذاكرة الانسان , ولا يوجد للكلمة معنى اذا لم ترسم في ذاكرة المستمع صورة لشئ ما .
واول ما تعلمه ادم عليه السلام هو اسماء الاشياء :
( وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة )(البقرة/31)
لأنه اذا لم تكن للكلمة التي يسمعها صورة في ذاكرته , فانه لا يستطيع أن يفهم ما يقال , وبالتالي لا يستطيع أن يملك متطلبات الخلافة التي خلق من أجلها .
إن الكلمات هي ألفاظ ترسم في خيال المستمع صوراً لظواهر حسية ومعنوية , في مساحة ما يستطيع العقل تصوره وتخيله , وبشكل يرسم حدود العلاقة بين المكان والزمان الذي يحيط بهذه الظواهر , وتكون هذه الكلمات قريبة أو بعيدة من حقيقة الشيء الذي تريد وصفه وتصويره بمقدار ما يكون القائل عالماً بهذا الشيء , وبمقدار ما يملك من قدرة التعبير عن هذا الواقع .
فالذي يربط الكلمة بما تعنيه ,هو رابط يتعلق بالقائل وبصفاته التي يتصف بها , وبعلمه حول الشيء الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة . والذي يربط الكلمة بما تصوره في خيال المستمع , هو رابط يتعلق بما تحويه ذاكرة هذا المستمع , من صور للشيء الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة .
أن الكلمة القرآنية التي تصف وتسمي مسألة ما , ترسم وبشكل مطلق يتناسب وعظمة القائل سبحانه وتعالى حقيقة هذه المسألة ,وبحيث تنقل صورة هذه المسألة لجميع الاجيال بشكل مجرد عن الزمن , وبما أن هذه التسمية وهذا الوصف يكون مطلقاً - في القرآن الكريم - ومصوراً تماماً لحقيقة المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة , وبشكل مجرد من الزمن يعطي لكل جيل صورة لهذه المسألة تناسب علمه وحضارته , لذلك يطلق على هذه الكلمة واحدة وصف وتسمية .
وفي القرآن الكريم لا توجد كلمة مرادفة لكلمة أخرى بالمعنى الذي يتصوره البشر , ربما توجد كلمة أو أكثر تصف وتسمي مسألة قريبة , حسب تصور البشر من المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة , ولكن لكل كلمة من الكلمات القرآنية خاصيتها التي تميزها عن غيرها من المسائل .
وفي القرآن الكريم لا يمكن إستبدال كلمة بكلمة من مرادفاتها - هذه المرادفات التي يتصورها جيل معين حسب ما يملك من علم وحضارة حول المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة . لأنه لا يمكن للمخلوقات أن تحيط بجميع معاني وصور وحقائق المسائل التي تحملها هذه الكلمة .
والأعظم من ذلك , أن الكلمة القرآنية نفسها ,تعطي في كل عبارة قرآنية تأتي بها صورة لها خاصيتها التي تميزها .
والأعظم من ذلك ,أن هذه الكلمة ترسم في العبارة القرآنية الواحدة , أكثر من صورة , وتحمل أكثر من معنى , لأنها تخاطب أجيالا عديدة لكل منها مفهومه الحضاري , وارثه العملي الخاص به . بل وتخاطب في الجيل نفسه جميع الناس على إختلاف مفاهيمهم وعلومهم , ومن تخيل أن الكلمة القرآنية والعبارة القرآنية , لا تحمل إلاّ صورة معنى واحد , وأن هذه الكلمة لا تصف ولا تصور إلاّ هذا المعنى , انما تخيل ذلك لانه لا يدرك عظمة القران الكريم , التي تتناسب مع عظمة قائله سبحانه وتعالى , ولا يدرك ان القران الكريم هو كلام الله تعالى لجميع الأجيال , وأنه صفة من صفاته , وبالتالي لا يحده زمان ولا مكان .
لننظر في الآية الكريمة التالية :
( ان احسنتم احسنتم لأنفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا )(الإسراء/7)
إن من يتصور أن كلمة الاخرة في هذه الاية الكريمة , تحمل معنى محدداً هو الا فساده الثانية , يتخيل أن كلمة ثانيهما من الممكن أن تنوب عن كلمة الاخرة ولا فارق عنده في ذلك , لأنه تخيلها بهذا المعنى المحدد , وخصوصا أنه في الآيات الكريمة التي تسبق هذه الاية , والتي تصور الافسادة الاولى , جاءت كلمة أولاهما لتصف لنا الافسادة الاولى المناظرة تماماً لهذه الافسادة .
ومن تصور ان كلمة الاخرة في هذه الاية الكريمة تحمل معنى محدداً , وصورة محددة , هي أنها اخر افساده لبني اسرائيل في الارض ,يتخيل ان كلمة النهاية أو الأخيرة تنوب عن كلمة الاخرة في هذه العبارة القرآنية ولا فارق عنده في ذلك .
ومن تصور أن كلمة الاخرة في هذه الاية الكريمة , تعني اقتراب الساعة , يتخيل أن كلمة الساعة تنوب مكان كلمة الاخرة في هذه العبارة القرآنية , ولا فارق عنده في ذلك .
والواقع أنه لا توجد كلمة تنوب عن كلمة الاخرة في هذه الاية الكريمة , لأنها تحمل - ضمن هذه العبارة القرآنية - معاني وصوراً لا يعلم حدودها إلا الله تعالى ومنها الصور الثلاث التي رأيناها .
ولا يمكن استبدال هذه الكلمة بكلمة أخرى لأن عدد حروف هذه الكلمة - الاخرة- يدخل في معادلات التصوير المطلق المتعلقة بمجموع حروف العبارات القرانية .
ولا يمكن استبدال هذه الكلمة بكلمة أخرى , لأن مجموع هذه الكلمة عبر القرآن الكريم معدود بحكمة ووفق معادلة توازن مطلق .
وهكذا نرى أن الكلمة في القرآن الكريم تحمل الكثير من المعاني والصور وأنه يستحيل استبدال كلمة باخرى , إن للكلمة في كل عبارة قرآنية خصوصيتها المستقلة التي تصور معاني هذه العبارة .
وفوق ذلك , إن مجموع ورود هذه الكلمة - بخصوصية الرسم القرآني الذي جاءت به - عبر القرآن الكريم هو معجزة وحسوب بدقة ,وبحيث يصور هذا المجموع جوهر وحقيقة الشيء الذي تسميه وتصفه الكلمة تصويراًمطلقاً , مطابقاً تماماً لحقيقة وجوده في هذا الكون .
لقد تناول القرآن الكريم المسائل الكونية من بدايتها إلى نهايتها , وجاء بها من أساسها . لذلك فهو يصف ويصور هذه المسائل , بحيث تكون واحدات الوصف والتسمية المصورة لها في كامل القرآن الكريم , مطابقة تماماً لحقيقة وجودها في هذا الكون . لذلك فالمسألة المخلوقة على شكل ركنين متناظرين , توصف وتصور في القرآن الكريم بحيث يتقاسم ركناها واحدات الوصف والتسمية التي تصفها مع العلم .إن واحدات التسمية لكل ركن موزعة في القرآن الكريم , في جمل وآيات وسور , ولها ارتباطاتها مع هذه الجمل وهذه الايات وهذه السور , وايضا مع الحروف التي تتكون منها ومع شكل تصويرها.
ولنأخذ امثلة على ذلك .
إن مسألة دوران الارض حول نفسها , وما يتولد عنها من أيام نتيجة لهذا الدوران , هي مسألة كونية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بقوانين ونظم هذا الكون . ونحن كبشر لا نعلم إلا ظاهر هذه المسألة وما يقع تحت حواسنا من ظواهرها , ولكنها بحقيقتها هي ظاهرة كونية ثابتة , مرتبطة ارتباطاً تاماً ومكملاً لباقي المسائل الكونية , التي تتعلق بالأرض وبالكون ككل , فعندما تدور الأرض دورة كاملة حول نفسها , نحس نحن كبشر أن يوماً قد مرّ , ولذلك عندما أطلق الله سبحانه وتعالى كلمة يوم على هذه المسألة , جاءت هذه التسمية لتصور حقيقة كونية هي دوران الارض حول نفسها دورة كاملة وفي القرآن الكريم تأتي هذه الكلمة موزعة على كامله , لكي ترسم في كل جملة تأتي بها صورة لمسألة ما , تربتط مع سياق الحديث الذي جاءت ضمنه , ولكن مجموع هذه الكلمات في القرآن الكريم ,تصور هذه المسألة بمجموع واحداتها الكونية . ويكون القرآن الكريم بذلك قد جاء بهذه المسألة من أساسها ,ومن بدايتها إلى نهايتها .
إننا نعلم أنه يوجد 365 يوماً كاملاً في السنة , ولكل يوم من هذه الأيام خاصيته التي تميزه عن غيره , وذلك بالنسبة لكل ما يتعلق بالأمور الفلكية التي تحيط بهذه المسألة .
أي أنه يوجد 365 دورة متمايزة للأرض حول نفسها ,فكل 365 دورة متمايزة , تعود من جديد لتدور 365 دورة أخرى .
ولذلك فأن الذي خلق هذا الكون , ودبر بحكمته هذه المسألة , صورها في كتابه الكريم ,تصويراً مطابقاُ تماماً للواقع الفلكي الذي خلقه , وبشكل تظهر فيه واحدات هذه المسألة من بدايتها إلى نهايتها , فكلمة يوم كلمة مفردة وردت في القرآن الكريم 365 مرة , كل كلمة هي صورة لواحدة من واحدات هذه المسألة .
وهذه مسألة أخرى , هي دوران القمر حول الأرض , وما يتولد عن ذلك من شهور :
( ان عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض )(التوبة/36)
إنها مسألة كونية ثابتة , لها إرتباطها بالأرض وبالشمس , وبكل ما في هذه الكون , ولهذه المسألة 12 وحدة متمايزة , فكل 12 دورة متمايزة للقمر حول الأرض , يعود من جديد ليدور 12 دورة أخرى . ونجد أن خالق هذه المسألة يصورها في كتابه الكريم , تصويراً يأتي بها من أساسها , فكلمة شهر مفردة وردت في القرأن الكريم 12 مرة .
وهذه مسألة أخرى :
إن كلمة البر وردت في القرآن 12 مرة ووردت كلمة يبساً مرة واحدة وهي بمعنى البر , وبذلك يكون المجموع 13 مرة . وقد وردت كلمة البحر 32 مرة . ولو نظرنا إلى هذه المسألة ونسبة كل من اليابسة والماء إلى سطح الكرة الأرضية , لرأينا أن مجموع هذه الكلمات مطابق تماماً لهذه النسبة .
إن مجموع ورود هذه الكلمات في القرآن الكريم هو : 13 + 32 = 45 وبذلك تكون نسبة اليابسة إلى سطح الكرة الأرضية : 13\45 = 0,2888 وتكون نسبة الماء إلى سطح الكرة الأرضية : 32 \ 45 = 0,7111
وهكذا نرى أن القرآن الكريم قد جاء بهذه المسألة من أساسها , وبحيث تكون نسب وأحدات الوصف والتسمية بين عنصري هذه المسألة ,مطابقة لحقيقة وجودها في الواقع .
ولو نظرنا الى مسألة الحياة التي يسبح فيها كل ما في هذا الكون , لوجدناها زوجين متناظرين تماماً , شأنها بذلك شأن كل مخلوقات هذا الكون , الدنيا زوجها الاول والاخرة زوجها الثاني ,والارتباط الزوجي التام بين ركني هذه المسألة واضح , فالدنيا تقتضي الاخرة لأن العدل الإلهي لابد من أن يحيط بكل شيء , والاخرة هي نتيجة عمل هذه الدنيا , ولذلك نجد ان القرآن الكريم يصور هذه المسألة , عبر ركنين متناظرين تماماً وبواحدات وصف وتسمية متناظرة تماماً , بالنسبة لركني هذه المسألة . فكلمة الدنيا وردت في القرآن الكريم 115 مرة وكلمة الاخرة وردت 115 مرة , وبذلك تكون هذه المسألة قد صورت تصويراً يحيط بها من أساسها .
ولو نظرنا إلى الركن الثاني من المسألة السابقة , لوجدناه مسألة جديدة ,مكونة من ركنين متناظرين تماماً , جهنم ركنها الأول وجنات ركنها الثاني ,وقد صورت هذه المسألة في القرآن الكريم تصويراً مطابقاً تماماً لهذا التناظر فكلمة جهنم وردت في القران الكريم 77 مرة , وكلمة جنات ومشتقاتها وردت 77 مرة .
لو نظرنا إلى كلمتي أخ وأخت , لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة , ولذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر ايضاً , فكلمة أخ وردت 4 مرات وكلمة أخت وردت 4 مرات .
ونرى أيضا أن كلمة صبياً ترد في القرآن الكريم مرتين , وأن كلمة كهلاً المناظرة لها ترد في القرآن الكريم مرتين أيضاً .
ونرى أيضاً كلمة شيخ ومشتقاتها ترد في القرآن الكريم 4 مرات , وأن كلمة الطفل ومشتقاتها ترد أيضاً 4 مرات .
ونرى أيضا أن مشتقات كلمة عم ترد في القرآن الكريم 5 مرات , وأن مشتقات كلمة خال ترد في القران الكريم أيضا 5 مرات .
ونرى أيضاً ان كلمة النسل ومشتقاتها ترد في القرآن الكريم 4 مرات ,وأن كلمة عقيم ومشتقاتها ترد أيضاً 4 مرات .
لو نظرنا إلى مسألة الخلق لوجدناها ركنين متناظرين تماماً , ركنها الأول الحياة والروح التي تميزها , وركنها الثاني الموت وفقدان الروح التي تميزه , ولذلك نجد أن هذه المسألة تصور في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً . فكلمة الحياة ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم 145 مرة وكلمة الموت ومشتقاتها وردت 145 مرة .
ولو نظرنا الى مسألة الخير والشر , والتي يرمز إليها الملائكة والشيطان , لوجدناها مسألة مكونة من ركنين متناظرين تماماً , ولذلك نجدها تصور في كتاب الله سبحانه وتعالى تصويراً متناظراً تماماً , بين ركني هذه المسألة , فكلمة الملائكة وردت 68 مرة , وكلمة الشيطان وردت 68 مرة .
ولو نظرنا إلى المسألة نفسها أخذين الكلمة ومشتقاتها , لوجدناها أيضاً مسألة مكونة من ركنين متناظرين تماماً , ولذلك نجدها تصور في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً , فكلمة الملائكة ومشتقاتها وردت 88 مرة , وكلمة الشيطان ومشتقاتها وردت 88 مرة , وهكذا نجد أن المسألة قد صورت بشكل يحيط بها من أساسها.
ولو نظرنا إلى كلمة يفسد ومشتقاتها وإلى كلمة ينفع ومشتقاتها , لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة . ولذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً , فكلمة يفسد ومشتقاتها وردت 50 مرة , وكلمة ينفع ومشتقاتها وردت 50 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمة الرغبة ومشتقاتها , وإلى كلمة الرهبة ومشتقاتها ,لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة , لذلك نجدهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً فكلمة الرغبة ومشتقاتها وردت 8 مرات وكلمة الرهبة ومشتقاتها وردت 8 مرات .
ولو نظرنا إلى كلمتي الإيمان والكفر لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة لذلك نجدهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى تصويراً متناظراً تماماً , فكلمة الإيمان وردت 17 مرة وكلمة الكفر وردت 17 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمتي الطيب والخبيث لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة , ولذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً فكلمة الطيب وردت 7 مرات , وكلمة الخبيث وردت 7 مرات .وكذلك نجد أن كلمتي الرشد والغي المتناظرتين , تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً , فكلمة الرشد وردت 3 مرات وكلمة الغي وردت 3 مرات .
وكذلك نجد أن كلمتي أجاج وعذب المتناظرتين تماماً في مسألة واحدة ,تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر أيضاً , فكلمة أجاج وردت مرتين وكلمة عذب وردت مرتين .
وكذلك نجد أن كلمتي أشرقت وغربت ,وكذلك كلمتي الأشراق والغروب ,وكذلك كلمتي شرقية وغربية , تصور في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً , فكل كلمة من الكلمات السابقة وردت مرة واحدة فقط .
ولو نظرنا إلى كلمة المصيبة ومشتقاتها , وكلمة الشكر ومشتقاتها , لوجدناهما تردان بشكل متناظر تماماً في القرآن الكريم , فكلمة المصيبة ومشتقاتها وردت 75 مرة , وكلمة الشكر ومشتقاتها وردت 75 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمة شك وإلى كلمة ظن, لوجدناهما ركنين متناظرين في مسألة واحدة , ولذلك نجدهما تصوران تصويراً متناظراً أيضاً في القرآن الكريم فكلمة شك وردت 15 مرة , وكلمة الظن وردت 15 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمة جهرة ومشتقاتها , وكلمة علانية ومشتقاتها , لوجدناهما تردان بشكل متناظر في القرآن الكريم , فكلمة جهرة ومشتقاتها وردت 16 مرة , وكلمة علانية ومشتقاتها وردت 16 مرة .
وإذا نظرنا إلى كلمة هلك ومشتقاتها , والتي تعني هلاك الإنسان , وإلى كلمة نجا ومشتقاتها والتي تعني نجاة الإنسان , لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً لمسألة واحدة فكلمة هلك ومشتقاتها والتي تخص هلاك الإنسان وردت 66 مرة , وكلمة نجا ومشتقاتها والتي تخص نجاة الإنسان وردت 66 مرة .
لو نظرنا إلى كلمة النور , والتي تمثل منهج الحق الذي يبدد ظلام النفس , والى كلمة أظلم ومشتقاتها والتي تمثل ظلام النفس نتيجة لابتعادها عن نور الحق ,لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً لمسألة واحدة , لذلك نجدهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر تماماً , فكلمة النور وردت 24 مرة , وكلمة أظلم ومشتقاتها وردت 24 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمة ثقلت ومشتقاتها ,والتي تتعلق بالإنسان فقط ,وإلى كلمة خفت ومشتقاتها , والتي تتعلق بالإنسان فقط , لوجدناهما تصوران في كتاب الله سبحانه وتعالى بشكل متناظر , فكلمة ثقلت ومشتقاتها , وردت 17 مرة وكلمة خفت ومشتقاتها وردت 17 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمة العز ومشتقاتها والتي تتعلق بالانسان فقط , وإلى كلمة الذل ومشتقاتها والتي تتعلق بالإنسان فقط , لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة , لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم تصويراً متناظراً تماماً فكلمة العز ومشتقاتها وردت 21 مرة , وكلمة الذل و مشتقاتها وردت 21 مرة .
لو نظرنا إلى مسألة زمانية تخص تصورنا لمفهوم الزمن ,أوجدنا أن كلمتي قبل وقبلك , متناظرتان تماماً مع كلمتي بعد وبعدك , لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم تصويراً متناظراً تماماً فمجموع ورود كلمتي قبل وقبلك هو 149 مرة , ومجموع ورود كلمتي بعد وبعدك هو 149 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمتي أقسمتهم وأقسموا من جهة وإلى كلمة أقسم من جهة أخرى , لوجدنا أننا أمام ركنين متناظرين تماماً لذلك نجد أن مجموع ورود أن كلمتي أقسمتم وأقسموا في القرآن الكريم هو 8 مرات , وأن كلمة أقسم وردت أيضا 8 مرات .
لو نظرنا أن القول المعبر عن قول البشر , والذي تصفه واحدة الوصف والتسمية - قالوا - وإلى الرد الإلهي على قولهم والذي تصفه واحدة الوصف والتسمية -قل- لوجدناهما ركنين متناظرين تماماً في مسألة واحدة .لذلك نجدهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر , فكلمة قالوا وردت 332 مرة , وكلمة قل وردت 332 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمتي قلتم وأقول , لوجدناهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً , فكل كلمة منهما وردت 9 مرات .
ولو نظرنا إلى كلمتي تقولون ونقول , لوجدناهما تصوران في القرآن الكريم بشكل متناظر تماماً فكل كلمة منها وردت 11 مرة .
ولو نظرنا إلى مجموع كلمتي تقولوا وتقولون لوجدناه 27 مرة ولو نظرنا إلى مجموع ورود كلمة قلنا لوجدناه 27 مرة .
ولو نظرنا إلى كلمة صلوات بصيغة الجمع لرأيناها ترد 5 مرات وهذا يطابق تماماً مجموع الصلوات اليومية المفروضة .
ونرى أيضاً أن فعل الأمر " أقم " و " أقيموا " مقترناً بالصلاة , يرد 17 مرة وكذلك كلمة (فرض) ومشتقاتها بمعنى الفريضة ترد أيضاً 17 مرة ,وهذا ما يطابق تماماً عدد الركعات اليومية المفروضة .
ونرى أيضاً أن الفعل " سجد " للعاقلين ومشتقاته التي تعبر عن أزمنة هذا الفعل ترد في القرآن الكريم 34 مرة وهذا ما يطابق تماماً عدد السجدات اليومية المفروضة ,فكل ركعة تحوي على سجدتين .
ونرى أيضاً أن كلمة يجزي ومشتقاتها ترد 117 مرة وأن كلمة يغفر ومشتقاتها ترد ضعف ذلك تماماً 234 مرة .
ونرى أيضاً أن كلمة الضلالة ومشتقاتها ترد 191 مرة وأن كلمة الآيات ومشتقاتها ترد ضعف ذلك تماماً 382 مرة .
ولو نظرنا إلى الكلمات التالية , ومجموع ورودها في القرآن الكريم ,فسوف نرى أن مجموع ورود الكلمة هو سر يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة :
كلمة حرب ومشتقاتها 6 مرات , كلمة أسرى ومشتقاتها 6 مرات .
كلمة أرسل ومشتقاتها 513 مرة , عدد أسماء الأنبياء جميعاً 513 مرة .
كلمة رسلنا 17 مرة ,كلمة رسله 17 مرة .
كلمة سعيد ومشتقاتها مرتين , كلمة نحس ومشتقاتها مرتين .
كلمة نشط مرتين , كلمة كسالى مرتين .
كلمة لظى ومشتقاتها وهي من أسماء النار ودرجة من درجاتها وردت مرتين .
كلمة الفردوس ومشتقاتها وهي من أسماء الجنة ودرجة من درجاتها وردت مرتين .
كلمة النعاس ومشتقاتها وردت مرتين ,كلمة رقود ومشتقاتها وردت مرتين .
كلمة أنهار ومشتقاتها وردت مرتين ,كلمة مشيد ومشتقاتها وردت مرتين .
كلمة نظرة ومشتقاتها وردت 3 مرات , كلمة عبس ومشتقاتها وردت 3 مرات .
مشتقات كلمة تستر وردت 3 مرات , مشتقات كلمة تبرج وردت 3 مرات .
كلمة الميمنةوردت 3 مرات كلمة المشأمة وردت 3 مرات .
كلمة نأى ومشتقاتها وردت 3 مرات هي بمعنى بعد وكلمة أزف ومشتقاتها وردت 3 مرات وهي بمعنى قرب .
وردت كلمة حزب مضافة لإسم الجلالة الله سبحانه وتعالى 3 مرات .
وردت كلمة حزب مضافة للشيطان لعنه الله 3 مرات .
كلمة حمأ ومشتقاتها وردت 4 مرات , كلمة يابس ومشتقاتها وردت 4 مرات .
مشتقات كلمة الرذيلة وردت 4 مرات , مشتقات كلمة العفة وردت 4 مرات .
القلم ومشتقاتها وردت 4 مرات , نسخ ومشتقاتها وردت 4 مرات .
مشتقات كلمةالسلاح وردت 4 مرات , الجروح ومشتقاتها وردت4 مرات .
كلمة أسلحتكم وردت مرتين ,كلمة أسلحتهم وردت مرتين .
مشتقات كلمة السرور وردت 4 مرات , مشتقات كلمة الاسى وردت 4 مرات .
كلمة عورة ومشتقاتها وردت 4 مرات , كلمة اغضض ومشتقاتها وردت 4 مرات .
مشتقات كلمة جلى وردت 5 مرات , مشتقات كلمة طمس وردت 5 مرات .
كلمة اشتاتاً ومشتقاتها وردت 5 مرات , كلمةعصبة ومشتقاتها وردت 5 مرات .
الرعب ومشتقاتها وردت 5 مرات , مشتقات كلمة الوجل وردت 5 مرات .
كلمة وسطاً ومشتقاتها وردت 5 مرات , كلمة طرفاً ومشتقاتها وردت 5 مرات .
كلمة العنت ومشتقاتها وردت 5 مرات , مشتقات كلمة اللين وردت 5 مرات .
مشتقات كلمة يستصرخ وردت 5 مرات , مشتقات كلمة يستغيث وردت 5 مرات .
مشتقات كلمة مغنم وردت 6 مرات , كلمة مغرم ومشتقاتها وردت 6 مرات .
مشتقات كلمة الزلزال وردت 6 مرات , مشتقات كلمة الحطام وردت 6 مرات .
مشتقات كلمة تبر وردت 6 مرات , كلمة الفزع ومشتقاتها وردت 6 مرات .
مشتقات كلمة الخمر وردت 7 مرات , مشتقات كلمة السكر وردت 7 مرات .
مشتقات كلمة عقد وردت 7 مرات مشتقات كلمة سرح وردت 7 مرات .
كلمة برهان ومشتقاتها وردت 8 مرات , كلمة بهتان ومشتقاتها وردت 8 مرات .
كلمة ثياب ومشتقاتها وردت 8 مرات , كلمة حجاب ومشتقاتها وردت 8 مرات .
كلمة أيد ومشتقاتها وردت9 مرات , مشتقات كلمة نقض وردت 9 مرات .
كلمة وهن ومشتقاتها وردت 9 مرات , كلمة عزم ومشتقاتها وردت 9 مرات.
مشتقات كلمة راود وردت 9 مرات , مشتقات كلمة زنى وردت 9 مرات .
كلمة القدس ومشتقاتها وردت 10 مرات , كلمة الرجز ومشتقاتها وردت 10 مرات .
كلمة مجنون وردت 11 مرة , مشتقات كلمة سفيه وردت 11 مرة .
كلمة رأفة ومشتقاتها وردت 13 مرة , كلمة غلظة ومشتقاتها وردت 13 مرة .
كلمة الصيحة وردت 13 مرة , كلمة بغتة وردت 13 مرة .
مشتقات كلمة نشر وردت 21 مرة , كلمة كتم ومشتقاتها وردت 21 مرة ,
كلمة لبث ومشتقاتها وردت 31 مرة , كلمة هاجر ومشتقاتها وردت 31 مرة .
كلمة الباطل ومشتقاتها وردت 36 مرة , كلمة ريب ومشتقاتها وردت 36 مرة .
كلمة سلطان ومشتقاتها وردت 39 مرة , كلمة طغى ومشتقاتها وردت 39 مرة .
وهذه الأمثلة ليست من باب الحصر ,فكلمات القرآن الكريم , إذا نظرنا إليها من زاوية مجموع تعداد الكلمة نفسها في كامل القرآن الكريم نجدها متطابقة تماماً مع حقيقة الشيء الذي تصفه في هذا الكون .
لقد رأينا عبر الأمثلة السابقة , إن هناك تطابقاً مطلقاً بين كتاب الله تعالى المنظور " الكون " وبين كتابه المقروء " القرآن الكريم ". وهذا البعد من إعجاز القرآن الكريم عبارة عن نظرية تشمل جميع كلمات القرآن الكريم . فمجموع أي كلمة عبر القرآن الكريم , هو سر يتعلق بحقيقة وجوهر الشيء الذي تصفه وتسميه هذه الكلمة .
إن إدراكنا لأسرار وحقائق هذا الكون ,يتناسب مع تطورنا العلمي والحضاري , لذلك فإن إدراكنا لما يعنيه مجموع ورود أي كلمةعبر القران الكريم يرتبط بأدراكنا للحقيقة التي تصفها وتسميها هذه الكلمة .
لو قلنا للأجيال السابقة أن نسبة ورود كلمتي البر والبحر لمجموعهما في القرآن الكريم هي 29% و 71% عند ذلك ظهرت عظمة الإعجاز بالنسبة لهذه المسألة ,وأصبحت نسبة كلمتي البر والبحر في القرآن الكريم لها معنى يدل على هذا الإعجاز .
إن مجموع ورود أي كلمة في القرآن الكريم , هو سر يتعلق بالأسرار الكونية التي تخص المسألة التي تسميها هذه الكلمة . وإن عدم إدراك جيل من الأجيال لهذا السر , يعني أن هذا الجيل لم يصل إلى إدراك الحقيقة الكونية لهذه المسألة .
لنقف عند هذا المثال .
يتصور بعض الناس إن كلمتي الليل والنهار يجب أن تكونا متناظرتين في القرآن الكريم , لأن كلمةالليل - حسب تصور هؤلاء- تقابل تماماً كلمة النهار . إن مثل هذه التصورات , تنبع من مخيلات محدودة بإطار العلم والحضارة الذي وصل إليه جيل من الأجيال , وتنبع من مفاهيم معينة سجينة التصور الفلكي الذي يملكه هذا الجيل بالنسبة لهذه المسألة الكونية .
إن من يريد فهم أسرار مجموع الكلمات القرآنية التي تخص هذه المسألة الفلكية عليه أولاً إدراك هذه المسألة فلكياً وفهم الصور التي ترسمها هذه الكلمات في القرآن الكريم , فيجدها مطابقة وبشكل مطلق للحقائق الكونية التي تحيط بهذه المسألة .
إن كلمة الليل ترمز للظلام , وكلمة النهار ترمز للضياء ومن هنا قالوا لليل ألليل أي شديد الظلمة .
( كأنما اغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً )(يونس/27)
( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً )(يونس/67)
(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة )(الإسراء/12)
إن الفراغ الكوني الذي يحيط بالكرة الأرضية والأجرام السماوية والأجسام التي تسبح فيه , أسود اللون , ولا نستطيع أن نرى في هذا الفراغ من تلك الأجسام التي تسبح فيه سوى الجانب الذي يعكس الضوء بإتجاهنا , وإذا وضع في هذا الفراغ جسم مادي فإن هذا الفراغ يتحلل على هذا الجسم إلى عنصريه الأساسيين :
- عنصر مشع ويكون على جانب الجسم المواجه للشمس .
- عنصر مظلم على الجانب الاخر لهذا الجسم .
ورؤيتنا لهذا الجسم ترتبط برؤيتنا للجانب المشع منه , لذلك إذا وقع هذا الجسم بيننا وبين الشمس على خط مستقيم فإننا لا نرى منه شيئاً . وخير مثال على ذلك هو القمر في أخر الشهر , حينما يكون الجانب المشع منه في الجهة الأخرى بالنسبة لنا .
صحيح إن الجانب المظلم للجسم السابح في الفراغ الكوني أسود اللون , وقريب من لون الفراغ الكوني , ولكنه لا يحوي على العنصر المضيء الذي يحويه الفراغ الكوني . فلو وضعنا في مجاله أي جسم مادي فإنه لا يعكس أي ضوء ولا يكون له جانب مضيء كما هو الحال في الفراغ الكوني , لأن عنصر الضوء سحب منه وتركوا على الوجه الاخر المضيء, أم الفراغ الكوني رغم أنه مظلم فأن وجود أي جسم مادي ضمنه , نراه يتحلل على هذا الجسم إلى عنصريه الأساسيين :
أ- النهار , وهو العنصر المرئي الذي يضيء الجانب المواجه للشمس من هذا الجسم .
ب- الظلام , وهو العنصر غير المرئي الذي يحيط بالجانب الاخر لهذا الجسم .
إن هذا الفراغ الكوني المظلم يطلق عليه اسم الليل , لأنه قبل تحليله إلى عنصريه الأساسيين يكون مظلماً . لذلك نرى أن كلمة الليل احيانا في القرآن الكريم , تستعمل للتعبير عن الزمن كله . أي أنها تأتي بمعنى اليوم الكامل .
( قال رب اجعل لي آية قال أيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا )(آل عمران/41)
( قال ربي اجعل لي آية قال أيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً )(مريم/10)
إن كلمة ليال هنا بمعنى أيام , فالليل هنا يرمز لكل عناصر اليوم ضيائه وظلامه , أي تعني : النهار + الظلام " الليل الأرضي " .
وقال تعالى في كتابه الكريم :
( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً )(الأعراف/54).
ويغشى الليل والنهار , أي يجعله كالغشاء والتغشية والإغشاء ألباس الشيء الشيء , والغشاء هو الغطاء , غشيت الشيء اذا غطيته ' أوستغشى ثيابه وتغشى بها , تغطى بها كي لا يرى ولا يسمع .
( فأغشيناهم فهم لا يبصرون )(يس/9)
( وعلى ابصارهم غشاوة )(البقرة/7)
(يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم )(العنكبوت/55)
( ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون )(هود/5)
وهكذا نرى ان الصورة القرآنية ( يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً ) تعنى أن الليل يغطي النهار ويستره , وذلك بسبب الظلام الملتحم مع النهار . وعند فصل عنصري الليل الكوني ( النهار + الظلام ) , يظهر كل عنصر لوحده , فعند رفع الغشاوة " الظلام " عن النهار يظهر النهار واضحاً جليا ً .
وحسب ما تقدم يمكن صياغة المعادلة الكونية على الشكل التالي :
الليل الكوني = النهار + الظلام
ل = ن + ظ
ل : الفراغ الكوني الأسود , الليل الكوني
ن : النهار , القسم المرئي , القسم المنير
ظ : الظلام , القسم المظلم , غير المرئي
إن هذه المعادلة الكونية تظهر بوضوح في الاية الكريمة التالية :
( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )(يس/37)
السلخ بمعنى الكشط والنزع , وتستعمل بمعنى الإخراج , ومعنى الأية الكريمة أن سلخ ضياء النهار من الليل يعطي الظلام .
ل = ن + ظ و ظ = ل- ن
فضوء النهار - قبل سلخه من الليل وحصولنا على الظلام نتيجة لهذا السلخ - كان متداخلا مع الظلام ,ولم نحصل على النهار والظلام إلا بعد تحليل الليل الكوني إلى عنصريه الأساسيين , واخراجهما من هذا التداخل . فالليل قبل سلخ النهار منه كان مشتملاً على النهار والظلام , وبعد سلخ النهار بقي الظلام .
لو نظرناإلى هذه المسألة من زاويتها العامة , التي تخص الليل الكوني بشكل عام , لرأينا أن الكلمات : ليلة , ليال , ليالي , أظلم ومشتقاتها لا تدخل في المعادلة الكونية - وفق هذا المنظور - لأنها تخص السماء بشكل عام .
ولو نظرنا إلى الليل الكوني بعد تحليله على جسم الأرض إلى عنصريه الأساسيين لرأينا وفق هذا المنظور أن كلمة ليلها لا تدخل بالمعادلة , لأنها تخص السماء بشكل عام , وأن كلمة ليلة لا تدخل بالمعادلة لأنها تصف أماكن محددة من الأرض لها أزمنتها الخاصة بها , ولم تشمل هذه الكلمة الليل الأرضي بشكل عام ونرى أن كلمة أظلم ومشتقاتها تدخل بالمعادلة لأنها تخص الليل الأرضي بعد فصله عن النهار بوساطة جسم الأرض .وبإدخال مجموع الكلمات التي تخص هذه المسألة في المعادلة الكونية , ونرى أن هذه المعادلة محققة قرآنياً .
ل = الليل ( 74) + ليلاً (5 ) + ليال (3) + ليالي ( 1 ) = 83
ن = النهار( 54) + نهاراً (3 ) = 57
ظ = الظلمات (14 ) + ظلمات (9) + اظلم ومشتقاتها (39) = 26
ل= ن + ظ
83 = 57+ 26
ولنفترض أننا أخذنا عينة من هذا الفراغ الكوني المحدد , الذي تصفه وتسميه واحدة الوصف والتسمية ( الليل ) , وقمنا لإخضاعه للتجربة وتحليله , لحصلنا على العناصر المعروفة والمحددة التالية :
النهار , نهاراً , الظلمات , أظلم ومشتقاتها .
ولو عدنا إلى المعادلة الكونية , وادخلنا فيها معطيات ونتائج التجربة , لوجدنا هذه المعادلة محققة قرآنياً .
ل= اليل (74)
ن = النهار (54) + نهاراً (3) = 57
ظ = الظلمات (14 ) + اظلم ومشتقاتها (3) = 17
ل= ن + ظ
74 = 57+ 17
ولو نظرنا إلى الليل الأرضي المعروف لأهل الارض , والذي يغطي بشكل دائم نصفاً من الكرة الأرضية , لرأينا أن الكلمات : ليلاً , ليلة , ليال , ليالي , هي عناصره , وان الظلمات ,واظام ومشتقاتها ,هي النتائج التي يظهرها على سطح الكرة الأرضية . وبالعودة إلى مجموع الكلمات في القرآن الكريم نرى هذا التصور محققاً قرآنياً .
ليلاً (5) + ليلة (8)+ليال ( 3) + ليالي (1) = 17
الظلمات (14) + اظلم ومشتقاتها (3)= 17
ولو نظرنا إلى المعادلات التالية لرأيناها جميعاً محققة فلكياً وقرآنياً في الوقت نفسه
ليلة (8) + ليال (3) + ليالي (1) = 12
ظلمات (9) + اظلم ومشتقاتها (3) = 12
ليلاً (5) + ليلة(8) + ليلها (1) = 14
الظلمات (14) = 14
ليلة (8) + ليلها (1) = 9
ظلمات (9) = 9
ليلاً (5) + ليال(3) + ليالي (1) = 9
ليلاً (5) + ليلها(1) = 6
نهاراً (3) + اظلم ومشتقاتها (3) = 6
ليل (1) = نهار (1)
وهكذا نرى أن مجموع ورود أي كلمة في القرآن الكريم , يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسألة الكونية التي تسميها هذه الكلمة . وبشكل يختزل أسرار هذه المسألة . وأن عدم إدراكنا لأسرار مجموع أي كلمة , ولإرتباط هذه المجموع مع مجموع كلمة أخرى أو أكثر عبر القران الكريم ,إنما هو نتيجة عدم إدراكنا للمسائل التي تصفها وتسميها هذه الكلمات.
ومن هنا ندرك انه لا يحق لأحد فرض تصورات خاصة على المسائل التي تصفها وتسميها الكلمات القرآنية . فهذه الكلمات تصف حقائق وأسرار الكون بشكل مطلق يتناسب مع علم وعظمة المصور سبحانه وتعالى .


المصدر: المعجزة

ارسال التعليق

Top