• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف أكون قوية؟

أسرة

كيف أكون قوية؟

مشكلتي وباختصار انني كنت في طريق الايمان ولكن انحرفت وعندما تبت ورجعت احس بانني مهملة وكسولة حتلا اني استثقل الصلاة واقطعها واحس بانني لابد ان اكون جدية ومسؤولة لأن الدين مسؤولية ولكن كلما احاول افشل واقول علي ان اكبر واصبح جدية وهكذا الان اعتزلت الناس كليا و اريد ان اصبح مسؤولة وان لا اكون مراهقة متسيبة وغير مكترثة.
سؤالي كيف اصبح جدية وان اثابر على الصلاة وان ابعد ضعف النفس والخمول والكسل مني وان استخرج من نفسي القوة وقوة الارادة.

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
ورد في الحديث المأثور: (الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل).
وبالتالي عليك أولاً ترسيخ الإعتقاد في القلب بالشكل الذي تعيشين حياتك وأنت ترين طريق الإيمان أوّله وآخره، الذي يبتدأ بطاعة الله تعالى والعمل الصالح وينتهي بالجنة، وتكونين على يقين بأن لاسعادة ولاهناء إلا بسلوك هذا الطريق، وأن تركه لا يؤدي إلاّ إلى الشقاء والحرمان من رضا الله تعالى والابتعاد من رحمته، وأن طريق الطاعة يجمع بين حسن الدنيا وحسن ثواب الآخرة.
قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)(طه/ 124-126).
وقال جلّ ذكره: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر/ 1-3).
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) (مريم/ 96).
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة/ 277).
وهكذا بقراءة القرآن وتدبّر آياته نحصل على الكثير من حقائق الحياة وبينات الهدى التي تنير لنا الطريق، ليكون واضحاً من مبتداه حتى منتهاه، ونشم ريح الجنة فكلما عملنا عملاً صالحاً وتحرقنا لهيب النار ولو من بعيد كلما اقتربنا من معصية وإثم.
الأمر الآخر، أن نعلم علم اليقين أن هذا الاعتقاد لا يترسخ وربما لا ينفع إلاّ إذا اقترن بالطاعة والعمل الصالح.
وبالتالي نشدّ الهمة ونعزم على السلوك القويم والابتعاد عن السيئات، وكلما عملنا صالحاً قويت عندنا النية وترسخت أقدامنا على الطريق، لأننا سنشعر بلذة الطاعة وحلاوة الايمان وننعم بالأمن والاطمئنان وسيفتح لنا الله تعالى آفاقاً جديدة من توفيقاته ورضوانه.
وربما يعاني الإنسان من الكسل والضجر بشكل عام وينعكس ذلك على طاعاته وعباداته، ففي الأثر عن أئمة أهل البيت: (إياكم والكسل والضجر فإنهما مفتاحا كل شر، مَن كسل لم يؤدِّ حقاً، ومَن ضجر لم يصبر على حق).
ويتطلب ذلك أن يغير الانسان من نمط حياته ليبعث فيها النشاط والأمل، ومما ينفع في ذلك الاستيقاظ المبكر وممارسة الرياضة وترويح النفس بالأذكار والمطالعة ومشاهدة البرامج المفيدة، وزيادة التحرك بالقيام بالأعمال المنزلية، والتسوق، والتفاعل مع الطبيعة بمائها وخضرائها ومناظرها الجميلة، وزيارة الأهل والأقارب، ومساعدة الفقراء، والعمل بجد ونشاط.. وغيره، والتذكر دائماً قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) (النجم/ 39-40).
وقوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة/ 105).
ومن الله التوفيق.

ارسال التعليق

Top