• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

نساء في ذاكرة التاريخ

إيمان إسماعيل عبدالله

نساء في ذاكرة التاريخ

ذكر القرآن الكريم أربعين إمرأة تركن بصماتهن المؤثرة في التاريخ نذكر منهن:

- حنة امرأة عمران:
لقوله تعالى في (سورة آل عمران الآيتان 35 و36): (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ). لما ولدت امرأة عمران ابنتها مريم قالت متحسرة محزونة معتذرة "رب إني وضعتها أثنى وهي لا تصلح لخدمة المسجد وكنت أرجو أن يكون المولود ذكراً لأوفي بنذرك، والله عالم بما وضعت" وقد أورد الله تعالى هذه الجملة لدفع توهم أنها تريد إخباره تبارك وتعالى. ثمّ قالت "ليس الذكر الذي نذرته لخدمة المسجد كالأنثى التي وضعتها، والتي لا تصلح للخدمة في بيوت العبادة، فاجعلها عابدة قانتة وإني سميتها مريم (أي خادمة الرب) وإني أجيرها وأحفظها بحفظك هي وذريتها من الشيطان المطرود من رحمة الله". فرضي الله بمريم لوفاء النذر ورباها تربية حسنة تصلح جميع أحوالها.

- أُم موسى (ع):
قال الله تعالى في (سورة القصص الآيات 7-9): (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ).
وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن فرعون كان قد أمر بقتل مواليد بني إسرائيل، فلما ولد موسى (ع) أُلهمت أمه أن تتخذ له تابوتاً ربطته في حبل، وكان دارها متاخمة للنيل، فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها، فإذا ذهبوا استرجعته إليها به. فأرسلته ذات يوم ونسيت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل، فمر على دار فرعون. وذكر المفسرون أنّ الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق، فلم يتجاسرن على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون، آسية بنت مزاحم، فلما فتحت الصندوق ورأت وجهه يتلألأ أحبته حباً شديداً، فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه، فاستوهبته منه ودافعت عنه.
وقال الله تعالى: (سورة القصص الآيات 10-13): (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
قال ابن عباس أصبح فؤاد أم موسى فارغاً من كل شيء من أمور الدنيا، إلا من موسى حتى كادت تظهر أمره وتسأل عنه جهرةً لولا أن صبرها الله تعالى وثبتها، وقالت لأخته وهي ابنتها الكبرى اتبعي أثره واطلبي لي خبره. وكان موسى (ع) لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه برضاعة، فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً، قال تعالى: (عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ). فلما بصرت به أخته لم تظهر أنها تعرفه بل قالت: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ)، فلما قالت ذلك قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في سرور الملك، ورجاء منفعته.
فذهبوا معها إلى منزلهم، فأخذته أمه، ولما أرضعته التقم ثديها، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك، فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها، وأن تحسن إليها فأبت عليها، وقالت إن لي بعلاً وأولاداً، ولست أقدر على هذا، إلا أن ترسليه معي، فأرسلته معها وجعلت بها راتباً، وأجرت عليها النفقات والكساء والهبات، فرجعت به، وقد جمع الله شمله بشملها.

- آسية زوجة فرعون:
ورد ذكرها مرتين في القرآن الكريم: الأولى في قول الله تعالى في (سورة القصص الآية 9): (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، والثانية في قول الله تبارك وتعالى في (سورة التحريم الآية 11): (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
ورد في قصص الأنبياء للثعلبي: إنّ آسية بنت مزاحم امرأة فرعون كانت من بني إسرائيل. وكانت مؤمنة تعبد الله سراً. وعندما أراد فرعون أن يقتل موسى (ع) وهو طفل رضيع وضعته أمّه في التابوت وقذفت به في نهر النيل فأخذه الموج إلى قصر فرعون، وعندما هم فرعون بقتله قالت آسية (قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ) قال فرعون: قرة عين لك أنت أما أنا فلا حاجة لي به.
وقد عاشت في قصر فرعون تعبد الله سراً وتكتم إيمانها خوفاً من بطش فرعون، وكانت على هذه الحال إلى أن قتل فرعون امرأة حزقيل الماشطة وكانت الأخرى مؤمنة تكتم إيمانها، وكانت آسية مطلعة من نافذة في قصر فرعون تنظر إلى الماشطة كيف تُعذب وتقتل، وكانت آسية تعتصر ألماً وحزناً، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها فرعون وجعل يخبرها بخبر الماشطة وما صنع بها. فاستشاطت غضباً وقالت: الويل لك يا فرعون ما أجرأك على الله تعالى. فقال لها: لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك؟ فقالت: ما اعتراني جنون ولكني آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين. فغضب فرعون منها. وحاول أن يثنيها عن رأيها، ولكنها كانت قوية الإيمان.
ولما لم تفلح محاولاته معها أمر بها فمدت بين أربعة أوتاد، وبينما كانت تعذّب دعت الله سبحانه وتعالى أن يبني لها بيتاً في الجنة، وأن ينجيها من فرعون. ثمّ ما زالت تعذب حتى لقيت وجه ربها.

- أخت موسى (ع):
لقول الله تبارك وتعالى في (سورة القصص الآيات 10-13): (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ). وهكذا أسهمت أخت موسى (ع) في عودته إلى أمه كي تقر عينها، وهي قد ذكرت في القرآن الكريم بوصفها أخت موسى دون ذكر اسمها.

- بلقيس ملكة سبأ:
هي صاحبة الصرح المُمَرد من قوارير التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في القصة مع سليمان (ع) في سورة النمل. إذ كان قوم بلقيس يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله، وقد لفت هذا انتباه الهدهد فعاد ليخبر سليمان (ع). فما كان من سليمان (ع) إلا أن أرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتاب يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه. ولما عُرف عن بلقيس اتصافها برجاحة العقل وسعة الحكمة فإنّها جمعت وزراءها وعلية قومها، وشاورتهم في أمر هذا الكتاب فكان جوابهم أنّهم أصحاب قوة وبأس شديد، في إشارة منهم إلى الحرب. إلا أن بلقيس ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم، قال الله تعالى في (سورة النمل الآيات 34-38): (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ * قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).
عندها أيقنت بلقيس بقوة سليمان (ع) وأنّه لا ريب نبي من عند الله. فجمعت جنودها واتجهت إلى الشام حيث سليمان (ع). وكان عرش بلقيس وهي في طريقها إلى سليمان (ع)مستقراً عنده، ومشت بلقيس على الصرح الممرد من قوارير، قال تعالى في (سورة النمل الآية 44): (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، حيث اعترفت بلقيس بأنّها وقومها كانوا ظالمين لأنفسهم بعبادتهم لغير الله تعالى، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.

- امرأة لوط:
قال السهيلي: اسم امرأة لوط (والهة) واسم امرأة نوح "والغة"، وقد وردت الإشارة إلى امرأة لوط في قول الله تعالى في (سورة هود الآية 81): (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
وكان قوم لوط (ع) يأتون الفاحشة، ولقد راودوه عن ضيفه، فأخبرته الملائكة بما سيحل بقومه من عذاب، وأمروه بأن يسري هو وأهله من آخر الليل، وألا يلتفت منهم أحد عند سماع صوت العذاب إذا حل بقومه. ومعنى قول الله تعالى: (إِلا امْرَأَتَكَ) فيحتمل أن يكون استثناء لامرأة لوط من قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) كأن يقول إلا امرأتك فلا تسر بها. ويحتمل أن يكون من قوله تعالى: (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ) أي أنها ستلتفت فيصيبها ما أصابهم، ويقوي هذا الاحتمال قراءة الرفع، ولكن الأوّل أظهر في المعنى.

- بنات لوط:
لقوله تعالى في (سورة هود الآيتان 78 و79): (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِي فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ * قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ). وكان من عادات قوم لوط إتيان الرجال، فقال لهم لوط (ع) هؤلاء بناتي من نساء الأُمّة فتزوجوهن، لأن نبي القوم أب للمؤمنين، هُن أحل وأنزه فاتقوا الله بترك الفاحشة وخوف عقابه ولا تفضحوني في أضيافي.. أليس منكم رجل ذو رشد وعقل يهتدي إلى الحق ويمتنع من القبح؟ فكان جواب قومه أنهم قالوا علمت يا لوط ما لنا في البنات شهوة ولا حاجه وإنك لتعلم ما نريد.

- سارة زوجة إبراهيم (ع):
لقول الله تعالى في (سورة هود الآيات 69-71): (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ). وهذه البشرى الكريمة العظيمة من الله سبحانه وتعالى كانت المعنية بها سارة زوجة إبراهيم (ع) تبشرها بإسحاق ولداً. وذلك عندما جاءت الملائكة إلى سيدنا إبراهيم فقالوا سلاماً عليك، فقال سلام عليكم وما غاب طويلاً إبراهيم حتى جاء بعجل مشوي على الحجارة المحماة بالنار وهو أطيب الشواء، فلما شاهد أيديهم لا تمتد إلى العجل وأنهم لا يأكلون من الطعام الذي قدمه لهم، استنكر ذلك منهم وظن أنهم يريدون شراً وأحس في نفسه خوفاً وفزعاً، فقالوا له لا تخف منا فنحن ملائكة أرسلنا لتعذيب قوم لوط، وكانت امرأته سارة قائمة وراء الستر تسمع محاورتهم وتخدم الملائكة، فضحكت الضحك المعروف بزوال الخوف، فبشر الله تعالى على لسان املائكة بولادة إسحاق ووهبها من بعد إسحاق حفيداً وهو يعقوب.

ارسال التعليق

Top