• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

لا حدود ولا منطق للأحلام

لا حدود ولا منطق للأحلام
   ◄"من أجمل الأشياء: أن تحلم بالمستقبل".

(الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم)

عرفنا الأحلام في الليل، ولكنّا لم نعرف الأحلام في وضح النهار.. بلى هناك ما هو أمتع من أحلام النوم، إنّه حلم اليقظة.. فما تعيشه اليوم هو حلم الماضي.. وأحلام اليوم ستعيشها غداً.. إذا صدقت.. يجب أن تؤمن بأنّ كلَّ إنسانٍ ناجح وفعّال لابدّ أن يكون له حُلمٌ وأمنيةٌ يعيش على أملِ أن يراها حقيقةً في المستقبل..

وهذا الحلم ليس له حدودٌ؛ فلو قلنا سابقاً عندما تحدثنا عن الأهداف والخطط: إنها من المفروض أن تكون منطقية وقابلة للتحقيق، فالأحلام بعكس ذلك، ليس لها حدود..

"الخطط هي التي يجب أن تكون منطقية، أما الأحلام فلا"..

(ريتشارد تمبلر)

احلم وحلِّق بجناحيك فوق السحاب.. لا تخف، فما من مخالفات مروريةٍ على مركبات الأحلام، ولكن احلم بكلِّ ما هو لك خيرٌ، ونجاح، وتميُّز، ولا تحلم أبداً بالانتقام من أحدٍ أو تحلم بأن ترى السوء في أحدٍ، فالله – سبحانه وتعالى – لربما سيحقق لك هذا الحلم ويستجيب لك في لحظة..

"إذا تمنّى أحدكم فلينظر ما يتمنَّى، فإنّه لا يدري ما يُكْتَبُ له من أُمْنِيَّتِهِ".

(حديثٌ نبوي شريف، رواه البخاري في "الأدب المفرد").

 

إن حُلمك ينبع من مدى اعتزازك بنفسك، فارفع سقف أحلامك، ولا تستصغر الأحلام..

تمنّى معالي الأمور في خير الدنيا والآخرة، وفكرة: أنّ كلَّ ما هو ممكن لغيرك ممكنٌ لك..

أعلن وبثقةٍ: أنك صاحب حلمٍ وأمنية.. دوِّنْه، وضعه أمام عينيك، وعش على أمل أن تراه حقيقةً قريباً.. ولتعلم: أنّ صدقك في الطلب سيوصلك للنتيجة، ولا شيء مستحيل؛ لأنّ الله لا يضيع عمل عامل في الدنيا والآخرة..

 

·      الإصرار واليقين في تحقيق الأحلام:

"إنّ المستحيل هو الذي لا يقدر الإنسان على تحقيقه، ولا يُكسر المستحيل إلّا بالله – سبحانه وتعالى –، تظل بين الإنسان الناقص والمستحيل مسافة لا يمكنه أن يحققها، ولهذا يظل المستحيل مستحيلاً... ولكن هذه المسافة يختصرها الله للمُصِرِّ، الدؤوب، الحريص على الوصول.. يحققها الله له مكافأةً له على إصراره".

(د. صلاح شفيع)

ولتكن أوّل خطوة من خطواتك بعد أن ترى حلمك أمامك، أن تحاول الوصول إليه في اليقظة بالجد والالتزام؛ الذي هو الإصرار، والذي هو أروع من الذكاء..

ابدأ بالبحث عن أدواتٍ تعينك في الوصول إلى أمنيتك..

إياك والتخلِّي عن هذا الحلم عندما تشعر بالوهن والضّعف، وتغرك نفسك بأنّ الطريق طويل.. عزز يقينك بنفسك؛ لأنّ ضعف اليقين هو من جعل أكثر الناس من عامة البشر..

والذي ميَّز العقلاء والقادة وأصحاب النجاح شيءٌ واحد هو: الإصرار واليقين.

لا تتعجب من قلة أصحاب الهمم؛ لأنّ أكثر الناس ينسحبون بعد أوّل سقطةٍ، ويركنون إلى الأرض، وهم لا يدركون أنّهم لو نهضوا لرأوا القمة قريباً منهم..

"يتحقق النجاح من خلال المثابرة بعد استسلام الآخرين".

(ويليام فيزر)

أغمض عينيك معي وتخيل شخصيةً مرموقة تعتبرها مَثَلَكَ الأعلى في أي مجالٍ من مجالات الحياة، ابقَ على ذلك لثوانٍ.. ثم استبدل صورته بصورتك أنت.. ماذا أحسستَ الآن؟.. فخر، زُهُو، أحببت نفسك أم قدَّرت ذاتك.. أكثر من ذلك بكثير.. اطبع هذه الصورة في عقلك الباطن أو على الورق..

لا تمزِّق هذه الصورة الرائعة بالكسل والاستسلام..

فإذا أحسست بالكسل والخمول وضعفٍ في النفس، ادعو بدعاء الرسول (ص) لتستمدّ المدد والعون من الله..

"اللهم إني أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ".

(رواه البخاري)

 

·      ما هو الالتزام الذي يمكِّنك من تحقيق حلمك؟

الالتزام: هو القدرة على التحكُّم في حياتك، وتحمل المسؤولية الكاملة عن نفسك لتمكنها من تحقيق أحلامك دون أن تنصاع لأعذار الحياة، وأن تؤمن بأنّ هذه المهمة هي لك وحدك، ولن ينجزها بدلك أحدٌ أبداً.. وهو الجسر الواصل الذي بين الأهداف والإنجازات..

"لقد أخطأت أكثر من (9000) تصويبة خلال تاريخي في اللعب، وخسرت حوالي (300) مباراة.. ولـ(26) مرة عهد إليَّ بالتصويبة الأخيرة التي يمكن أن تعود على فريقي بالمكسب، لكني أخطأت التصويب.. لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي، ولهذا السبب تحديداً تمكنت من النجاح".

(مايكل جوردان)

إنّك لن تحصل على شيءٍ إذا استسلمت ولم تحارب لترى نفسك تعيش حلمك.

هل سمعت بأحدٍ من المتميزين تمكّن من الحصول على مبتغاه دون أن يمر بتحدياتٍ وصعوباتٍ؟!..

إنّ المثابرة صديقٌ ملازمٌ للنجاح.

"لا تُنْجَزُ الأعمال العظيمة بالقوّة، بل بالمُثابرة".

(صمويل جونسون)

وعندما تعجز عن إيجاد طريق يوصلك لما تريد، لا تيأس، فكِّر كيف ستشق طريقك أنت.. ولتعلم أنّ أي شيءٍ أتى لك بالسهل وبالاعتماد على الناس لن يكون مؤثراً، فالجزاء من جنس العمل، لا تؤمن إلّا بقدراتك أنت، وهنا منشأ القوة عند البشر.. فهذا حلمك أنت.. ولن يجعله حقيقة إلّا أنت..

"عندما لا تجد طريقاً أمامك؛ فلتشقَّ طريقك بنفسك".

(الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم)

وعندما تشق طريقك بنفسك وتصل لما تريد ستندم على الأيام التي أمضيتها خائفاً من الصعوبات؛ لأنك اجتزتها وستراها الآن من منظورٍ آخر.. وستعرف أنها لم تكن بالصعوبة التي كنت تخافها، بل هي أسهل مما كنت تتخيل..

"عندما يتحقق النجاح، تبدو الرِّحلة وعقبات الطريق أسهل مما كانت في الواقع".

(نسيم صمادي)

إيّاك أن تندم على أي خطوةٍ قمتَ بها لتحقق نجاحك، فلو تعلمت لغةً ولم تستفد منها لاحقاً، أو حاولت في مشروعٍ ما وفشل، أو بنيت علاقات مع عملاء ولم تأتِ بنتيجةٍ، فهذا ليس بمصدر قلق، ولست الفاشل المحبط، وإنما أنت كسبت شرف المحاولة، وكلّ المحاولات حتى الفاشلة منها هي درجةٌ نحو الارتقاء للقمة..

"لم أقلق من الفعل والتنفيذ أبداً، ما يمكن أن يقلقني هو عدم الفعل".

(وينستون تشرشل)

كما أنّ الشكوى والتذمر والضَّجر من صعوبات الوصول لن تزيد الأمر إلّا تعقيداً، فلم نسمع في تاريخ البشر: أنّ المتذمِّرين السَّلبيين ركبوا موجة النجاح، وإنما كانوا فقط من المتفرجين..

"الشكوى والتذمُّر لا يجتمعان مع الإنجازات وتحقيق الأهداف".►

(د. بدر صادق)

المصدر: كتاب أنت ونفسك رحلة التغيير

ارسال التعليق

Top