• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إدارة الوقت.. أفضل الوسائل للتميُّز

إدارة الوقت.. أفضل الوسائل للتميُّز

◄من أهم الموارد البسيطة المتوفّرة لأي شخص كان هي الوقت، حيث يعتبر المادّة الأولية الوحيدة المشتركة بين البشر وبالتساوي، ولكن يظهر الفرق بين الإنسان الناجح والإنسان العادي في كيفية استغلال الوقت وإدارته، ومن هنا وجب علينا أن نتعلّم كيف ندير وقتنا بالشكل اﻷمثل والصحيح. وهذا الوجوب قبل أن يفرض علينا من واقع تجاربنا وطموحنا للنجاح.

أين وقتك ماذا فعلت به هل استثمرته؟… هل ضاع سُداً؟… هل نظّمته واستفدت منه؟

من هنا ندرك أهميّة إدارة الوقت في تفعيل جوانب النجاح في حياتنا لأنّه يعتبر من أهم عناصر النجاح في أي إدارة أو استثمار، فالقيادة المميّزة تحتاج لمدير مميّز يحسن استغلال جميع الموارد المتاحة له لإتمام عمله بأفضل صورة ممكنة، هذا من جهة ومن جهة أُخرى وببساطة لأنّنا مسؤولين عن حُسِن استهلاك وقتنا أمام الله عزّوجلّ.

فوائد إدارة الوقت:

إنّ الإدارة الفعّالة للوقت فوائد جمى تنعكس في جميع مجالات الحياة (الأُسرة، العمل، النجاح، التطوّر، العبادة….)، ولاتكفي صفحات لذكرها لكن نكتفي أن نقول إنّ الإدارة الصحيحة لوقتنا تفيدنا في إنجاز الكثير من الأعمال في زمن قصير، أيضاً تمنحنا الاستقرار النفسي فقد أكّدت الدراسات الحديثة بعلم النفس البشرية أنّ اﻹنسان الذي يستغل وقته بأشياء مفيدة يكون أكثر استقراراً نفسياً ممّن يضيِّعون أوقاتهم من دون فائدة.

كما إنّ الإدارة المثالية للوقت تمنحنا وبشكل غريب الوقت نفسه حيث وبمجرد أنّك تدير وقتك بحكمة تشعر وكأنّك تملك ثمان وأربعون ساعة في اليوم على عكس مَن لا يشعر بأهميّة الوقت فقد يكون يومه مجرّد أربع وعشرين ساعة ومنهم مَن يقتصر يومه على اثنتا عشرة ساعة أو حتى سبعة أو ثلاث ساعات.

قد يكون هذا الكلام غريباً نوعاً ما ولكنّني أقول إنّ يومك هو عبارة عن عدد الساعات التي استغليتها في اليوم بالإضافة إلى عدد الساعات التي وفّرتها باﻹادارة الجيِّدة للوقت، ولنعطي مثالاً توضيحياً فلنتحدّث عن أمر نقوم به جميعاً يومياً وليكن النوم مثلاً فالشخص الذي ينام ثمان ساعات يومياً يكون قد استهلك من عمره حين يصل لسن الستين حوالي عشرين عاماً وهو نائم بينما الشخص الذي ينام ستة ساعات يومياً يكون قد استهلك في نفس العمر حوالي خمسة عشر سنة، الفرق بسيط في الإدارة اليومية لوقت النوم ولكنّ النتائج هائلة في المجمل العام ففد يستطيع الشخص الذي ينام فقط ستة ساعات أن يقدِّم رسالة دكتوراه في خمس سنوات بينما يكون ذلك الشخص نائم!

كلا الشخصين عاش ستين عام فيزيولوجياً ولكن بسبب الإدارة الجيِّدة للوقت يمكن أن يحسب عمر هذا الشخص خمسة وستين عاماً بإضافة ما وفّره من وقت النوم. هذا مثال بسيط في تنظيم بعض الأُمور اليومية التي نمارسها باستمرار وتأخذ حيزاً ربما كبيراً من وقتنا.

وقتك سيفك

* ﺿﻊ ﺧطّﺔ ﻣﻌﻴَّﻨﺔ ﻭﻫﺪﻓﺎً ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺘﺘﺮﻙ ﺑﺼﻤﺘﻚ ﻭﺃﺛﺮﻙ ﻟﻤﻦ ﺑﻌﺪﻙ .

* ﺿﻊ ﺟﺪﻭلاً‌ ﻭﻣﺨطّطﺎً ﺗﺤﺪّﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺠﺰﻫﺎ .

* ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﻭﻥ ﻫﺪﻑ أﻭ ﺧطّﺔ ﻋﻤﻞ ﻧﺴﻌﻰ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪّﺩ طﺎﻗﺘﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺍلاﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ .

* ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻪ .

* ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻨظّﻢ ﻛﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﺈﻥّ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺟﺪﻭﻝ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ .

* ﺍﺳﺘﻐﻼ‌ﻝ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺧﺮﻳﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ‌ ﻳﺤﺪﺙ ﺇلّا‌ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﻗﻮﻝ «ﻻ‌» للأُ‌ﻣﻮﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻸﺧﺮﻳﻦ.

* ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﻋﺪ: ﻓﺎﻻ‌ﻋﺘﺬﺍﺭ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻟﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﺸﺮﺡ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮ ﺃﻥّ ﻟﺪﻳﻚ ﻋﻤﻞ ﻣﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ، ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺑﺎﻻ‌ﺧﺘﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﻟﻮﻗﺖ ﺁﺧﺮ .

* ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻌﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﺪّ ﻋﺎملاً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً ﻓﻲ ﺗﺸﺘﻴﺖ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭالضياع.

* ﺍﻟﺘﻜﺎﺳﻞ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻛﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻭﻧﺒﺬ ﻣﺎ ﻻ‌ ﺗﺤﺒّﻪ .

* ﻋﺪﻡ ﺗﻔﻮﻳﺾ الأُﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ: ﻓﺎﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻳﺴﺎﻋﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺍلا‌ﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴّﺔ ﻭإلحاحاً.

* ﻣﺸﻜﻼ‌ﺕ ﻃﺎﺭﺋﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻻ‌ﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺣﻜﻴﻢ .

* ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺣﻮﻝ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧّﻪ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻓﻄﺮﻱ ﻓﻬﻮ ﻓﻦ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻌﻠُّﻤﻪ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪ بطُرُق ﻣﻌﻴَّﻨﺔ .

* ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻜﻮﺱ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ: ﻭﻣﻔﺎﺩﻩ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍً ﻭﺗﻌﻨﺘﺎً ﻭانشغالاً‌ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺳﻴﻔﻘﺪ ﻋﻔﻮﻳﺘﻪ ﻭﺣرّﻳﺘﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥّ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ ﺳﺘﻤﻨﺤﻪ ﻣﺰﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﻴﺸﻬﺎ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ الراحة.

* وأخيراً يجب علينا أن نعلم بإنّ إدارة وتنظيم وقتنا لا تعني الجدية التامة في جميع أُمورنا لا بل على العكس تماماً يمكن أن يمنحنا وقتاً أكبر للترفيه أو الجلوس مع العائلة فالإنسان كما هو محتاج إلى العمل والتطوير بحاجة أيضاً إلى الراحة والترفيه، وإدارة الوقت ماهي إلّا وسيلة لنعيش جميع تفاصيل حياتنا ولكن بحكمة وانتظام.►

ارسال التعليق

Top