• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

حين تعود المعجزة.. يحل في الأرض السلام

د. عزالدين علي السيّد

حين تعود المعجزة.. يحل في الأرض السلام
◄المعجزة في عرف العلماء أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، بمعنى أن يطلب صاحبها من سواه أن يأتي بمثلها إن استطاع، مع جزمه أنّه لن يستطيع. فإذا عجز الآخر فتأكد له العجز، انفسح أمام عقله باب التصديق لما كان التحدي من أجل تصديقه، أو باب المكابرة بهتاناً وضلالاً وحسداً، وإذا كان ممن طبع الله على قلوبهم فهم لا يؤمنون. ومعجزة الإسلام المقرونة بالتحدي هي كتاب الله القرآن وحده، فقد نطقت آياته بهذا النداء المتحدي، الواثق بعجز بني الدنيا من إنس وجن متظاهرين – عن الإتيان بمثله، أو بسورة واحدة من مثله. فإذا اتسع مدلول المعجزة بطرح قيد التحدي، دخل فيه من خوارق العادات أمور شتى، كبقية المعجزات النبوية التي اقترنت بحياة الرسول (ص) من قول أو فعل أو مصاحبة، لفظ الكرامة الذي يطلق على ما أكرم الله به الأولياء. وعندما نطلق لأنفسنا الحق في وصف الإسلام من هذا الجانب، نستطيع أن نقول قولاً مبرهناً عليه: إنّ القرآن معجزة، وإنّ الإسلام معجزة، وإنّ النبي (ص) معجزة. أمّا أن يكون القرآن معجزة فقد ثبت ولن يزال يثبت إلى يوم الدين، ما يؤكد العجز الدامغ عن الإتيان بما تحدى به الأولين. وأسرار هذا الإعجاز تطرد إنكشافاً مع إطراد الفكر في اكتناه حقائق الكون، من عجائب الأرض ومن عجائب السماء، ومن خصائص المادة على إختلاف الجواهر والعناصر، وعلى ما نرى فيما أخرجته هذه الأفكار من تفسير دقيق لتلك الأسرار. وأمّا أن يكون الإسلام معجزة، فلأنّه الدين الخالص في إفراد الحق – جلّ جلاله – بما وجب له من صفات الجلال والكمال، والتنزه عن أي نقص يوجب العقل أن يتنزه مقامه الجليل عنه، وقد التاثَتْ التوراة والإنجيل في ذلك المعنى بما ينفر منه أدنى ذوق ديني كما اعتدى المحرفون على كرامة الرسل. فإذا نظرنا إلى مناهجه في تقويم حياة البشر على أسعد سلوك يقر لهم في الأرض السعادة والسلام ويضمن لهم في الآخرة السعادة والسلام، لم نجد منهاجاً غير الإسلام جامعاً مانعاً في الكتب السماوية الأخرى – ولو صدقت – ولا فيما وضع البشر من نواميس السلوك على اختلاف الزمان والمكان منذ وضع فلاسفة الإغريق ما أغرق خياله وعزّ تطبيقه، فراح في موج الأحداث مختفياً عن ذاكرة البشر، إلى ما وضع فلاسفة الهند وفارس قديماً، وما ألف المحدثون من الملحدون وذوي الديانات الفاسدة، فقد أثبتت الأحداث الجسام التي أشقت البشرية كلها منبثقاً شقاؤها من تلك المبادئ والقوانين – انها لا تجلب استقراراً ولا أمناً، ولا مساواة ولا عدلاً، ولا احتراماً لإنسانية الإنسان، ولا ما خلق الله من شيء تتفيأ ظلاله ويرجى نفعه، حيث نرى في لهيب تلك المبادئ ألا يختص العدوان بالجار دون تدمير ما فوق الأرض من بناء وغرس، على ما فيها من طفلٍ برئ، وشيخ فانٍ، وعجوزٍ أثكلتها الفواجع!.   - الكمال المحمّدي: وأما أن يكون محمد (ص) معجزةً، فلأنّه قد بَلَغَ من كمالات البشر حدًا لا يجد عدوه الحاقد سبيلاً معه إلى أن يأخذ عليه ما به يعاب، وانّ أقصى ما افتروا عليه وهم جازمون أنهم مفترون، أنّه شاعر، وأنّه ساحر وانّه كاهن، وأنّه مجنون. ولو نظرنا إلى مجتمعهم إذ ذاك، لرأينا الشعر هو الذي يقودهم ببيت إلى الحرب ويقودهم ببيت إلى السلام، فلو كان كما وصفوا لكان ما انتقصوه به كمالاً فيه، كنابغ لا يساويه نابغ، فما وصفوه بهذا الوصف انتقاصاً، بل نفياً لأن يكون ما جاء به من عند الله، لأنّه جاءهم بأعجب ما لا تضيق عقولهم في جانب العقيدة. والساحر إنسان بلغ من القدرة على التخييل والإبداع ما لا يملكه العامة من البشر، فوصفهم إياه به، إكبار لما سمعوه مما هو فوق الطاقة من بليغ القول وعجيبه، فلو افترض انّه ساحر أو كاهن حقاً لكان في مكان الإجلال والإكبار، ولكن المفارقة التي بينه وبينهم هي إسناده ما جاءهم به إلى الله. ولا يبعد عن ذلك قولهم: به جنة، وقد جعلوه حكماً بينهم في خلاف على وضع الحجر كاد أن يوقع الحرب مبيرة فأبعد خطرها بسداد رأيه، وقد عرفوا أنّ سيدة نساء مكة ارتضته أميناً في مالها ثمّ عليها ذاتها، وهي التي حطمت ببائها كبرياء الأعاظم، وانما وصفوه بذلك لأنّ عقولهم القاصرة لم تتسع لما جاء به، والعقل القاصر ينكر ما لا يتسع له، فيصف – وهو المجنون المستتر بستار النقص عن إدراك الحقيقة – من أتاه بها بما هو أولى أن يتصف به. إنّ الكمال المحمدي في صلته الموصولة بربه ليله ونهاره، نومه ويقظته، فوق ما يتصور العقل من قدرة على الاحتمال!. وإنّ الكمال المحمدي في صلة محمد (ص) بالبشر من أهله وصحابه، وأحبابه وأعدائه، لا يمكن أن يتصور لمخلوق سواه على الوصف الذي جاء به القرآن والحديث والتاريخ. وإنّ الكمال المحمدي فيما انكشف له من الأسرار، وما طالعه به الغيب فأخبر عنه خبر الصادق المصدوق، لا يكون إلا إعجازاً من الإعجاز! ليس ذلك منا مغالاة يدفعنا إليها حبُّهُ دون دليل، فقد ثبت أنّ القرآن معجزة، وبثبوت ذلك يثبت أنّ النبي (ص) معجزة، لأنّ خلقه كان كما أخبرت عائشة هو القرآن، وفي القرآن نفسه الشهادة بذلك، وإذا ثبت – وقد ثبت – أنّه مثال في الحياة لم يتكرر، وقد مضى أربعة عشر قرناً فلم نره قد تكرر، فليس لذلك من معنى سوى أنّه معجزة، ومن كابر فليدلنا على مثله!. لذلك جعله الله أسوة حسنة لأصحابه ولمن شاء الاعتصام بالمنهج الأسمى، فقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب/ 21)، والأسوة الحسنة لا تكون إلا بأعظم مثال في الوجود!. بكل ذلك عاش دين الإسلام إلى اليوم، ولما يشاء الله من بعد، سالماً من كل تغيير بتحريف، أو زيادة أو نقص، مما اعترى سابق الديانات، وما ذلك إلا لتضافر أنواع الإعجاز على سلامته، مع ما وعد به الحق تبارك وتعالى من حفظه بقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر/ 9)، لأنّه لا دين من بعده تقام به حجة الله على الناس ومن أجل أنّه الخاتم المحجوج به إلى يوم القيامة، كمل كمالاً لا يعوز الناس من بعده رسول ولا كتاب، وجاء وحيداً وتشريعاً لتتم به النعمة فلا يحتاج من آمن به إلا أن ينظر فيه بالفكر المتدبر لآياته، وقد امتن الله بكماله وتمام النعمة به فقال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا) (المائدة/ 3)، وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ) (النحل/ 89)، وقوله: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام/ 38)، كما نبه إلى وجوب تدبر القرآن لإستنباط مناهج الحق والبر والسداد، فقال جلّ علاه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ) (ص/ 29). وقال منكرا على الذين غفلوا عن التدبر للآيات: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد/ 24). ومع أنّ الحقّ قد وصف كتابه بالبيان وبالمبين وبالبينات، فقد كان من المنة أن جعل رسوله (ص) واحداً من قومه ليبين لهم بلسانهم ما يختلفون فيه، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل/ 44)، وقال في وصف كتابه: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) (الدخان/ 2-3)، وقال: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران/ 138)، وقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185)، والسُّنّة المطهرة هي البيان النبوي، الذي فاض على قلب النبي (ص) من عند ربه، والذي قال فيه النبي: "ألّا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه"[1]، ويدل ذلك الفعل المبني للنائب عن الفاعل، على المساواة بين الكتاب وهذا المثل، في أنهما وَحْيٌ من عند الله، وإن يكن بينهما فروق من جهات أخرى بينها في مكانها العلماء. مجموع ذلك هو الإسلام المعجز: بذاته، وبقرآنه، وبنبيه، والذي أخبر عنه الحق جلّ علاه بالكمال، وارتضاه لخير أمة أخرجت للناس لو هي تمسكت به، إذْ قال في شأنه: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا) (المائدة/ 3). والذي خلص النبي (ص) النفس الحريصة على أمته من عهدته، فقال هذه القولة النافذة المُلزِمة: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله (ص)"[2]، والذي بشر بالنجاة من التزمه، وبالهلاك من فارقة فقال: "إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال: إني رأيت الجيش بعيني وأنا النذير العريان فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا على مهلهم، فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من اطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق" "[3]. وهنا نقف حيارى أمام الإسلام وأمام المسلمين، وليس أمام الإسلام وأمام الكافرين، الذين طبع الله على قلوبهم فهم لا يؤمنون!. لماذا ينتسبون إلى الإسلام الذي هو المثل الأعلى والمعجزة الإلهية الكبرى وينبذون قوانينه وتشريعه؟ ذلك هو العجب!. لا يمكن للمسلم مع ما علم من كمال الإسلام اعتقاداً وتشريعاً أن يتصور عجزه عن الوفاء بالفصل العادل في قضية من قضايا الحياة، من وقت الوحي إلى قيام الساعة!. فالمبادئ العليا لأجناس التعامل بين البشر بعضهم وبعض، وبين البشر والحياة بكل ما فيها، قابلة لأن يندرج تحتها كل حكم، فلو أخضع الحاكم والمحكوم نفسه للإسلام في كل سلوك لوسع الإسلام كل قضاياهم، كما وسع قضايا من كان قبلهم، ومن كان من أهله إلى اليوم خاضعاً لعدالة حُكمه الخالصة المرتضاة!. ترى أيكون ذلك إرضاءً لأعداء الإسلام الذين يتهمونه بالجمود ظلماً، وبالقسوة زوراً وحقداً؟ إنّ إقامة حدود الله بشروطها وكما أقامها رسول الله (ص) والراشدون من بعده، هي أعلى ما تتصور فيه الرحمة بالإنسانية التي يريد حكماؤها الطهر والنقاء، والكرامة والعزة، وإنّ الذين يتهمون الإسلام في إقامة الحدود بالقسوة هي أقسى الناس قلوباً على مجتمعاتهم المنهارة في الشرف والعزة والطهر.   - تشريع القصاص: (فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ) كما قال العليم الحكيم، (البقرة/ 179)، ولا يتسع المقال لكلام المفسرين والبلاغيين في تصوير تلك الحياة العظيمة الناشئة بالقصاص، لأكثر من قولنا: إنّ الخوف منه على النفس يمنع من ارتكاب الجريمة، فيحيا بالكف عنها القاتل والمقتول، وحين يطرد ذلك مع كل نفس يسول الشيطان لها أن ترتكب الجريمة، يكون الملايين من البشر هبةً للإسلام بما فرض من تشريع القصاص!. وأية حُرمة لذلك الشرير الذي يفتك بسواه مستبيحاً دمه من أجل غريزة سافلة لم تُكبح بدين ولا هُدى، ولا شعاع خافت يُلقي على الجريمة ما يكشف بشاعتها بغير حق مشروع؟ ثمّ ماذا في قطع اليد الآثمة، حين تمتدّ إجراماً وبغير حق، فتفجع محتاجاً إلى مال أو متاع كسبه بعصر الجبين، أو اقترضه مع خفض الطرف وَهْناً للمقرض كي يسد به خلّةً، أو يقضي ديناً، أو يفك أسر عياله من يد الجوع أو عرى الجسد؟. إنّ هذه الجريمة إذْ تنتشر، تبذر القلق وتزيل الأمن عن أعين وقلوب من حقها في الإسلام وحكم العقل أن تنعم بنعمة الأمن التي هي من أعظم النعم في المجتمع المؤمن السعيد، الذي لم يدع بما قدَّس من قيمة العمل ومن وجوب التكافل عذراً لإعتداء ممقوت. أليس خوف المجرم أن يقطع حقيقاً بأن يكفَّ الشرَّ عن نفسه وسواه، فإذا بلغ من حكم الشيطان عليه أن يتهور ويجترئ على أمر الله فماذا يوجب على المجتمع التقديس لتلك اليد الجانية؟ إنّ القليل من الشر – لو عددنا ذلك شراً – حين يمنع الكثير الكاثر منه لا يكون إلا خيراً. إنّ الحدود والقصاص في الإسلام من أعظم المزايا التي جاء بها الإسلام، والذين يبكون دموع التماسيح رحمة بالبشرية، ويتهمون الإسلام في ذلك بالقسوة، هم الذين تنمحي بما استحدثوه من الشر واستعملوه فيه بلا عقل ولا رحمة، بلاد عامرة بأهلها من فوق الأرض تندثر بما لها من تاريخ وحضارة ومجد، وما لها من حق مشاركة الإنسان في الدنيا الواسعة لأخيه الإنسان!. وهم الذين يُشردون عن الأوطان أهلها عسفاً، ويسومونهم خسفاً، بلا نبضة واحدة من القلوب برحمة، ولا نظرة واحدة إلى أنّ الله عزيز ذو انتقام. للإسلام الكامل حقٌ على المسلم الكامل، أن يُحكمه في نفسه وسلوكه مع الله والناس، تستوي في ذلك الأفراد من الحاكم والمحكوم، وكل حكم من أحدهما يصدر عن غير ما شرع الله فهو كما أخبر الله عنه: الحكم بغير ما أنزل الله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة/ 44). (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة/ 45). (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة/ 47). (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة/ 50). فليسأل الحاكم والمحكومون أنفسهم عن إسلامهم: أتسود اقتصادهم أحكامه فلا يفسده الربا، وقد أخبرَ اللهُ أن آكِله لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ؟ (البقرة/ 275). أيسود قضاءهم العدل فلا تفسده الرشى والتجانف لخيانة الضمير؟. أيسود مناهج التعليم فلا يستوردوا منها ما يقتل التهيؤ في النشء لحب الإسلام واحترام الإسلام؟ أيسود سلوكهم فيملأ الأمن قلوبهم، فتنام عيونهم غير حالمين بأشباح الرعب والفزع من اعتداء بعضهم على بعض وإنتهاك بعضهم حرمات بعض، وإنتهاز الفرص الدانية لتشويه الصورة النقية البيضاء، صورة الإسلام بالتشنيع الرخيص من بعضهم على بعض؟ أيسود الإسلام جوارهم وقد عرفوا أنّ نبيهم نفى الإيمان عن جار لا يأمن جاره بوائقه؟. أيسود معاهداتهم فلا يعاهدوا من البغاة جانياً عليهم؟. أيسود إخلاص قلوبهم فيقدسوا الوفاق ويبغضوا الشاق والنفاق، يحبون ويبغضون في الله التزاماً لما أمر الله؟.

حين يكون ذلك تعود المعجزة، وحين تعود المعجزة... يحل في الأرض السلام.

الهوامش:
[1]- جمع الفوائد برقم: 128 [2]- جمع الفوائد برقم: 124

[3]- جمع الفوائد برقم: 153

      المصدر: مجلة هدي الإسلام/ العددان 5 و6 لسنة 1981م

ارسال التعليق

Top