• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف تفكر خارج الصندوق بنجاح؟

كيف تفكر خارج الصندوق بنجاح؟

◄كي يتمكن كلُّ شخصٍ من تحقيق السعادة في الحياة يجب عليه أن يكون قادراً على حلِّ ما يواجه من مشاكلها اليومية. ولأنّ الحياة ليست بتلك البساطة، يواجه الأشخاص في بعض الأحيان مشاكل تحتاج إلى نوعٍ خاصّ من الحلول بدلاً من الحلول التقليدية التي يفكّرون فيها، وهذا ما يساعدنا فيه التفكير بطريقة مختلفة، فبينما يدرك معظم الأشخاص أهميّة القدرة على تقديم أفكار إبداعية، يستخدم معظمهم أساليب التفكير القديمة التي تعلّموها نفسها، وهذا ما يفسِّر إخفاقهم في التعامل مع مشاكل الحياة المهمّة. فالسؤال المهم هو، لماذا يخفق الأشخاص في التفكير بطريقة مختلفة؟ إليكم الإجابات.

1- لأنّنا تعلّمنا تقليد الآخرين: لقد علّمونا منذ سنوات عمرنا الأُولى أن نكون مثل أيِّ شخصٍ آخر حولنا، وهذا ما يُفسِّر لماذا أنّ معظمنا أتباعٌ في نهاية المطاف. ونتيجةً لما تعلّمناه، أصبحت فكرة كوننا أشخاصاً مختلفين فكرةً مثيرةً للخوف، كما تعلَّم معظم الناس الالتزام بطريقة التفكير العامّة حتى ولو كانت طريقةً خاطئة. ولأنّنا نقلُّد أسلوب تفكيرٍ معيّن، فإنّنا نحاول عادةً حلَّ المشاكل التي نواجها بالطريقة نفسها التي يحلُّ الآخرون بها هذه المشاكل وهذا ما يجعلنا نخفق في تقديم حلولٍ جديدة.

2- تجاربنا الماضية: إنّ السبب الأبرز الذي يقف وراء فقدان الإبداع هو تطوّر المعتقدات الخاطئة. فعندما يكون لدى الأشخاص معتقدات محدّدة حول الحياة فإنّ أساليب تفكيرهم تصبح خاضعةً لهذه المعتقدات. فإذا كان يعتقد أحد الأشخاص على سبيل المثال أنّه ليس في إمكانه إيجاد وظيفة فإنّ جميع الحلول التي يفكر فيها لن تتضمّن البحث عن وظيفة لأنّ معتقداته استبعدت هذا الخيار. فالمشكلة الآن هي أنّ لدى معظم الأشخاص المئات إن لم يكن الآلاف من المعتقدات الخاطئة، وهم يجدون أنفُسهم نتيجةً لذلك بلا حولٍ ولا قوّة في مواجهة كلِّ مشكلةٍ جديدة.

3- الخوف والتفكير الإبداعي: ما الذي يفعله الخوف بالتفكير الإبداعي؟ عندما يعتاد الأشخاص على أساليب تفكير محدّدة فهم يشعرون براحةٍ أكبر عند التزامهم بهذه الأساليب. بمعنى آخر، إنّ ما يدفع شخصاً ما إلى البقاء لسنواتٍ في عمله الذي يكرهه هو إمّا لأنّه يخاف خوفاً شديداً من البحث عن عملٍ آخر أو لأنّه يخاف من البدء بعمله الخاصّ.

كيف تفكر بشكلٍ مختلف (التفكير خارج الصندوق)؟:

لكي تفكر بشكلٍ مختلف يجب عليك وضع جميع الفرضيات والمعتقدات الخاطئة والتجارب السابقة جانباً. ابدأ بكتابة المقترحات التي تخطر في ذهنك بدون القيام بأي تنقيح. حتى لو بدت لك فكرةٌ ما غير ممكنة اكتبها وستبدأ بعد وقتٍ قصير بإدراك أنّ بعض الأفكار غير الممكنة تؤدّي إلى أفكارٍ ممكنة. فكلّما زاد عدد الأفكار التي تنتجها كلّما زاد احتمال وصولك إلى حلّ. ومثلما أنّ النجاح هو الإخفاق أكثر من مرّة حتى إيجاد ما هو مناسب، فالتفكير الإبداعي يعمل بالطريقة نفسها. أي كلّما زاد إنتاجك للأفكار كلّما اقتربتَ من الوصول إلى الحل المناسب. وعندما تنتهي الحلول عندك قابل أحد أصدقائك المقربين واطلب منه أن يساعدك على إيجاد المزيد منها. ولكن من المهمّ جدّاً بالإضافة إلى ذلك إخباره بالقواعد بحيث لا يقدّم لك اقتراحاتٍ مُتأثِّرة بمعتقداته الخاطئة وتجاربه السابقة.

المزيد من نصائح التفكير الإبداعي:

- فكِّر في الهدف النهائي: ينشغل معظم الأشخاص بإيجاد الحلول لأنّهم يركّزون على طريقة حل المشكلة بدلاً من أن يركزوا على الهدف النهائي. فإذا رغب مدير أحد مراكز الاتصال في أن تتم إجابة الأشخاص الذين ينتظرون على الهاتف بشكلٍ أسرع ففي إمكانه إما أن يعيِّن موظفين جُدد أو أن يُسمِع الموسيقى للأشخاص الذين ينتظرون بحيث لا يشعرون بمرور الوقت. كِلا الحلَّين سيفي بالغرض، ولكن بالنسبة إلى الحل الثاني يجب على المدير أن يأخذ في الحسبان أنّ الهدف النهائي هو إسعاد الزبائن وليس جعلهم يشعرون بعدم مرور الوقت.

- دع عقلك الباطن يبحث عن الإجابة: قبل انتهائك مباشرة من العمل اقرأ أكثر من مرّةٍ المشاكل التي دوّنتها والتي واجهتك في أثناء العمل. سيستمر عقلك الباطن مع مرور الوقت في البحث عن الحلول، وعندما يجد أحدها فإنّه سيقفز فجأةً إلى ذهنك. لهذا السبب يستيقظ بعض المبرمجين عند منتصف الليل من أجل إضافة جزءٍ مفقود إلى الشيفرة لجعلها تعمل.

- تجنّب الأماكن المغلقة: تتأثّر أساليب تفكيرك ببيئتك، فوجودك في حديقةٍ مثلاً سيجعلك تقدم حلولاً إبداعية بشكلٍ أكبر ممّا لو كنت في غرقتك. زُر أماكن مفتوحة أو اجلس قبالة البحر ودع عقلك يجول بأفكاره وستتفاجأ بالاختلاف في طريقة التفكير الذي ستلمسه حالما تقوم بذلك.►

ارسال التعليق

Top