• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

النفاق في القرآن الكريم

أسرة البلاغ

النفاق في القرآن الكريم

النفاق أصله من نفق الشيء أي مضى ونفذ ومنه يسمى النفق تحت الأرض يقال نفقت الدابة بالموت ونفق المال بالانفاق ومنه النفقاء لليربوع وهو الدخول من باب والخروج عنه من باب، والنفاق هو الدخول من باب والخروج عنه من باب آخر أي الخروج من الشرع تحت ستار الإيمان وقد جاء في وصف المنافقين وعلاماتهم ونتائج نفاقهم في آيات قرآنية كثيرة:

1-    انّ المنافقين هم الفاسقين لأنّهم الخارجون من الشرع: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة/ 67).

2-    النفاق أشد خطراً من الكفر ولهذا كان صاحبه أشد عذاباً: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ) (النساء/ 145)، فالمنافقون يبطنون الكفر ويقلّبون الأمور كيداً ومكراً ويكذبون بآيات الله باطناً، أما ظاهراً فهم يعلنون ولاءهم لهذه الآيات في حين انّ الكافرين يكذبون بآيات الله باطناً وظاهراً.

3-    من أساليب المنافقين في نشر التفرقة ومحاربة الله ورسوله والتجسس على المسلمين هو نشر الاشاعة كوسيلة للتفرقة ولبث الذعر واشاعة الفوضى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ) (النساء/ 83).

4-    المنافقين يقومون بتشجيع المؤمنين على الفرار من الزحف وعدم مشاركة المسلمين في حروبهم أو نهضتهم الحضارية عن طريق تثبيط العزائم وتبريد الهمم: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) (النساء/ 72-73). (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا) (التوبة/ 81).

 

صفات المنافقين في القرآن:

1-    إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا) (النساء/ 142).

2-    التزلف للمسلمين ولاعدائهم فإذا كانت الكفة بيد المسلمين اظهروا لهم المودة وان كان للكافرين نصيب سارعوا إليهم (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النساء/ 141).

3-    انّهم لا يؤمنون باليوم الآخر: (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) (التوبة/ 45).

4-    المنافقين جبناء وجبنهم وخوفهم هو سبب تملقهم لمواطن القوة إذا ظهرت لدى هذا الفريق أو ذاك: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) (الحشر/ 14).

5-    هدفهم الظاهر ارضاء المؤمنين وبهذا يكشفوا عن هويتهم المريضة (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) (التوبة/ 62).

6-    يفرحون بالنجاة والراحة والسلامة خاصة في مواقع الشدة، (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) (التوبة/ 81)

7-    يقدمون الاعذار للفرار من المسؤوليات ولتبرير مواقفهم المنحرفة (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) (التوبة/ 94).

8-    يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف وهم بخلاء أيضاً: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ) (التوبة/ 67).

9-    الكذب سجية المنافقين: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون/ 1).

10-                    الاستهزاء بالله ورسوله وأولي العلم والأمر، والسخرية من المؤمنين: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة/ 65)، (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة/ 79).

11-                    اتخذوا من الإيمان ستار وجُنة للوصول إلى أهدافهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (المجادلة/ 16).

 

نتائج النفاق:

1-    عدم الصلاة على موتاهم أو قراءة الدعاء عند قبورهم، بلا لا يجوز حتّى دفنهم في مقابر المسلمين: (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) (التوبة/ 84).

2-    لا ينفعهم استغفار الرسول لهم أبداً: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) (التوبة/ 80).

3-    لا يحق لهم مشاركة المسلمين في حروبهم وعقودهم وعهودهم: (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) (التوبة/ 83).

4-    بشرهم تعالى بالعذاب الأليم واللعنة الدائمة: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (التوبة/ 68).

5-    المنافقين لا نور لهم في الدنيا: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ) (البقرة/ 17)، ولا نور لهم في الآخرة أيضاً: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا) (الحديد/ 13).

 

المصدر: مجلة البصائر/ العدد الخامس

ارسال التعليق

Top