• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اغتنم الفرص

اغتنم الفرص
◄مسألة الفرص حيرت كبار العلماء.. بعضهم يقول بوجودها، وآخرون ينكرونها، ويقولون: إنّ المرء ونشاطه..

والرأي العام أنّه ليس هناك حظ ولا حظوظ في الحياة.. إنّ هذا هو رأي عدد كبير من العلماء..

هناك فرص تمر أمام الكثيرين.. بعضهم يفطن لها فيفيد منها، وبعضه يغمض عينيه عنها فلا يراها..

يطالعنا كلّ يوم بجديد من الفرص المتباينة، والإنسان الغافل يدع مثل هذه الفرص تمر أمام ناظريه فلا ينتهزها. أما المرء صاحب الشجاعة والأمل، والعين المبصرة المميزة فلا تدع مثل هذه الفرص تمر تحت سمعه وبصره دون أن يفيد منها.

وقد يتساءل البعض عن هذه الفرص المتباينة، وإليك بعضها:

أصبح بعد الشقة أمراً عادياً، حتى أصبح يخيل للإنسان أنّ العالم، ينكمش ويتقارب بعضه إلى بعض، وقد أصبح الأمر كذلك عن طريق الرحلات، وكثيراً ما نرى الإعلانات عن هذه الرحلات التي نجوب فيها الأرض ونرى الدنيا أمامنا.. وثمة كثيرون ينتهزون مثل هذه الفرص لرؤية العالم، والإفادة من التجارب والأسفار..

وفوائد الرحلات عديدة، وقد يكون من أهم هذه الفوائد خلق الثقة بالنفس والرصانة. فالمرء يمر بمصاعب، ويتغلب على عقبات ولا يسعه إلا أن يعتمد على نفسه، ثمّ هو يرى عادات جديدة.. ووجهات نظر ومميزات لا عهد له بها، فيختزن عقله الكثير من التجارب..

وحتى لو تعذر على المرء الرحيل إلى خارج بلاده، فأمامه المجال فسيحاً في بلاده، يرى فيها حقولاً خضراء، وبقاعاً تعج بالمناظر الطبيعية الجميلة..

بهذا يستطيع المرء أن يشاهد معالم بلاده وما فيها من آثار ومصانع.. فضلاً عن تغيير الهواء وما يستمتع به من مرح وسرور..

فهل أنت ممن يعرف كيف ينتهز مثل هذه الفرصة ليختبر الدنيا، ويشاهد الأرض، ويمتزج بالناس، ويتعلم من الأسفار والتجارب ما لا يتعلم وهو في بلده.. إن من أسباب النجاح رؤيتك الدنيا ومعرفتك بها..

تعلّم: هناك الكثير من المعاهد تمد يد المعونة للناس لتساعدهم على الدراسة والتثقيف، معاهد ليلية.. ومدارس بالمراسلة فابحث عن الأبواب التي تروق لك، واتصل بالمعهد الذي تختاره، وإلى جانب الفوائد التي تعود عليك من تثقيف عقلك وتوسيع مداركك، فإنك تحصل على شهادات تعينك على الظفر بالترقية التي تنشدها في عملك.

وهناك إلى جانب ذلك المكتبات العامة التي تتيح لك فرصاً عديدة لتثقيف عقلك، فهل ذهبت إليها وبحثت عن غايتك في خزائنها، إن ثمة عوالم جديدة فوق رفوف هذه المكتبات في انتظارك، فهل لك أن تذهب إليها وتجوس خلالها؟

الاختلاط بالناس: العزوف عن الاختلاط بالناس سببه غالباً التحفظ وشعور المرء بصغر شأنه، وجدير بمثل هذا الإنسان أن يتغلب على هذا الشعور حتى لا يحرم من المتع التي يجنيها المرء من اختلاطه بالناس، ويحسن به أيضاً أن يلتحق بأحد النوادي أو إحدى الجمعيات وأن يندمج في أعمال النادي أو الجمعية في حرارة.

وهناك ريقة أخرى للتغلب على هذا الشعور هو قضاء العطلة في رحلة من الرحلات التي تهيئها بعض المؤسسات.

والعقبة الوحيدة التي تحول دون الاختلاط بالناس هي الحساسية الشديدة بنقائص نفسه، وجدير بالمرء أن يتغلب على هذه الحساسية المفرطة.

والحياة بغير اختلاط بالناس، حياة مليئة بالوحشة والوحدة، وجدير بالمرء أن يخرج إلى العالم وأن يمتزج بناسه، وأن يقضي على هذه الوحشة المرة الأليمة.

الاستزادة من المهارة: هذا مصدر مثمر مفيد للتجارب التي قد تعود على الإنسان بريح مالي. ابحث عما يمكن أن تؤديه من الأعمال الإضافية وما تميل إليه نفسك منها.. فمثلاً هل تستطيع أن تكتب على الآلة الكاتبة؟ إذا لم تكن تستطيع ذلك فلم لا تتعلم؟

هذا مثل من أغراض كثيرة، ومثل هذه الأعمال الإضافية، فضلاً عما فيها من تعلم شيء جديد، تعود عليك بفائدة مالية.

هل تستطيع أن تعبّر عما في نفسك كتابة بأسلوب واضح غير معقد؟ هل تستطيع الخطابة وسط الجماهير؟ هل تعرف الاختزال؟

هل تجيد فناً من فنون الرياضة البدنية، ككرة القدم أو التنس أو الباسكت بول؟ وهل تجيد السباحة؟ وهل تجيد التجذيف؟ لا حاجة بك إلى أن تصبح أخصائياً أو متفوقاً على غيرك في هذا أو ذاك، فإنّ الغاية قبل كلّ شيء أن تمتع نفسك بمتعة جميلة، وأن تزيد من مهارتك في أحد هذه الفنون، وأن تريح منها بعض المال إذا استطعت..

ولا يحسن بالمرء أن يلزم الصمت، وأن يكتفي بالاستماع، ففي تبادل الأحاديث متعة جميلة، ورياضة ذهنية. والاندماج في الأحاديث يدفع المرء إلى الاستزادة من المعلومات العامة والثقافة الخاصة حتى لا يظهر بمظهر الجاهل.

والاندماج في الأحاديث يخرج الإنسان من عادة التحفظ والانطواء على النفس، فتظهر شخصية المرء على حقيقتها وكذلك تبدو قدرته وكفاءته وكلها تظل دفينة في طيات الصمت، لو انطوى وسكت.

خدمة الغير: وأخيراً خدمة الغير.. التي تبعث في النفس سعادة عظيمة لا تعدلها سعادة. والأدلة كثيرة على صحة هذه الحقيقة البالغة.

انظر حولك تجد كثيراً من الفرص بين يديك لخدمة الناس، فهنالك الجمعيات الخيرية، والهيئات والمجالس المحلية والمستشفيات، إنّك تستطيع أن تندمج في إحدى هذه الهيئات التي تعمل في خدمة الناس، وتساهم بجهودك، وتبذل فيها نشاطك، ونجاحك في مثل هذه الأعمال الخيرية سيبعث في نفسك سروراً ومتعة، ويشحذ من همتك ويرضيك ويحفزك..

وحين يستعيد المرء ذكريات الماضي يشعر بالغبطة والسعادة حين يذكر أنّه قام بخدمات للغير، وحين يرى أنّه كان إنساناً تجيش في قلبه العواطف الإنسانية النبيلة، عاملاً فعالاً في خدمة أخيه الإنسان. ►

 

المصدر: كتاب كيف تكسب النجاح – التفوق والثروة في حياتك

ارسال التعليق

Top