• ٢٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مظاهر وجماليات المراكز الإسلامية في الغرب

مظاهر وجماليات المراكز الإسلامية في الغرب

◄لا ريب أنّ شكل المسجد أو المركز الإسلامي المُشيّد في بلد غربي، له بالغ الأثر على المجتمع الغربي الذي يحيط به. فكلّما ارتقى ظاهر المركز درجة أعلى في سُلَّم العمارة والفن كلّما استطاع النهوض بمهامه بصورة أفضل وشدّ المسلمين وغير المسلمين إليه وإلى أنشطته أكثر. ومن الواضح أنّ المراكز الإسلامية في الغرب بدأت متواضعة بسيطة في كلّ نواحيها، بيد أنّها تطوّرت بعد ذلك وراحت تحقّق النجاحات تلو النجاحات في السبيل الذي رسمه لها القائمون عليها.

يقول (الدكتور محمّد عبداللطيف مدير المركز الإسلامي في بيروجا بإيطاليا): "أذكر أنّنا حينما بدأنا تأسيس مراكز في بلاد الغرب لم يكن بوسعنا دعوة أهل البلد إليها لإشراكهم في مراسمنا لأنّها كانت مثلاً كاراجاً أو قبوا ثم إنّها ضيّقة وغير مناسبة لدعوات واسعة، لذلك كانت تحرمنا من التواصل مع غير المسلمين، وربما جعلهم هذا يتصوّروننا متقوقعين منعزلين".

ويضيف: "أكدت لنا التجارب أنّ شكل المسجد أو المركز وتصميمه بالصورة الصحيحة له تأثير كبير على إنجاح النشاطات المُقامة فيه. لذلك نجد المراكز التي شُيّدت بشكل لائق لا سيما مسجد روما يُعدّ تحفة فنية فريدة تعكس مستوىً حضارياً راقياً للإسلام. وهذا المسجد له اليوم أهميته في نفوس الإيطاليين أنفسهم فهم يقصدونه ليتمتعوا بجمالياته ويتعرّفوا على الدِّين الحنيف، والزيارات إليه كثيرة خصوصاً من قبل المدارس والطلبة، ويمكننا من خلاله تقديم الإسلام بصيغة حضارية مقبولة".

ويتابع: "الأوروبي إنسان مادّي يهمه المظهر والشكل، ولابدّ لنا من الالتفات إلى هذا الجانب وعرض رسالة الإسلام فيه".

كما إنّ العمارة الإسلامية المستخدمة في المسجد لها بحدِّ ذاتها دور رئيسي في اجتذاب الغربيين. يقول د. محمّد عبداللطيف: "حصل في إيطاليا أنّ بلدية الكسانديا في شمال إيطاليا أغلقت مسجداً بسبب عدم استيفائه للشروط الصحّية والبنائية اللازمة، والواقع أنّ أُموراً كثيراً كانت تنقصه، لذلك اعتبره المسؤولون غير متوفر على المواصفات الأمنية التي تضمن لمرتاديه الأمن والسلامة، وأعطوا القائمين عليه فرصة 60 يوماً لإدخال التغييرات اللازمة عليه".

ويقول (البروفيسور محمّد الهواري مقرر مجلس التعاون الإسلامي في أوروبا وأحد الإسلاميين الناشطين في ألمانيا): "الإسلام أولى أهمية بالغة للجمال وأمر به، ولابدّ من مراعاة الجانب الفني والجمالي في أبنيتنا الإسلامية في الغرب، فالشكل أساسي والنظافة أساسية، وإذا كانت لدينا بضاعة ممتازة يتعيّن علينا تقديمها للأخر بوعاء نظيف باهر".

ويتابع قائلاً: "في مدينة مانهايم الألمانية أسس الأخوة الأتراك مركزاً إسلامياً كلّفهم ما يزيد على 14مليون مارك وتبرعت الأيدي العاملة التركية عندهم بعمل قدره ستة ملايين مارك، وزينوا مركزهم هذا من الداخل بفنون رائعة جدّاً حتى أنّهم فازوا بالجائزة الأولى في مسابقة كبيرة على مستوى ألمانيا كلّها تتعلق بالأبنية الثقافية".► 

ارسال التعليق

Top