• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

دور الأسرة في رعاية موهبة الطفل

دور الأسرة في رعاية موهبة الطفل

تعتبر الأسرة هي البيئة الطبيعية التي يمارس فيها الفرد حياته، لذلك فإنّ لها دوراً هامّاً في اكتشاف الموهوبين من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكانياتهم، غير أنّها تعجز أحياناً عن القيام بدورها  كاملاً وذلك بسبب عوامل نقص الخبرة أو قلة التدريب أو تعرض طفلها لعوامل الحرمان المتنوعة بشكل مباشر أو غير مباشر ومنها:

أ‌)       مساعدة الأسرة، من ناحيتين هما:

الناحية الأولى: كيف تتعامل الأسرة مع أفكار الطفل الموهوب؟ وكيف تتصرف حيال أسئلته غير العادية؟

الناحية الثانية: كيف يمكن للأسرة المساهمة في تخفيض حدة القلق لدى الطفل الموهوب وأسئلته دون التأثير على مستوى إبداعه؟

من كلا الموقفين يتطلب من الأسرة عدم السخرية من أفكار الطفل وأسئلته وذلك حتى لا يتخوف من التعبير عن أفكاره أو يتردد في الإعلام عنها، وعادة ما تؤدي الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال الموهوبين إلى الشعور بحالة من الرضى والاطمئنان بعد أن يكونوا قد عرفوا صحة إجاباتهم وهي بذلك تدل بشكل واضح على الرغبة في التعلم والتدريب وارتفاع الدافع إلى التحصيل لديهم.

ب‌) أهم الملاحظات والتوجيهات التي تساعد الأسرة في القيام بدورها:

التوجيه الأوّل: على الأسرة أن تعمل على ملاحظة الطفل بشكل منتظم، وأن تقوم بتقويمه بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة لأنّ الفشل في ذلك يؤدي بالأسرة إلى الوقوع في خطأين هما:

الخطأ الأوّل: المبالغة من الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع شخصي أو رغبة منهم في التباهي والتفاخر بأبنائهم مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة بسبب رغبة الآباء بضرورة تحقيق مستويات للتحصيل والتفكير العقلي أعلى بكثير مما يقدر عليه أبنائهم.

الخطأ الثاني: يشعر الموهوبون في قرارة أنفسهم بعدم تفهم آبائهم لهم وتجاهل مواهبهم وقدراتهم بسبب سوء التقدير وانعدام الفهم أو بانشغالهم بالمصالح الخاصة مما يدفع إلى الشعور بالضيق بسبب الكبت والحرمان.

التوجيه الثاني: على الأسرة أن تتعرف على الموهوب في سن مبكرة ويساعدها في ذلك إتاحة الفرصة لملاحظة أبنائها عن قرب لفترات طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة فللموهوبين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تمزيهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في اعمارهم.

التوجيه الثالث: يحتاج الطفل الموهوب من أسرته إلى توفير الإمكانيات والظروف المناسبة له وإلى إتاحة الفرصة للتعرف على الأشياء الجديدة في مجالات التفكير والإبداع مع تشجيعه على القراءة والاطلاع.

التوجيه الرابع: على الأسرة أن تعامل الطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو إهمالها، ومن جهة أخرى يجب عليها ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحدّ مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبير.

التوجيه الخامس: على الأسرة أن تنظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبداعية المتميزة فقط، وعليها أن تعرف بأن على الطفل الموهوب أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية.

وهكذا فعلينا أن نذكر بأنّ الموهوب طفل كغيره بحاجة إلى الحب والتقدير وأن نوفر له الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته.

 

المصدر: كتاب الأمن التربوي للطفل في الإسلام للكاتبة أ. د. فاطمة محمَّد

ارسال التعليق

Top