• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أزمات الشباب بين الواقع والطموح

أزمات الشباب بين الواقع والطموح
◄إنّ أزمة الشباب تختلف شكلاً ومضموناً وعمقاً بحسب المجتمع الذي ينشأ الشاب فيه، ويعكس، بالتالي في أزمته الظروف الاجتماعية التي ينشأ فيها. هناك تغيّرات تحدث داخل الشاب، تؤثر، لكن الأثر الكبير إنما مرده إلى طريقة تعامل المجتمع مع الظروف التي أدت إلى تحوّل الأشبال إلى مرحلة الشباب، غالباً ما يكون التغيّر الفيزيولوجي غامضاً، حيث لم يعد الشاب يعامل معاملة الطفل، وبالوقت نفسه لا يُسمح له بإبداء الرأي وبالمشاركة في أعمال الكبار، فيشعر الشاب بالاغتراب لأنّه لا يعرف من هو، بعد أن أخرج من مرحلة الطفولة وأساليب التعامل معها، في حين لا يُعامل معاملة الراشدين فيشعر بأنّه هامشي غير مرغوب به. إنّ حاجات الشاب تتوزع على الشكل الآتي: 1-    حاجات فيزيولوجية: تتكون من دوافع متنوعة تحتاج إلى إشباعها. 2- حاجات نفسية: تتطلب فهم الذات وتقبلها وفهم الآخرين لها بمنح الشاب استقلالاً نسبياً لاتخاذ القرارات الهامة التي يكون لها دور رئيسي في تقرير مصيره، وفي تشكيل سيرة حياته. 3- حاجات اجتماعية: تتركز في قبوله بمجتمع الراشدين، ومنحه الحب، ومنحه فرصة لتأكيد الذات من خلال عمل مهم يقوم به للمجتمع. لكن الإحباطات التي يعانيها على الصعد المختلفة، تؤثر في توجهاته، وفي طريقة تعامله مع العالم الخارجي الذي يبدو عدائياً في كثير من الأحيان. إنّ الوضع المربك للشاب العربي تشكّل من وضع العرب غير المرضي لطموحه، فلا هو ينتمي إلى دولة قوية تستطيع مجابهة التحديات العالمية، ولا هو يأخذ فرصته في السعي إلى تحقيق ذلك. هذا فضلاً عن ملاحظته وجود فئات اجتماعية متفاوتة ومتناحرة في مجتمع استهلاكي يعاني من بيروقراطية تعيق حركة الشباب هذا في حين أنهم يلاحظون تقدم العالم علمياً بشكل كبير، في حين أنهم ورثوا حيرتنا بين التراث والغرب. إنّ السرعة المتزايدة في التقدم التكنولوجي المستجلب من الخارج يربك شبابنا، لأنّنا لم نستعد كفاية للتكيف مع هذا التقدم في منظومة قيم مناسبة، كما أنّنا نكتفي باستيراد منجزات العلم الحديث من غير أن نتمكن من امتلاك مفاتيح أسراره. وهذا يتركنا عرضة للاستلاب والتبعية الدائمة لمن يمتلك – في أي وقت – إرسال فيروس يشل كل التقنيات التي ننعم بها (بفضل) ما يقدمه الغرب من (فتات) لنا، خاصة من المصانع أو الأسلحة التي ترغب الدول المتقدمة في التخلص منها. هذا في حين أننا نطالب الشباب بالتعلم موضحين أهمية العلم وضرورته، ثمّ نسد بوجوههم الطرق إليه. نطالبهم بالحصول على معدلات عالية خلال سنة واحدة (ثانوية عامة) من خلال امتحانات إرهابية تجعل المعلم والتلميذ خصمان لا متعاونان لإنجاز المهمة التعليمية. نمنع التعليم الخاص والدورات... في حين يتجه العالم إلى التعليم عبر الإنترنت والجامعة المفتوحة وحرية اختيار الكلية. إنّ اختيار الكلية للشاب لا يعني أننا نجعله بارعاً في مجال ما، يبقى إختياره، وله أن يبحث عن مهنة مناسبة واختصاص مناسب. إنّ آينشتاين الذين كان كسولاً في دروس الحساب برع في الرياضيات، ولو أننا أطّرناه تبعاً لدراسته لما استطعنا معرفة شيء عن النسبية. إنّ معظم المواد الدراسية لا تعبر عن اهتمامات الشباب ولا تجيب عن الأسئلة الملحة التي يفكرون بها، ولا تتيح فرصة لفهم الواقع. بل تقدم إليهما المعلومات وكأنها شيء صحيح ونهائي ولا نقاش فيه، وهم ملزمون بطباعته في الذاكرة للحصول على أكبر قدر من العلامات، ثمّ يلقون به خارج أدراج الذاكرة بعد ذلك، لأنهم تدربوا على أن مهمة الحفظ تنتهي بالحصول على نتائج الامتحانات. كما أن اختبار الذاكرة لا يجدي في عصر نحتاج فيه إلى ملكات العقل الأخرى لنصل إلى مرحلة الابتكار، وامتلاك القدرة على إيجاد الحلول لمشكلاتنا. تتعامل المدرسة مع الشاب بوصفه (مجموعاً) أو رقماً حسابياً لا غير، ولا يشعر الشاب أنّه متميز فيها. وبعد أن ينجز الشاب مهمة الحصول على العلامات، ويتوزعون في الفروع الجامعية والمعاهد التي رُسمت لهم من خلال مكاتب التنسيق، ويتخرجون منها، يجد كثير منهم أنفسهم عاطلين عن العمل. وإذا وجد فإنّ العمل الذي يتاح لهم لا يناسب استعداداتهم وخبراتهم وميولهم، بل كثيراً ما يتعارض معهم. ويصبح العمل – حينذاك – نوعاً من التعذيب. ويقابل الشاب العمل – تدريجياً – باللامبالاة. وهكذا فإننا ننتج حرفيين بلا وعي أو شعور بالمسؤولية وغير قادرين على ربط النظرية بالعمل أو بالواقع العملي. وهم – أيضاً – يعانون من فقدان الثقافة التي يحتاجونها في مراحل تغيراتهم العمرية. فلا تقدم لهم ثقافة جنسية، وهم بأمس الحاجة إليها، فيتبادلون المعلومات الخاطئة سراً، وسط شعور بأن مجتمع الكبار لا يبالون بمشكلاتهم ولا يعيرونها أي انتباه. وبدلاً من ذلك يُرهق الشباب بمواد، يعرف المدرسون والتلاميذ بأنها حُشرت في المناهج من دون أدنى فائدة، في حين وُضعت برامج لأنشطة فنية وثقافية ورياضية من غير أن يعنى أحد بها، لأنها لا تدخل في المجموع العام المطلوب للشهادات، والشهادات التي تتطلب مجاميع عالية تخلو من هذه المواد، فلم يضيع الأساتذة والتلاميذ أوقاتهم بها؟! إنّ أزمات مجتمعنا العربي هي السبب الرئيسي في تفريخ أزمات الشباب، حيث لم يعد للتعليم جدوى في نظر الشباب وإنما الشهادة هي الشيء المطلوب، وهذا يؤدي إلى تهاوي أحلام الشباب في العمل المنتج المحبب، ويتهاوى الحلم في وجود أمة عربية موحدة في ظل تقسيمات طال أمدها من دون أي تغيير أو تقدم. لقد حلم الشباب طويلاً بسعة الرزق بعد التخرج، وبتكوين أسرة أمنة، ثمّ لاحظوا أن ذلك يتطلب معجزة إلهية. نقول للشباب: نعمل من أجلكم، أنتم المستقبل، وهم يرون أننا نستخدمهم أدوات لتنفيذ ما يصبوا إليه الكبار. والواقع أن تغيرات الشباب ليست أزمة لا يمكن تفاديها، على الصعيد النفسي الذاتي للشاب، إذا تمكنا من ضبط المحيط بشكل يتلاءم مع المتغيرات. وذلك بالابتعاد عن الضبط القسري الصارم، والتعامل بمرونة ومحبة، وبشكل صريح وواضح وفي إزالة التعارض بين القيم المعلنة والسلوك الفعلي، وعدم التفريق بين الاختصاصات الدراسية بطريقة تشعر بعض الشباب بالاستعلاء وبعضهم الآخر بالدونية. لابدّ من احترام مختلف المهن، والمساواة في المعاملة، بصرف النظر عن الترتيب في العائلة. والنظر إلى قضايا الجنس والحياة والعمل على أنها موضوعات علمية تهم الصغار والكبار، وليست محرمة على أحد، والغاء السرية على بعض الحقائق الجنسية والبيولوجية التي يريد أن يعرفها الأطفال والشباب، وتعليم الاعتماد على النفس بلا قسر أو تدليل. والشدة مطلوبة هنا في جعل الشاب يتحمل تبعات اختياراته، من غير السعي إلى تقديم ما يحتاجه على طبق من ذهب، ومن غير أن يشعروا بلا مبالاة المجتمع الذي يزج بهم في معترك الحياة من غير أن يراعي أوضاعهم واختلافاتهم الفردية. بلا لابدّ أن نوضح للشاب أنّه أصبح في مرحلة أخرى من حياته، تحتاج تدريبات مناسبة ومهارات خاصة. إن أزمات الشاب هي مسؤولية مجتمع الكبار، بالدرجة الأولى، ولكن الحل لا يكون بأن نرسم لهم ما نريده نحن، بل بأن نقدم لهم مفاتيح صحيحة لفهم العالم والتعامل معه، وبأن ندربهم على أسلوب التفكير الحرّ الذي يستطيع أن يستوعب المشكلات ويستنبط الحلول اللازمة لها. وبغير ذلك لا نستطيع الشباب المشاغب أو المتمرد بالانحلال، ولن يحق لنا اتهامه بالفساد، لأنّه – بطريقة أو بأخرى – يحاول أن يفرع شحناته وطاقاته الهائلة بطرائقه الخاصة، مادمنا لا نساعده نحن على ذلك ولا نتيج له الفرصة ليكون فاعلاً في مجتمعه. إنّ التغريب والاغتراب والصراع النفسي، أمور نزج بها نحن في طريق الشباب حين لا نمنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم بوسائل مشروعة، فيها كثير من الحب، وقليل من الحزم اللازم للضبط الاجتماعي.  

            

- الأسباب الكامنة وراء مشاكل الشباب: إنّ التعرف على الأسباب الكامنة وراء ارتكاب الشباب لبعض المخالفات التي تضعهم في خانة الخارجين على القانون والمجتمع ضرورة ملحة، لتلمس مواطن الداء، واقتراح الحلول المناسبة والكفيلة بالقضاء على تلك الظاهرة، أو الحد منها. وتتمثل مشكلة هذا البحث في تحديد بعض المشكلات السلوكية التي تصدر من الشباب، مثل العزوف عن الدراسة، والمعاكسات، والمخالفات المرورية، والإدمان على تعاطي المخدرات، ووصف تلك المشكلات، وتحديد الأسباب المؤدية إليها، لنتمكن من اقتراح الوسائل والطرق العلاجية المناسبة لها. ولكن نتمكن من تجنيب الشباب سبل الانحراف لابدّ من التعرف على الأسباب التي تؤدي بهم إلى سلوك السبيل غير السوي، وبالتالي إغلاق باب ذلك السبيل دونهم، وتوجيههم نحو السبل الأمنة، التي تصل بهم برّ الأمان. وتتمثل في:   1- تراجع دور الأسرة: كانت الأسرة وما تزال حجر الأساس في العملية التربوية، وإذا كان دورها قد تراجع في الآونة الأخيرة، فلأنها هي التي فسحت المجال لغيرها من الوسائل أن تأخذ مكانها، بدلاً من أن تكون بمثابة أياد مساعدة لها في دورها الأساس. إنّ إنشغال الأب أو الأبوين في العمل خارج المنزل طوال النهار سوف يؤثر على مستوى تربيتها ومتابعتهما لأبنائهما وبناتهما، مما يفتح الباب لدخول الانحراف بلا صعوبات لاسيما إذا كانت خلفيات الأبناء والبنات هشة، أي لم يبذل الوالدان الجهد المطلوب في إعدادهم وتربيتهم لتحمل مسؤولياتهم ووعيهم لمخاطر الانحراف وآثاره.   2- تراجع دور المدرسة: المدرسة هي البيت الثاني والمحصن الآمن المهم بعد الأسرة، فإذا تراخت أو تراجعت عن أداء دورها ورسالتها فإنّ الكارثة محدقة. وإذا افتقد الطالب الشاب أو الطالبة الشابة لدور الموجه الحقيقي والمرشد الناصح والمسدد الأمين، ولم يشعر ذاك أن معلمه أب وهذه بأن معلمتها أم، فإن ساحة المدرسة تتحول من ساحة للبناء والتربية إلى ساحة للإنحراف والضياع وتبادل الخبرات المتدنية والسيئة والمخلة بالآداب. وإذا كانت المدرسة مختلطة فالسوء أعظم والخطر أكبر.   3- ضعف الوازع الديني: قد ينحدر الشاب أو الفتاة من أسر متديّنة لكنهم ينحرفون، لأنّ التدين لدى بعض الأسر المسلمة أوامر ونواه وقواعد عسكرية صارمة، وليس طريقاً لبناء الشخصية القوية الملتزمة العاملة التي تقف بوجه الانحراف فلا تتداعى أمامه، بل تساهم في إزاحته عن الطريق. ولذا قلنا ضعف الوازع الديني، فهؤلاء متدينون لكن انحرافهم وعدم شعورهم بالتأنيب يدلل على أنّ الدين لم يرتكز في نفوسهم كوعي وطاقة ومناعة، وإنما هو مجرد فرائض وواجبات وخطوط حمر وعقوبات.   4- وسائل الإعلام: وسائل الإعلام اليوم أكثر المؤسسات المهتمة في حرف الشباب عن طريق الإيمان والأخلاق. ويأتي في المقدمة من هذه الوسائل (التلفاز) الذي يمثل – في حال عدم تقنين المشاهدة – الخطر اليومي الداهم الذي يعيش في البيت كفرد من أفراد الأسرة، والذي يحتل أحياناً موقع المعلم للعادات الغريبة والسيئة التي يجتمع الصوت والصورة واللون على تشكيل رسالته. إنّ رسالة الإعلام ليست نزيهة – في الأعم الأغلب – لأنها رسالة موجهة، وهي تختبئ في مكان ما في هذا البرنامج أو هذا الإعلان أو تلك المسلسلة أو هذا الفيلم، أو هذه الاستعراضات.   5- الفراغ والبطالة: فالفراغ أو البطالة لا يتناسبان مع شريحة عمرية ممتلئة بالحيوية والنشاط والاندفاع وحب الحياة. قد ينسجمان مع الشيوخ والمتقاعدين، أمّا الشاب الذي يحب أن يعمل ويبدع وينتج، فالفراغ قاتل بالنسبة له، ولذا فهو قد يملأه بالسلبي إذا لم يملأ بالإيجابي. وبالدراسة أيضاً ثبت أنّ البطالة أو الفراغ كان سبباً للعديد من الجرائم والجنح والجنايات والانحرافات خاصة إذا لم يكن الشاب أو الفتاة من ذوي المهارات أو المواهب أو الاهتمامات الثقافية والعلمية والرياضية.   6- قرناء السُّوء: وهم الأصحاب الذين يُمثلون دور المزيّن للانحراف والمرغّب والمغرى به، أي أنّهم شياطين يوسوسون بالمعصية وتجاوز الحدود وارتكاب الجرائم ويصورون ذلك على أنّه متعة خاصة، أو شجاعة نادرة أو مفخرة، وقد ينصبون من أنفسهم (فقهاء) لزملائهم فيفتون بغير علم، ويقولون لك أن هذا أمر مقبول وكل الناس تفعله ولا حرمة فيه وأنهم يتحملون خطاياك، بل ويتطوعون للرد على إشكالات الشرعية التي تدور في ذهنك لتقبل على العمل الشرير وأنت مرتاح الضمير! إنّ دور قرناء السوء – في مجمل الانحرافات التي يتعرض لها الشبان والفتيات – خطير جدّاً، وما لم ينتبه الشاب أو الفتاة إلى تسويلات وتزيينات قرناء السوء سينخرط في الانحراف ليقويه، وبالتالي، فإنّه وأمثاله من المستدرجين يحولون الأفراد إلى (عصابة) وأعمالهم إلى (جرائم).   7- الفراغ: فالفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية، إذ النفس لابدّ لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له ارادات سيئة شريرة ينفس بها عن الكبت الذي أصابه من الفراغ. وعلاج هذه المشكلة: أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها مما يحول بينه وبين هذا الفراغ ويستوجب أن يكون عضواً سليماً عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره.   8- الجفاء والبعد بين الشباب وكبار السن: من أهليهم ومن غيرهم، فترى بعض الكبار يشاهدون الانحراف من شبابهم أو غيرهم فيقفون حيارى عاجزين عن تقويمهم آيسين من صلاحهم، فينتج من ذلك بغض هؤلاء الشباب والنفور منهم وعدم المبالاة بأي حال من أحوالهم صلحوا أم فسدوا، وربما حكموا بذلك على جميع الشباب وصار لديهم عقدة نفسية على كل شاب، فيتفكك بذلك المجتمع وينظر كل من الشباب والكبار إلى صاحبه نظرة الازدراء والاحتقار وهذا من أكبر الأخطار التي تحدق بالمجتمعات. وعلاج هذه المشكلة: أن يحاول كل من الشباب والكبار إزالة هذه الفجوة والتباعد بينهم، وأن يعتقد الجميع بأنّ المجتمع بشبابه وكباره كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو أدى ذلك إلى فساد الكل. كما أن على الكبار أن يشعروا بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم نحو شبابهم، وأن يستبعدوا اليأس الجاثم على نفوسهم من صلاح الشباب فإنّ الله قادر على كل شيء، فكم من ضال هداه الله فكان مشعل هداية وداعية إصلاح. وعلى الشباب أن يضمروا لكبارهم الإكرام واحترام الآراء وقبول التوجيه أنهم أدركوا من التجارب وواقع الحياة ما لم يدركه هؤلاء فإذا التقت حكمة الكبار بقوة الشباب نال المجتمع سعادته بإذن الله. 9- الاتصال بقوم منحرفين ومصاحبتهم: هذا يؤثر كثيراً على الشباب في عقله وتفكيره وسلوكه، ولذلك جاء عن النبي (ص) (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وقال (ص): (مثل الجليس السوء كنفاخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة). وعلاج ذلك: أن يختار الشاب لصحبته من كان ذا خير وصلاح وعقل، من أجل أن يكتسب من خيره وصلاحه وعقله، فيزن الناس قبل مصاحبتهم بالبحث عن أحوالهم وسمعتهم، فإن كانوا ذوي خلق فاضل ودين مستقيم وسمعة طيبة فهم ضالته المنشودة وغنيمته المحرزة فليستمسك بهم وإلا فالواجب الحذر منهم والبعد عنهم وأن لا يغتر بمعسول القول وحسن المظهر، فإن ذلك خداع وتضليل يسلكه أصحاب الشر ليجذبوا بسطاء الناس لعلهم يكثرون سوادهم ويغطون بذلك ما فسد من أحوالهم.   10- قراءة بعض الكتب الهدامة: رسائل وصحف ومجلات وغيرها مما يشكك المرء في دينه وعقيدته، ويجره إلى هاوية التفسخ من الأخلاق الفاضلة فيقع في الكفر والرذيلة إذا لم يكن عند الشباب منعة قوية من الثقافة الدينية العميقة والفكر الثاقب كي يتمكن بذلك من التفريق بين الحق والباطل وبين النافع والضار. فقرأة مثل هذه الكتب تقلب الشباب رأساً على عقب، لأنها تصادف أرضاً خصبة في عقلية الشاب وتفكيره بدون مانع فتقوى عروقها ويصلب عودها وتنعكس في مرآة عقله وحياته. وعلاج هذه المشكلة: أن يبتعد عن قراءة هذه الكتب إلى قراءة كتب أخرى تغرس في قلبه محبة الله ورسوله، وتحقيق الإيمان والعمل الصالح، وليصبر على ذلك، فإنّ النفس سوف تعالجه أشد المعالجة على قراءة ما كان يألفه من قبل، وتملله وتضجره من قراءة الكتب الأخرى النافعة بمنزلة من يصارع نفسه على أن تقوم بطاعة الله فتأبى إلا أن تشتغل باللهو والزور. وأهم الكتب النافعة كتاب الله، وما كان عليه أهل العلم من التفسير بالمأثور الصحيح والمعقول الصريح، وكذلك سنة رسول الله (ص).   11- الكتابات المنحرفة: دوافع الانحراف وأسبابه – كما قلنا – كثيرة، وقد لا يلعب عامل واحد دوراً منفرداً في انحراف الشباب، بل تلتقي  عنده عوامل لتخلق حالة الانحراف. فالكتابات المنحرفة التي تنهج نهجاً خرافياً أو تغريبياً أو تخريبياً في تصوير العلاقة بين الجنسين على أنها الحرية الشخصية والتمتع بمباهج الحياة، والتي تطرح صورة الشاب العدواني العنيف على أنّه (البطل) الذي يهابه الآخرون، والشاب المسترسل مع شهواته ونزواته وأطماعه على أنّه الشاب العصري المثالي، والفتاة التي تنتقل بين الأحضان على أنها منفتحة وتمارس حياتها كما يحلو لها من غير قيود... هذه الكتابات فاسدة مفسدة، وضالة مضلة، أي أنها منحرفة بذاتها وتشجع على الانحراف أيضاً. فلقد ذكرنا في البداية أن لكل إنسان خط سير، وأنت كإنسان مسلم لك خط سيرك الخاص، وأمثال هذه الكتابات المنحرفة لا يهدأ لها بال حتى تجعلك تنحرف ثمّ تتوجه إلى غيرك. وبعض الكتّاب يبعدك عن الدين بتصويره صوراً بشعة مقرفة مقززة ينبو عنها الذوق ويمحها الطبع، فمنهم من يرى أنّه ترويج للخرافات والأساطير. ومنهم من يقول أنّه مخدر يغرر به البسطاء والضعفاء، ومنهم من يصف المتدينين والمتدينات بأنهم مرضى نفسيون، وأن علماء الدين تجار وأصحاب مطامع ومصالح ذاتية، وأنّ الدين هو هذه القشور التي يدفعون من أجلها الأموال حتى يعشعش الجهل والتخلف في صفوف الشباب. كل ذلك لغرس الفتن بين أبناء الأُمّة من الشبان والفتيات وبين رموز الوعي، وعلماء الدين والشريعة، والشخصيات الهادية إلى الطريق، وتسأل: من المستفيد؟ فلا تجد إلا أعداء الأُمّة.   12- الجهل: الجهل طامة كبرى، والشاب الجاهل الذي لا يعرف كيف يبدأ؟ وكيف يسير؟ وإلى أين ينتهي؟ كالأعمى يقوده جهله إلى المهالك والمزالق والانحرافات وهو لا يدري أنّه يسير سيراً عشوائياً، وأنّه يقع في المطب أو الحفرة ذاتها عدة مرات، وأنّه قابل للإغواء والاستدراج والتغرير والخداع ببساطة. والجهل يأتى ليس من ضعف الجانب الثقافي فحسب، بل من هشاشة التجربة في الحياة، وأحياناً من عدم الاستفادة من التجارب، فقد يكون للجاهل تجاربه لكنه يرتطم بالمشاكل المتماثلة مراراً لأنّه ساذج ومفعل وسطحي جدّاً، وقد لا ينتبه إلى انحرافه إلا مؤخراً، أي بعد أن يكون قد دفع ضريبة جهله ثمناً باهظاً، سجناً، أو طرداً من البيت، أو هجراناً من قبل الأصدقاء، وبكلمة أخرى يصبح منبوذاً اجتماعياً أهله وأصحابه منه.   13- الفقر الشديد والثراء الشديد: وقد يبدو هذا العامل متناقضاً لأوّل وهلة، لكن هذه هي الحقيقة، فلكل من الفقير المدقع الفقر، والثري الفاحش الثراء انحرافاته. فإذا كان الفقر يدفع إلى السرقة والحسد والحقد والانتقام من المجتمع، فإنّ الثراء الشديد يدعو إلى الميوعة والمجون والاستغراق في اللهو والملذات والشهوات والتبذير. إنّ إستعجال بعض الشبان والفتيات الثراء قد يجعلهم ينحرفون في سبيل تحقيق أحلامهم، ويسلكون طرقاً معوجة لنيل مآربهم، وقد يحققون بعض ذلك لكنهم – إذا قدر لهم أن يراجعوا أنفسهم وحساباتهم – فإنهم سيجدون أن ما تكّبدوه من خسائر أكثر مما جنوه من أرياح، هذا إذا صحت تسمية ما نالوه بالطرق المنحرفة أرباحاً!   14- الحرية اللامسؤولية: تحت شعار الحرية، هوى كثير من الشبان والفتيات في وديان الانحراف، لم يكن ثمة تمييز بين الحرية المسؤولة وبين الحرية غير الملتزمة أو المنضبطة بضوابط معينة. فليس من الحرية في شيء أن أترك لشهواتي الحبل على الغارب، وليس من الحرية أن أبيع عزتي وكرامتي وأذل نفسي، وليس من الحرية أن أتكلم بالسوء على من أشاء، ولا من الحرية أن أخرج كفتاة نصف عارية إلى المجتمع. حريتنا في الإسلام تستبطن المسؤولية، فما دمت حرّاً أنت مسؤول وتتحمل تبعات أعمالك، وتراعي قانون الشريعة وخط السير، وإلا فأي انفلات أو انحراف أو خروج على ذلك يعنى انتهاكاً للقانون وإساءة للحرية. إنّ الشاب الذي يصم سمعه ولا يريد الاستماع إلى النقد أو النصيحة أو المحاسبة بحجة أنّه حر، والفتاة التي لا تراعي ضوابط العفة والاحتشام بذريعة أنها حرة، والشباب الذين يمارسون بعض المنكرات التي تسيء إلى العادات والتقاليد بدعوى أنهم أحرار، هؤلاء يسيئون للحرية من حيث لا يشعرون.   11- نقص التجربة وغياب المعايير: المنحرف – شاباً كان أو فتاة – قد يقع في الانحراف لأنّ الأمور تختلط لديه، فلا يمتلك القدرة على التشخيص أو الفرز بين ما هو صواب وما هو خطأ، وما هو خير وما هو شر، وما هو حسن وما هو قبيح. وإذا أضيف إلى ذلك أن بعض الشبان والفتيات يستنكفون من استشارة أهل العلم والخبرة والتجربة بما في ذلك الوالدين أو الأصدقاء المخلصين، ازداد الطين بلة. الجهل، والغرور، وضعف الحس الاجتماعي هي التي تسبب حالة الاختلاط هذه، والأهم من ذلك الجهل بالشريعة الإسلامية، فقد ترى بعض الشبان يمارسون الحرام ويظنونه حلالاً، ويقترفون الجرائم ويحسبونها فتوة، وينفلتون من الضوابط ويقولون أنها حرية. اختلاط المفاهيم، إذا اجتمع مع نقص التجربة، نتج عنه ضحايا للخداع والتغرير والحليل والشعارات، وأما إذا كان المجتمع الذي يعيش فيه الشاب منحرفاً أو يشجع على الانحراف ويشيعه فإن مستوى المناعة يهبط إلى الصفر بحيث يصبح الانحراف هو القاعدة العامة والشواذ هم الذين يسيرون على الخط المستقيم. 1-      حديثنا عن تراجع دور الأسرة ليس عاماً مطلقاً، وإنما عن ظاهرة تعيشها المجتمعات غير الإسلامية والإسلامية أيضاً، وإلا فما زالت هناك أسر تتحمل مسؤولياتها في تنشئة جيل صالح. 2-               حول مشاكل الأسرة المسلمة في الغرب، (المؤتمر السنوي الرابع، ص96). 3-      نسمى ذلك ثقافة لأنّه يعلم الشبان والفتيات أساليب خبيثة ما كانوا ليعرفونها لولا المشاهد التي تتحرك بتقنية عالية ودرجة من الإقناح شديدة أن هذا الذي يرونه هو ما ينبغي أن يكون. 4-      ليس ذلك شرطاً أساسياً، فالفراغ إذا لم يعبأ بالإيجابي من الأعمال المنتجة، يمكن أن يشغل بالإيجابي من القراءات والهوايات والرياضات وتنمية المهارات والعبادات، ولكننها نتحدث عن مساوئ وسلبيات البطالة بشكل عام.   - مظاهر إنحراف الشباب: 1- التهاون بالشعائر التعبدية وأولها الصلاة. 2- التميع وعدم الجدية. 3- إهدار الأوقات وعدم تقدير قيمة الزمن. 4- الإسراف والتبذير. 5- الكبر والغرور. 6- ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط. 7- عقوق الوالدين. 8- التدخين. 9- تعاطي المسكرات والمخدرات. 10- تقليد أهل الفساد من المشهورين. 11- المعاكسات الهاتفية. 12- التشبه بالغرب في ملابسهم وكلامهم ومشيتهم وحركاتهم ورقصهم وقصات شعرهم ومجونهم.   - الإدمان والطلاق وانحراف الأبناء وفقدان القدوة أهم مظاهر الأزمة: تعد مؤسسة الأسرة ضرورة فطرية لكل من الرجل والمرأة فهي توفر للإنسان احتياجاته العاطفية والمادية، ولكن في الآونة الأخيرة أخذت الأسرة العربية تعاني من التفكك وتعتريها بعض الشروخ التي أعاقت وظيفتها ودورها بما يهدد تماسك وقوة المجتمعات العربية، وبالتالي قدرتها على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تكاد تضعف بها لصالح القوى الأجنبية التي ترى تماسك الأسرة عائقاً أمامها لبسط هيمتها خاصة في جانبها الثقافي والعقائدي على الشعوب العربية. ظواهر الضعف التي طرأت على الأسرة العربية كثيرة ومتعددة ليس أقلها إدمان الشباب من الجنسين على المخدرات والتدخين، وزيادة معدلات العنف داخل الأسرة، والدخول على المواقع الإباحية على الإنترنت، وعقوق الأبناء للآباء والأمهات، وتزايد معدلات العنوسة، وتأخر سن الزواج، والتزايد المستمر في معدلات الطلاق. فما هي أسباب هذا التدهور في أوضاع الأسرة العربية وكيفية علاج هذه الأسباب؟   - مأساة غياب الأب: في محاولة لتشخيص السمات العامة للبيوت المتصدعة تشير الدراسات التي أجريت أن أهم هذه السمات هي انعدام وضعف الرقابة من الأب والأُم ما يؤدي إلى ضعف الضبط الاجتماعي إلى جانب البيوت التي يغيب عنها الأب أو الأم أو كلاهما. ويضيف هؤلاء الخبراء بأنّ انحرافات الأبناء تعود في جزء كبير منها إلى غياب الأب حيث اللامبالاة الشديدة من رب الأسرة تجاه أسرته وغيابه معظم الأوقات خارج منزله وانشغاله بجمع المال لدرجة عدم معرفة أسماء المدارس التي يدرس بها أبناؤه أو الصفوف الدراسية التي وصلوا إليها أو التقديرات والدرجات التي يحصلون عليها، وتصدع البناء الأسري حيث ترتفع نسبة الطلاق وتعدد الزوجات بين أسر الأطفال المنحرفين. ويعد تصدع البناء الأسري بدوره سبباً رئيسياً لإنحراف الأبناء حيث ترتفع نسبة الطلاق وتعدد الزوجات إلى جانب الانحراف من الداخل حيث تنعدم القدوة نتيجة إدمان الأب، كذا تعليم الأحداث الأكبر سناً لأقاربهم الأصغر سناً استنشاق المواد المخدرة كالغراء والغازات المخدرة المتطايرة وتدخين السجاير وتبين أن معظم جرائم السرقات تتم بدافع المغامرة وتمثل انعكاساً للنزعة العدوانية والحرمان العاطفي وليس الحاجة المادية. الفقر بدوره يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن انحرافات الأبناء وتفكك الأسرة فتحت الظروف الاقتصادية الصعبة يضطر الأب إلى السفر خارج البلد لتحسين دخله ليتمكن من توفير متطلبات أسرته المادية. ولغياب الزوج مساوئ تطال كل فرد من أفراد العائلة ويكون العبء الأكبر على الزوجة حيث ستضطر القيام بدور الأب والأُم معاً وغالباً ما تفشل الأم في القيام بهذا الدور المزدوج.   - تواجد المرأة في المنزل يساعد على تنشئة الأطفال: إنّ القوامة هي رعاية الأسرة وليس معناها (الأفضلية) بل تعني المسؤولية، قدور الرجل في القيام بأمور أسرته كبير جدّاً وهذا الدور يقتضي وجوده دائماً كي يطلع على كل شيء ويعالج الأخطاء ويوجه أولاده، فهو سند وحماية وقاعدة لهذا البيت، وغيابه عن منزله فيه حرمان الأولاد والزوجة من الحنان والعاطفة والأمان وهو أسوأ من حرمان الطعام، لأنّ الجوع العاطفي له تأثير سلبي على شخصية الإنسان أكثر من سلبيات الجوع الغذائي ولذلك يجب أن يوجد الرجل بين أهله، وغيابه يعد بمثابة إنذار بالضياع والتفكك للأسرة بأكملها. وحين لا يكون هناك انسجام بين الزوجين حيث تكثر المشكلات اليومية يتأثر الأولاد بشكل أو بآخر، ويتجه كل فرد من الأولاد للوقوف جانب من يراه على صواب (وفقاً لتطلعاته المراهقة)، ولعل بعض الأبناء يستغلون جانب الضعف في المشكلة الزوجية ليلعبوا على تناقضات الأب والأُم، وثمة من يرون في طلاق الوالدين مرتعاً للصق كل العيوب التربوية بأحدهما وفقاً للعاطفة أو الرؤية الخاصة لكل ابن. إنّ طول غياب الأب وراء ظهور المشاكل الاجتماعية التي لا تشمل فقط انحراف أحد الأبناء أو فشل الآخر دراسياً بل يقود أيضاً إلى تردي الحالة النفسية للأُم، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيارها في حالة اكتئاب أو قلق أو ربما إلى المرض العقلي الذي قد يدمر الأسرة بكاملها وبذلك يكون الغياب كاملاً للوالدين. ولعل أخطر قضية مازالت تعاني منها المرأة العربية منذ تلك الدعوة لتحريرها هو في دفع المرأة للعمل خارج البيت إلى جانب عملها داخل البيت الذي أضاف إليها أثقالاً فوق أثقال وهذه المسؤوليات المضاعفة الملقاة على عاتق المرأة هي التي دفعت النسوة في بريطانيا (على سبيل المثال لا الحصر) لتأسيس أول جمعية تدعو إلى حق المرأة في أن تعود إلى بيتها... في الواقع أن عمل المرأة خارج البيت هو عامل أساسي في تفكك الأسرة العربية فقد جعل العلاقة بين الأبناء والآباء والأمّهات غير سوية بأنّ الطفل لم يأخذ حقه في الحب والدفء والرعاية بسبب توزيع جهد المرأة بين العمل داخل البيت وخارجه، كما أن ترك الأبناء في أيدي الخادمات الأجنبيات من شأنه تنشئة هؤلاء الأطفال على لغة وعقيدة وتقاليد تحالف اللغة والعقيدة للطفل وهذا خطر عظيم يتهدد النشء العربي. ومن ناحية أخرى أكّدت دراسة أمريكية حديثة أن مرتب الزوجة قد يكون سبباً من أسباب الخلاف والتصدع وذلك بسبب اصرار الزوجة أحياناً على عدم ادماج راتبها مع مرتب الزوج للمعاونة في المصروفات المنزلية. وتلعب وسائل الإعلام دوراً خطيراً في فتور العلاقات الاجتماعية وغزو القيم الغريبة لمجتمعاتنا العربية وإيجاد ثورة تطلعات لدى الزوجات للثورة على الأزواج من أجل الحصول على تلك السلع التي لا يملكون ثمنها مما يؤدي إلى المزيد من المشكلات والتفكك الأسري وأحياناً الجريمة، كما أنّ الإعلام له دور في ظهور الانحرافات لدى الأبناء، فأفلام العنف والجنس تدفع الشاب خاصة المراهقين للانحراف وارتكاب الجرائم بسبب ميل هؤلاء المراهقين لتقليد ما يرونه على الشاشة وتنفيذه على أرض الواقع. علينا أن نهتم جميعاً كآباء وأمهات بالدور الكبير الملقى على عاتقنا تجاه أبنائنا ذكوراً واناثاً بقدر متساو فإذا تلاشى هذا الاهتمام والعناية انعكس ذلك على المجتمع بأكمله، وكانت له كذلك تأثيراته الواضحة على البناء الاجتماعي. الأب مسؤول... الأُم مسؤولة الأولاد أمانة الله في أعناقها فهلا أفقنا من سبات مشاكلنا على حسابهم؟►   *أستاذ علم النفس المساعد/ كلية الآداب – جامعة الاسكندرية   المصدر: كتاب (أزمة الشباب ومشاكله بين الواقع والطموح.. رؤية سيكولوجية معاصرة)

ارسال التعليق

Top