• ٢٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مكاشفة الذات

مكاشفة الذات
◄كيف تكون مكاشفة الذات؟

·      الوعي:

الذات البشرية ليست عبارة عن مجلداتٍ من المعرفة، أو أسطوانة مدمجة مليئة بالمعلومات السابقة، لهذا: كان الوعي وتفتيح عقل الذات هو الأساس؛ لأنّ العلم هو الأساس والجهل هو الارتكاس.

لأنّ العلم هو من أفضل الاستثمارات على الإطلاق، بل إذا أحسنّا توظيف هذا العلم في معرفة أحوالنا وذاتنا، عندها نقف على إمكاناتنا الكامنة بداخلنا، ونستطيع حقيقةً أن نحل جميع المشكلات التي نعاني منها، ونكبح جميع الصعوبات التي تواجهنا.

·      الموجه:

دائماً الموجه والمحرك لنا ما نعتقده، لهذا: فمن الواجب على الواحد منّا أن يتعامل مع كلّ ما ينتمي إلى حقل العقائد والمبادئ والقناعات ولكن شرط الحذر والأناة والرويّة والتحري الدقيق حتى نعامل الموجه الذاتي المعاملة اللائقة به.

·      المؤشر:

الروح المفطور على الحقيقة، هو المؤشر، والمساعد له: القلب الخالي من الرّان.

بل أقول: السعادة الحقيقية لا تنبع مما حولنا، ومن المتع والملذات الآنية، وإنّما السعادة الحقة هي الإحساس بمباهج القرب من الله، ومن نشوة الانتصار على كلّ المغريات والمحفّزات الشيطانية، وضغوط الشهوات الإبليسية؛ لأنّه مؤشرنا، وحضارتنا لا تنبع من الأحجار والتراث القديم، بل سمة حضارتنا وطابع نهضتنا هو روحي أخلاقي، وهو في المقام الأوّل قربنا إلى الله وصفاء سريرتنا.

·      المغناطيس السّاحر:

السحر الحقيقي للذات لا ينبع من الجسد والتكوين الظاهري، بل ينبع من جمال الروح وصفاء السريرة، ورقي الأخلاق.

·      في الميزان:

نحن نعيش ضمن الميزان الحاكم لنا، والسلوك على رأس هذا كلّه، لأنّه يحدد نوعية الواحد منا، وهذا السلوك هو الوحيد المحدد نوعية الأعمال والوظائف التي نقوم بها ونمتهنها في حلنا وترحالنا.

·      دينمو الذات:

الدينمو الحقيقي والمحرك لها هو الفكر، ولهذا نُسعف أنفسنا بمقولة: استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفكر.

وكذلك قال الحسن البصري: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة.

·      غذاء الدينمو:

العلم والمعرفة هو المغذي الحقيقي، وهو السلطان الحقيقي الذي يمكّن الناس من اكتشاف المنهج الأكثر ملاءمةً لحل مشكلاتهم ولنهوضهم وتقدمهم ورقيهم.

·      التجديد رائد الفكر:

إذا أراد الإنسان التقدم والتغيير لابدّ من إثراء الحياة بما هو جديد وغير مسبوق ليكون رائداً في ذلك.

·      المفتاح:

التعامل مع المشكلات الطارئة أو الأزمات الحالة، أو الضائقات المعكرة، ناتج عن عدم رضانا عن المفتاح الذي نريد امتلاكه؛ لأنا بعيدين جدّاً عن الواقع، وما زلنا نعيش على ثرى أسلافنا الأقدمين.

لهذا: مفتاح حلّ هذه المعضلات هو رؤية الواقع المعاش بمنظار الإنسان الصانع للمفتاح السحري.

·      التسويق:

الذات دائماً رهينة بل حبيسة الماضي وهذا ما يسوغ سوء نتائجنا التي نصل إليها، أما لو كانت نتائج ذاتنا رهينة الحاضر متطلعة لمستقبلٍ أسعد وأفضل لكان تسويقها لما تحمله من الذين سجلوا أرقاماً قياسية في التعامل مع الحياة بشكلٍ أسلس على الرغم من القسوة في التعامل مع الحياة.

·      المؤهل:

مدى نجاحك وتفوق ذاتك يستدعي منك أن تكون قد حصلت على مؤهلات سبر أغوار الحياة.

وهذا لا يتطلب منك جهداً كبيراً، بل هو أبسط من أن يتعب بفكره أي شخص.

·      إبداعك:

هو تحويل التراب تبراً، والماء ذهباً، والسماء مطراً.

هذا هو مفهوم الإبداع: أن ترى الأشياء الموجودة بشكلٍ مختلف بصيغة مختلفة بلون آخر من صنعك.

·      كن متوازناً ومعتدلاً:

إذا لم تملك الميزان الذي تزن به أعمالك وتصرفاتك، فسوف تفقد الضابط للحركة الصحيحة، وتهوي في دركات الشقاوة والضنك، وستكون من ألد أعداء الحقّ والصدق.

فاعتدل وتوازن تقطع الطريق على حبل السيرك الطويل من غير أن تفقد توازنك..

·      هدفي القمة:

يجب أن تكون الذات السّاعية لتمتلك مفتاح المستقبل، لما تتطلع إليه من إثرائها، وامتلاكها أغوار كلّ شيءٍ تتطلع إليه.

هذا هو الهدف المنشود.►

 

المصدر: كتاب رحلة مع الذات

ارسال التعليق

Top