• ٣٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

رسالة الإنسان الربّانية

اسرة

رسالة الإنسان الربّانية

◄هناك مبادئ عامّة، وقِيَم حاكمة، ومفاهيم ضابطة للتصوّر الصحيح عن نظام الأسرة في الإسلام، تُعَدُّ قواعد كُلِّية تضبط فروع وجزئيات نظام الأسرة.. ونُورد في هذا المقال موادَّ الميثاق التي تتحدّث عن الهدف الأساسي الذي من أجله خُلِق الإنسان، وعن إعداد الله - عزّوجلّ - له، وتأهيله لتحقيق هذا الهدف.. كما تتحدّث عن بعض السنّن الكونية المتعلِّقة بخلق الإنسان وعلاقته بغيره من بني جنسه، وقد جعلها في خَلقه لتَحكُم سَير حياتهم.

 

- مادة (1):

عبادة الله وعمارةُ الأرض:

"كرّم الله الإنسان وفضّله على كثير من خلقه، واستخلفه في الأرض ليُعمِّرها بالسعي فيها لتلبية حاجاته البدنية والروحية، ولإقامة مجتمع إنساني تَسْودُهُ القِيَم المُثْلى من الحقِّ والخير والعدل، ولتحقيق معاني العبودية لله والإيمان به وحده، وإفراده بالطاعة والعبادة دون أحد من خلقه على منهج أنبيائه ورسله".

توضِّح هذه المادة بعضاً من المبادئ العامّة والقيم الحاكمة لرسالة الإنسان في الأرض، فبدأت بتوضيح ما تميّز به الإنسان من التفضيل على سائر المخلوقات، كما يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) (الإسراء/ 70).

ثمّ تبيِّن الغاية من خلقه بالسعي لتعمير الأرض ولتلبية حاجاته الروحية والبدنية، كما قال جلّ شأنه: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود/ 61)، وقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56)، وقال سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك/ 15)، وقال عزّ من قائل: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك/ 2).

وكذا إقامة مجتمع إنساني؛ فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات/ 13)، وتسود هذا المجتمع القيم المُثلى من الحقّ والخير والعدل.

ففي قيمة الحقّ، يقول الله عزّوجلّ: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص/ 26)، ويقول سبحانه وتعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ) (الأنعام/ 151)، ويقول جلّ ذكره: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى/ 42)، ويقول النبيّ (ص): "قُل الحقَّ ولو كانَ مُرّاً"، ويقول: "ما من صَدَقَةٍ أحَبّ إلى اللهِ مِن قَوْلِ الحقِّ".

وفي قيمة الخير يقول عزّوجلّ: (ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج/ 77)، وقال جلّ ذِكْرُه: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) (آل عمران/ 104)، وقال سبحانه وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ) (الأنبياء/ 73).

وفي قيمة العدل، قال الله جلّ ذكره: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء/ 58)، وقال عزّوجلّ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل/ 90)، وقال تعالى: (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة/ 8).

وأيضاً فإنّ الغاية من خلق الإنسان تحقيقُ معاني العبودية لله والإيمان به وحده، وإفراده بالطاعة والعبادة دون أحد من خلقه على منهج أنبيائه ورسله؛ كما يقول الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة/ 31)، وقال جلّ شأنه: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة/ 5)، وقال عزّوجلّ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء/ 25)، وثمّة آيات كثيرة في هذا المعنى يصعب حصرها.

 

- مادة (2):

تأهيل الإنسان لحمل الرسالة:

"تحقيقاً لرسالة الإنسان في الأرض، وَهَبَه الله من القدرات العقلية والنفسية والجسدية ما يجعله أهلاً لتحقيق هذه الرسالة، وأرسل إليه الرسل لهدايته إلى أقْوَم سُبُل الرشد والفلاح في الدنيا والآخرة".

تبيِّن هذه المادة القدرات والملَكات التي وهبها الله للإنسان حتى يحقّق رسالته في الأرض، فوهبه سبحانه وتعالى القدرة العقلية كما قال الله عزّوجلّ: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل/ 78)، كما وهبه تعالى القدرة النفسية والجسدية فقال جلَّ شأنه: (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر/ 64)، وقال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) (الأعلى/ 2)، وقال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين/ 4).

كما توضّح هذه المادة ما أنعم الله به على الإنسانية من إرسال الرسل لهدايتهم إلى أقوم سُبُل الرشد والفلاح في الدنيا والآخرة، قال الله جلّ ذكْرُه: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل/ 36)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ) (الروم/ 47)، وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) (الفتح/ 27).

 

- مادة (3):

امتلاكُ العقل وإرادةُ التغيير:

"خلقَ الله الإنسان مفطوراً على الإيمان به سبحانه وتعالى، ومَنَحَهُ العقل والإرادة الذي يستطيع بهما: إمّا الانحراف عن فطرته وإمّا الارتقاء بقدراته حسب مكتسباته المعرفية، وملَكاته الروحية، وظروفه الاجتماعية... وهذا العقل وهذه الإرادة هي مناط الجزاء الأخروي ثواباً أو عقاباً".

تتناول هذه المادة بالبيان إحدى سُنن الله في خَلْقه، وهي: امتلاك العقل وإرادة التغيير؛ فتوضِّح ما غُرس في كيان الإنسان وعميق وجدانه وأصل خلقته من الشعور الإيماني، كما تبيِّن ما منحه الله للإنسان من عقل وإرادة يستطيع بهما تغيير معتقداته: إمّا بالانحراف عنها أو الارتقاء بها، وذلك انطلاقاً من الآية الكريمة: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم/ 30)، وقول الرسول (ص): "ما مِن مَوْلودٍ إلّا يولَدُ على الفطرة؛ فَأبَواهُ يُهَوِّدانه أو ينصِّرانه أو يُمَجِّسانه".

وهذا العقل وهذه الإرادة هي مناط الجزاء الأخروي ثواباً وعقاباً، قال الله تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) (الأنعام/ 104)، وقال جلّ ذكره: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف/ 29)، وقال تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) (الإنسان/ 3)، وقال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس/ 99)، ولحديث رسول الله (ص): "رُفع القَلَمُ عن ثلاث: عن النائم حتى يستَيْقَظَ، وعن الصَّبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل".

 

- مادة (4):

التساوي في أصل الخلق وتنوُّع الخصائص:

"خلقَ الله البشر جميعاً متساوين في أصل الخلق من نفس واحدة، ويتساوون تبعاً لذلك في الخصائص العامّة، ومع ذلك اقتضت حكمة الله أن يتفاوتوا في بعض الخصائص كالقوّة والضعف، وفي الملَكات والقدرات النفسية والعقلية والجسمية... وهذا التنوُّع البشري في بعض الخصائص هو قوام الحياة بالتعارف والتعاون والتكامل بين الأفراد والمجتمعات، وليس مَدعاة للعداوة والتباغُض".

وفي سياق بيان سنّن الله في خلقه توضّح هذه المادة أنّ الله خلق البشر جميعاً متساوين في أصل الخلق من نفسٍ واحدة، ويتساوون تبعاً لذلك في الخصائص العامّة، قال الله تعالى: (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء/ 1)، وقال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (الروم/ 20)، وقال رسول الله (ص): "الناسُ كُلُّهم بَنُو آدَمَ، وآدم خُلِقَ مِن تُرابٍ".

وقد اقتضت حكمة الله أن يتفاوت الناس في بعض الخصائص كالقوّة والضعف، وفي الملَكات والقدرات النفسية والعقلية والجسمية، وهي ظواهر اجتماعية مشاهدة ومحسوسة ولا تحتاج إلى تدليل، قال الله سبحانه: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) (الروم/ 54)، وقال تعالى: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 247)، وقال تعالى: (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأعراف/ 69).

وهذا التنوّع البشري في بعض الخصائص هو قِوَام الحياة بالتعارف والتعاون والتكامل بين الأفراد والمجتمعات، وليس مَدعاةً للعداوة والتباغُض، قال جلّ شأنه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات/ 13)، وقال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (المائدة/ 2)، وقال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال/ 46).

 

- مادة (5):

الفطرةُ الإنسانية والسنّن الكونية:

"مع وحدة الإنسان في أصل الخَلْق من نَفْس واحدة، فقد خلق الله منها بقدرته زوجين ذكراً وأنثى، ولا تستمر الحياة وتَعْمُرُ الأرض ويتكاثر الجنس البشري إلّا بتلاقيهما وتعاونهما وتكاملهما، وتلك هي سُنّة الله في جميع الكائنات والأشياء الدنيوية... ومن الرابطة بين الرجل والمرأة تتكوّن الأسرة، وهي النواة الأولى للمجتمع الإنساني".

واستكمالاً لبيان سُنة الله في خلقه توضّح هذه المادة أنّه مع وحدة الإنسان في أصل الخَلْقِ من نَفْسٍ واحدة، فقد خلق الله منها بقدرته زوجين ذكراً وأنثى، قال الله جلّ شأنه: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا) (فاطر/ 11)، وقال تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنْثَى) (القيامة/ 37-39)، وقال تعالى: (وَخَلَقْناكُمْ أزْواجاً) (النبأ/ 8).

ثمّ تبيّن المادة أنّ الحياة لا تستمر ولا تَعْمُرُ الأرض ولا يَتَكاثَر الجنس البشري إلّا بتلاقي الذكر والأنثى وتعاونهما وتكاملهما، وتلك هي سُنة الله في جميع الكائنات والأشياء الدنيوية قال الله جلّ شأنه: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات/ 49).

ومن الرابطة بين الرجل والمرأة تتكوّن الأسرة، وهي النواة الأولى للمجتمع الإنساني، قال الله تعالى: (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) (النحل/ 72)، وقال تعالى: (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً) (النساء/ 1)، وقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (يس/ 36).►

ارسال التعليق

Top